نصف أمريكي ينتظر نهاية سعيدة في مصر.. سام أبرهام يحكي ليلا كورة قصة احترافه بأوروبا

احتفل سام أبرهام في الثامن من أكتوبر 2023 ببلوغه سن الثالثة والعشرين، في حفل مبسط، نفترض أنه أقيم في مدينة جالانتا السلوفاكية، مع أمنية خاصة بأن يحظى بنهاية سعيدة في مصر.

أراد المولود من أبوين مصريين، أن يحكي قصة احترافه كرة القدم في أوروبا إلى الجماهير المصرية، لذا اختار يلا كورة من أجل سرد القصة التي بدأت قبل 13 عامًا، بالتحديد في 2010.

سام لم يتردد في حديثه، عندما سأله يلا كورة عن تفضيلاته الشخصية، خاصة في كرة القدم، في تأكيد أن مصر تأتي أولًا ثم الولايات المتحدة، رغمًا عن أمرين، أولهما أنه يملك الجنسية الأمريكية وثانيهما أنه لم يسبق له أن دافع عن ألوان فريق مصري، سواءً في المراحل السنية المختلفة أو في مسيرته الاحترافية.

البداية في أمريكا

إنجاز أن تبدأ ممارسة كرة القدم في الولايات المتحدة، دون مساعدة أحد أو توصية آخر، لتصبح لاحقًا أول لاعب مصري ينشط في منافسات الدوري الأمريكي، حدث ذلك خلال الفترة من 2010 حتى 2019.

أكاديمية نادي أورلاندو سيتي الأمريكي، أول مكان لمس فيه سام أبرهام كرة القدم.

مع أكاديمية النادي الذي لعب له البرازيلي ريكاردو كاكا والمصري عمرو طارق، حاز سام الذي يلقبه أصدقاؤه المقربون بـ"سامي"، على عدد من الجوائز الفردية، مرة أفضل لاعب وأحيانًا أفضل هداف وفي أوقات أخرى اكتفى بالحصول على إشادة مدربيه.

مباراة لا تنسى

بحلول عام 2020، كان سام أبرهام على موعد مع إحدى أهم اللحظات على الإطلاق في حياته رياضيًا وربما شخصيًا كذلك، حيث التقى رفقة أورلاندو سيتي، سيدات المنتخب الأمريكي الأول لكرة القدم وديًا.

كانت سيدات المنتخب الأمريكي آنذاك مرعبات، بعدما استطعن التتويج بكأس العالم 2019.

تألق سام أبرهام، حسبما وصف، مضيفًا في تصريحاته ليلا كورة: "كانت المباراة إنجازًا مهمًا جدًا بالنسبة لي، حيث أدى ذلك إلى حصولي على أول عقد احترافي في ألمانيا، مع نادي دارمشتات".

لأن لا أحد ينجو من المعاناة

من أكاديمية أورلاندو سيتي الأمريكي إلى دارمشتات الألماني، خطوة استثنائية سعد بها سام أبرهام لمدة 6 أشهر فقط، إثر تسبب انتشار فيروس كورونا حول العالم في عودته إلى الولايات المتحدة.

يوضح سام: "عدت إلى أمريكا بعد ذلك.. واحترفت في القسم الأول بدوري الجامعات مع جامعة أسبيري".

تعب سام أبرهام كثيرًا في مسيرته مع كرة القدم، لأسباب بعضها لا يرتبط أبدًا بالكفاءة التي يتمتع بها على المستوى الفني أو بالجهد المطلوب بذله على المستوى البدني، أو حتى بالعقلية التي يجب أن يكتسبها على المستوى الذهني.

"واجهت تحديات عدة في كل المرات التي خضت بها تجارب أداء أو معايشات مع الأندية، رفضوني كثيرًا بسبب قصر قامتي وضآلة حجمي.. كان ذلك صعبًا على لاعب شاب مثلي، لكن عليك دائمًا أن تبقى مصممًا على النجاح وأن تؤمن بنفسك".

هكذا وصف سام جزءًا من المعاناة التي شعر بها قبل أن تتحسن أوضاعه كثيرًا في 2023.

العودة إلى أوروبا

كشافون من سلوفاكيا، حطت أقدامهم أرض الولايات المتحدة الأمريكية من أجل البحث عن لاعبين جيدين ومواهب قادرة على التطور في كرة القدم.

شوهد سام أبرهام من بعض الكشافين القادمين من أوروبا، ليتلقى 3 دعوات من أندية سلوفاكية، لخوض تجربة أداء، انتهت واحدة منها بنجاح ساحق، حيث انضم إلى سلوفان جالانتا.

سلوفان جالانتا الذي يرتدي الآن سام أبرهام قميصه، ينشط في الدرجة الثانية السلوفاكية.

كان أكبر إنجازات سلوفان جالانتا، التأهل من الدرجة الثالثة إلى الثانية، لكن الهدف يبقى واضحًا بالنسبة إلى سام أبرهام الذي قال لنا إنه يأمل في التأهل إلى الدرجة الممتازة هذا الموسم.

ويشارك سلوفان جالانتا في كأس سلوفاكيا.

ينتظر نهاية سعيدة في مصر

يحلم سام أبرهام بأن يلعب كرة القدم في مصر، سواءً لمنتخب المدرب البرتغالي روي فيتوريا أو لنادٍ محلي.

ويستفيض البالغ من العمر 23 عامًا في التعبير عن أحلامه المصرية: "ما زلت أحلم باللعب في الدوري المصري، تلقيت عروضًا من نادي مكادي (دوري المحترفين) والجونة (الدرجة الممتازة)، لكن المفاوضات لم تتم.. مع ذلك يبقى هدفي الأكبر أن ألعب لنادٍ مصري في أقرب وقت ممكن".

هل يعني ذلك أن سام يفضل تمثيل منتخب مصر على أمريكا؟ بالطبع.

يجيب سام: "كان لدي اهتمام كبير من المنتخب الأمريكي للشباب عندما كنت في سن 16 عامًا، ولعبت بالفعل معهم بعض المباريات.. لكن إذا كان علي أن أختار بين المنتخبين المصري والأمريكي فسأفضل دومًا اللعب لمصر".

يستمر سام في التعبير عن موقفه: "على الرغم من أنني أمريكي، لكن دمي مصري وفخور جدًا بأن أكون مصريًا.. أعتقد أيضًا أننا أقوى منتخب أفريقي، وأريد أن أساعد هذا المنتخب وأن أخدم مصر".

أهلاوي ويحب مروان عطية

يصف سام أبرهام أسلوبه في لعب كرة القدم، بقوله ليلا كورة: "ألعب على الجناحين الأيمن والأيسر، وأحب أن أستخدم سرعتي في المواجهات الفردية".

ويستكمل بشأن تفضيلاته في الكرة المصرية: "لاعبي المفضل في مصر هو مروان عطية حيث أنني أشجع الأهلي.. على الرغم من أننا نلعب في مراكز مختلفة لكني أعشق قصة نجاحه في كرة القدم، هي تلهمني وتدفعني إلى المضي قدمًا نحو أهدافي".

على الأرجح لن تجد محترفًا مصريًا لا يتخذ محمد صلاح قدوة له، يختتم سام أبرهام حديثه مع يلا كورة بالتأكيد على ذلك: "بالطبع محمد صلاح هو لاعبي المفضل حول العالم.. إنه نموذج مثالي للاعب يؤمن دائمًا بنفسه ويثق في إمكانياته".