فابيو سيلفا.. كيف أصبح الأغلى في تاريخ وولفرهامبتون بدون أن يلعب بشكل فعلي؟

أعلن نادي وولفرهامبتون الإنجليزي عن تعاقده مع الشاب البرتغالي فابيو سيلفا قادما من بورتو في صفقة كانت الأغلى في تاريخ النادي الإنجليزي وذلك بعد أن قامت إدارة الذئاب بدفع 40 مليون يورو لإدارة الفريق البرتغالي من أجل التعاقد مع المهاجم صاحب الـ17 عاما.

أعتبر البعض السعر مبالغا فيه خصوصا عندما تعرف أن رصيد المهاجم البرتغالي الشاب هو ثلاثة أهداف فقط في 531 دقيقة مشاركة بقميص الفريق الأول للنادي البرتغالي على مدار 21 مباراة شارك فيهم حيث لم يشارك كأساسي سوى في خمسة مبارايات فقط رفقة بورتو ولم يتم إستدعائه أبدا للمنتخب البرتغالي الأول على المستوى الدولي.

لكن ذلك لم يعرقل إدارة وولفرهامبتون التي ذهبت سريعا للتعاقد مع اللاعب وضمه إلى صفوفها من أجل الحصول على الموهبة رقم 2 في البرتغال في الوقت الحالي بعد جواو فيليكس نجم بنفيكا السابق الذي أنتقل الصيف الماضي إلى أتليتكو مدريد في صفقة قياسية كلفت خزائن الفريق الإسباني 126 مليون يورو.

ما لا تعرفه هو أن سيلفا كان يمتلك في عقده الذي وقعه مع بورتو في نوفمبر 2019 شرطا جزائيا هو 125 مليون يورو ليكون الأعلى في تاريخ البرتغال كلها حيث لم يصل إلى هذا الرقم أي لاعب أخر بإعتبار أن الشرط الجزائي في عقد فيليكس كان 120 مليون يورو وإدارة أتليتكو مدريد أضطرت إلى زيادة عرضها المادي على إدارة بنفيكا من أجل تقسيط المبلغ.

وتأتي قلة مشاركاته مع الفريق الأول إلى المدير الفني سيرجيو كونسيساو المعروف عنه عدم حبه للمجازفات حيث يفضل إشراك أصحاب الخبرات عن اللاعبين الشباب ورغم ذلك إلا أن سيلفا نجح في دخول تاريخ النادي البرتغالي سريعا كونه الأصغر في كل شيء.

في العاشر من أغسطس 2019 أصبح أصغر لاعب يشارك في تاريخ النادي عندما حل بديلا للبرازيلي أوتافينهو أمام جيل فيسنت وبعدها بشهر ونصف أصبح أصغر لاعب يدافع عن قميص بورتو في البطولات الأوروبية عندما شارك أمام يونج بويز في بطولة يوروبا ليج وم يمر سوى أسبوع واحد فقط وأصبح أصغر لاعب يبدأ في تشكيلة بورتو عندما ظهر في التشكيل الأساسي أمام سانتا كلارا في الكأس.

وأصبح فابيو سيلفا أصغر لاعب يسجل بقميص بورتو وذلك عندما سجل الهدف الخامس لفريقه في مرمى كويمبروش في الكأس ليكسر الرقم الذي كان مسجلا بأسم زميله الجديد في ويلفرهامبتون روبن نيفيز وذلك قبل أن يقرر المدرب نزول اللاعب للتدرب واللعب مع فريق الرديف.

هل كان لوكيل اللاعبين الأشهر خورخي مينديز يد في تلك الصفقة؟ بالتأكيد فرغم أنه مينديز ليس وكيل اللاعب إلا أنه سهل عملية إنتقاله إلى ولفرهامبتون من أجل الحصول على فرصة أكبر للظهور والمشاركة في المباريات بعيدا عن برجماتية كونسيساو في دوري هو الأشهر مثل الدوري الإنجليزي ورفقة فريق تهيمن عليه الثقافة البرتغالية رفقة مدرب هو نونو سانتو يعرف جيدا كيفية التعامل مع الشباب خصوصا البرتغالي منهم.

هل يستحق فابيو سيلفا أن يجعله ولفرهامبتون الأغلى في تاريخه؟ ولماذا وضع رئيس بورتو شرطا جزائيا هو 125 مليون في عقده منذ أشهر قليلة؟ لنتعرف سويا على سيلفا في السطور الآتية..

ولد فابيو في 10 يوليو 2002 في أسرة كروية فوالده هو خورخي سيلفا الذي حصد لقب الدوري مع بافيشتا في 2001 وأخيه الأكبر هو خورخي جونيور  سيلفا لاعب لاتسيو الحالي والثنائي يلعب في مركز لاعب الوسط المدافع ولكن فابيو قرر أن يكون مهاجما.

أنضم لصفوف ناشيء بورتو في 2010 حيث ظل معهم لخمسة سنوات قبل أن يتم الإستغناء عنه لينضم إلى صفوف المنافس بنفيكا قبل أن تتحرك إدارة بورتو لإعادته مرة أخرى لصفوف الفريق بعد عامين فقط هناك في بنفيكا ليعود للدفاع عن ألوان الفريق الأبيض والأزرق.

رئيس نادي بورتو بينتو دا كوستا تحدث عن ذلك فقال:

"لقد كتبت الصحافة كثيرا أن جواو فيليكس أنتقل من بورتو إلى بنفيكا ولكن اليوم سيعرف الجميع أن أحد أبطالنا الجدد قد جاء من بنفيكا".

كان بورتو قد أستغنى عن جواو فيليكس من فريق ناشئيه بسبب ضعف التكوين البدني للاعب الذي أنضم لبنفيكا ليتم تصعيده للفريق الأول ويصبح اللاعب الأغلى في تاريخ النادي بل ومن الأغلى في تاريخ كرة القدم كلها.

كانت المرة الاولى التي يسمع فيها الشعب البرتغالي عن المهاجم فابيو سيلفا كانت قبل إنطلاق بطولة كأس العالم 2018 وذلك أثناء قيام التلفزيون البرتغالي بتحليل أداء المنتخب وأثناء الحديث عن النجم كريستيانو رونالدو قام مانويل فيرنانديز أسطورة سبورتينج لشبونه السابقة وكشاف الفريق في ذاك الوقت بالتحدث عن سيلفا فقال:

"عندما كان رونالدو في السابعة عشر من عمره كان يلعب كمهاجم في فريق الشباب وكان يقوم بأشياء مبهرة لم أرى أحد يقوم بها حتى رأيت شابا في بورتو يدعى فابيو سيلفا يقوم بها وفي وقت قصير سيصبح مهاجما مميزا".

 كان وقع هذه الكلمات كبيرا على فابيو ووالده جورج الذي قفز من مكانه سريعا ليجلب أبنه صاحب ال15 عاما حينها للإستماع لما يقوله أسطورة لشبونة السابقة عنه ومقارنته بالأسطورة كريستيانو رونالدو ورغم ذلك إلا أن رونالدو ليس المثل الأعلى للشاب البرتغالي بل الثنائي راداميل فالكاو وإيدسون كافاني.

أعتاد اللاعب الذهاب إلى تدريبات بورتو من أجل مشاهدة راداميل فالكاو يسجل الأهداف الواحدة تلو الأخرى عندما كان هداف الفريق وفي المنزل كان يتابع روح إيديسون كافاني القتالية من أجل وضع الكرة في الشباك لذلك تعلم منذ صغره أن المكان الطبيعي للكرة هو شباك المنافس.

لذلك كانت أرقامه التهديفية مع أندية الشباب مميزة وبسببه حصد بورتو لقب دوري أبطال أوروبا للشباب في 2019 عندما كان هدافا للفريق في البطولة برصيد 5 أهداف بجانب صناعته لأربعة أهداف أخرى لزملائه على مدار البطولة.

بسبب هذا الأداء إضافة إلى تسجيله ل20 هدفا في 26 مباراة مع فريق الشباب كان على سيرجيو كونسيساو تصعيده إلى الفريق الأول وعلى رئيس بورتو إعطائه عقدا جديدا وشرط جزائي كبير لإبعاد الأندية الأوروبية الكبرى الراغبة في خطف الموهبة الشابة.

يلعب فابيو كمهاجم بشكل أكبر لذلك فعند الحديث عن التنافسية بينه وبين جواو فيليكس على مكان في المنتخب البرتغالي يكون الحديث بأنه الثنائي ليس متنافسا بل مكملا لأدوار بعضهم البعض على أرضية الملعب فجواو يحب التحرك بحرية أكثر حول منطقة الجزاء وداخلها بينها سيلفا يفضل التواجد أكثر داخل المنطقة لتتناسب إمكانيات الثنائي مع طريقة لعب 4-4-2 ومشتقاتها التي تسمح بتواجد ثنائي في الهجوم.

علق لويس كريستوفاو المحلل الكروي لقناة إيلفن سبورت على تلك النقطة عندما تم سؤاله عنها من قبل أحد صحافي موقع بليتشر ريبورت فقال:

"فابيو وفيلكس يكملان بعضهما البعض ففيلكس يلعب كمهاجم متأخر حيث يحب البحث عن المساحات بين خطوط المنافس بينما فابيو يلعب كمهاجم متقدم يبحث عن التسجيل وقتل المنافس داخل منطقة الجزاء".

ورغم ذلك فإن أرقام فابيو في صناعة الأهداف ليست بعيدة عن أرقامه التهديفية كما يمكن أن تتوقع مع مهاجم مثله فمع شباب بورتو في دوري أبطال أوروبا صنع 4 أهداف ومع الفريق الأول في مشاركاته القصيرة صنع هدفين لزملائه أيضا لذلك نحن نتحدث عن مهاجم نموذجي لتطبيق أفكار معظم المدربين الباحثين عن "مهاجم محطة" قادر على الموازنة بين تسجيل الأهداف ومساندة زملائه القادمين من الخلف.

عندما نتحدث عن مواهب شابة فلعبة فوتبول مانيجر هي أكبر مرجع لمعرفة تطور اللاعبين في المستقبل بل وتم إستخدام اللعبة في أكثر من مناسبة من قبل كشافي المواهب من أجل التعاقد مع العديد من النجوم وفابيو سيلفا كان أحد الأسماء التي يرشحها خبراء اللعبة من أجل ضمها لفريقك هناك.

"إذا أردت أفضل وصف لفابيو سيلفا فهو أنه النسخة الأكثر دقة وإتقان من روبيرتو فيريمينو فهو هداف وصانع ألعاب ومهاجم متكامل يستطيع فعل كل شيء في الثلث الهجومي.

لكن سيكون عليك الإنتظار لعدة مواسم قبل أن ينفجر معك اللاعب حيث توقعت اللعبة أن سيلفا سيكون من أفضل المهاجمين في العالم عام 2025 عندما يكمل عامه الثاني والعشرين فقط ".

من كل هذا الكلام تبدو ال40 مليون يورو التي دفعتها إدارة ولفرهامبتون هي إحدى سرقات القرن حيث نجحت إدارة النادي في الحصول على توقيع واحد من أفضل المهاجمين الشباب في العالم وأقنعت إدارة بورتو بالسماح للاعب بالرحيل بسعر أقل بكثير من الشرط الجزائي الموضوع في عقده.

ولكن في النهاية نحن نتحدث عن لاعب لم يكمل ال90 دقيقة سوى في مناسبتين فقط برفقة الفريق الأول لبورتو ولم يبدأ في التشكيل الأساسي سوى في خمسة مناسبات فقط لذلك فهي في النهاية مجازفة كبرى ومقامرة من إدارة النادي فإن نجح اللاعب فالإدارة ستكون حققت مكاسب فنية من إستخدام إمكانيات اللاعب وتفجرها معهم ومادية من عملية إعادة بيعه كنجم كبير وإن فشل فمازال فابيو صغيرا ومينديز قادرا على إعادة تسويقه مرة أخرى خارج إنجلترا حول أوروبا.