شاهد كل المباريات

الدوري الإنجليزي

مار في رحلة صلاح.. "ملك مصر" المتواضع دائم الإبتسامة.. ومحب "البلاي ستيشن"

صلاح

كتب-أحمد مصطفى:

يحتفل العالم الكروي الثامن والعشرون لأسطورة كرة القدم المصرية، محمد صلاح، نجم نادي ليفربول الإنجليزي، حيث ولد في الخامس عشر من يونيو لعام 1992، بدء بزوغ الملك المصري منذ أن وطأت قدماه أرض القارة العجوز في يونيو عام 2012 بفريق بازل السويسري، آنذاك كان شابًا ريفيًا في مقتبل العشرينيات، وجد نفسه خلسة في النصف الأخر من العالم تائهًا وتجلى ذلك في سوء مستواه بالحصة التدريبية الأولى حتى ظن المدير الفني للفريق أنه ليس اللاعب الذي تعاقدوا معه بل شقيقه التؤام، لم يمر الأسبوع حتى تصادف وجوده أثناء تناوله وجبة الإفطار مٌغترب مصري يُدير الطابق العلوي من المطعم الإيطالي (picobello)، تعارفا وتبادلا أطراف الحديث وأرقام الهواتف وتواعدا بلقاءات أخرى صار من خلالها هذا المُغترب بمثابة البوصلة التى وجهت قائد الحالمين في القرن الواحد والعشرون ببلاد الفرنجة.

لم يكن يتخيل حازم إبراهيم الذي سافر للعمل بسويسرا عام 1999 رفقة زوجته الإسبانية، أنه سيكون ذات يوم أحد المارة المؤثرين في حياة فخر العرب، عامان عاشهما القاتل اللطيف في مدينة بازل يقتطف منهما حازم أهم اللحظات، ويقول:"في البداية حصل على شقة ليست بعيدة عن النادي وسيارة جولف بيضاء بعد أن كان يستقل التاكسي، وقمت بتعريفه طريق المسجد وكان شئ مهم بالنسبة له، الإقبال على المسجد ازداد بعد قدومه خاصة لتبرعه بكثرة لإدارته".

جولات عدة اصطحب فيها حازم بيكاسو الكرة المصرية لمشاهدة معالم المدينة السياحية، كان أولها ميدان "بارفوذا بلاتز"، الذي يضم المبني التي تقام فيه إحتفالية نادي بازل حال حصوله على الدوري أو الكأس في شرفة تسع جميع اللاعبين والجمهور من أسفلهم، يقول:"أخبرته أنني أود رؤيته برفقة الفريق يحتفلون بفوز الدوري، نظر إلي ضاحكًا وقال ربنا يسهل".

بداخل فندق الثلاث ملوك المٌطل على نهر الراين، لقن الرجل الأربعيني الوافد الجديد نصائح ثمينة، كاعتزال الحديث نهائيًا عن القضايا السياسية والدينية، وعدم الجلوس على شاطئ النهر لأن هناك من يحتسون الخمور والمخدرات وصورة واحدة كفيلة بأن تجعل الاعلام يشن الهجوم عليه، كما أخبره بأن يحمل قلم لأن المعجبين سوف يريدون توقيعه وأن يتدرب على أحد الجمل الإنجليزية لكتابتها لهم.

مواقف عصيبة مرت على أبن قرية نجريج التابعة لمحافظة الغربية في بداية أحترافه، بخلاف مباراة غانا الكابوسية التي عرقلت طموحاته، كان لمواجهة فريق بازل لمكابي حيفا الإسرائيلي أثر في نضجه الفكري، حيث خشي من هجوم الصحف العربية واتهامه بالتطبيع حال ذهابه للعب داخل أروقة الكيان الصهيوني، يحكي حازم ويقول:"كان مترددًا، أخبرته أنهم سوف يتهمونه بالتخاذل حال عدم ذهابه مما سيؤثر على مسيرته الإحترافية، وشاركنا النني الحديث وكان قد أتي إلى بازل حينها وحثه على الذهاب وبالفعل سافر وأحرز هدفا وعاد ملكًا متوجًا".

"متواضع ، دائم الإبتسامة".. صفات لم تٌغيرها رحلة أبو مكة في بلاد العالم الأول، أثنى عليها حازم الذى كشف بدوره عن بعض التفاصيل الحياتيه له أثناء تواجده بسويسرا، كاعتياده التردد على أحد المطعام اللبنانية، وحبه لطعام الجمبري، وعشقه لاحتساءه القهوة بعد أن كان لا يٌحبذها، ويضيف:"يهوى لعب البلايستيشن، وكان دائم قيادة السيارات والتنقل بين بازل ودبوره وفي بعض الأحيان ألمانيا لقربها".

عن اللقطات الإنسانية يحكي أبن حي شبرا أنه ذات يوم طلب نجله الصغير "كريم" التي شيرت الخاص بمحمد صلاح الذي وافق ولكن بعد نهاية اللقاء، كانت مباراة في دوري أبطال أوروبا أحرز الفيراري في ليلتها هدفان وانشغل بالاحتفالات رفقة زملائه مما جعله يتلاهي عن الوعد، يقول حازم:"ذهبنا إلي المنزل ودخل كريم إلي السرير حزينًا لأنه لم يحصل على التي شيرت وبعد أن نام، فاجئني صلاح بإتصال وأتي إلينا وأحضر التي شيرت وكانت لافته أكثر من رائعة".

ويختم:"كنا نشعر أنه أحد أفراد الأسرة، أخر مكالمة بنا كانت حينما لعب لفيورنتينا الإيطالي، لم أتواصل معاه لاحقًا لأنني شعرت أنه أصبح على الطريق الصحيح وصرتُ أتابع أخباره كغيري من الناس".

0

إحصائيات الدوري الإنجليزي

التعليقات