بعد انضمام بالينيا.. هل تعاقد توتنهام مع أحد أفضل اللاعبين من حيث افتكاك الكرة؟ (تحليل)

بالينيا

كتب: إبراهيم علي
أعلن نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، تعاقده رسميًا مع لاعب الوسط البرتغالي جواو بالينيا، قادمًا من بايرن ميونيخ الألماني، على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم، مع خيار الشراء النهائي.
وقرر اللاعب البالغ من العمر 30 عامًا العودة إلى أجواء الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد تجربة سابقة مع نادي فولهام، انتقل بعدها إلى بايرن ميونيخ في صيف 2024.
وسلط الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي، الضوء على أهمية صفقة انضمام بالينيا إلى توتنهام تحت قيادة توماس فرانك.
توماس فرانك حقق ما يُعد فنيًا أول فوز له في ديربي شمال لندن كمدرب لتوتنهام هوتسبير، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بتغلبه على آرسنال 1-0 في هونج كونج، ما لفت الانتباه في المباراة أن توتنهام واجه لاعبًا كان قائد فرانك قبل بضعة أسابيع فقط.
كريستيان نورجارد شارك لمدة 68 دقيقة بقميص فريقه الجديد آرسنال، بعدما كان عنصرًا أساسيًا في فريق برينتفورد تحت قيادة فرانك لسنوات، وحده برايان مبيومو (11,218 دقيقة) لعب تحت فرانك في الدوري الإنجليزي أكثر من نورجارد (10,171 دقيقة).
في الموسم الماضي، لم يفتك أي لاعب الكرة لصالح برينتفورد أكثر من نورجارد (193 مرة) في الدوري، بينما تفوق عليه فقط المدافع ناثان كولينز في نسبة الفوز بالصراعات الهوائية (63% مقابل 61.9% لنورجارد، مع حد أدنى 14 صراعًا هوائيًا).
ويمتلك فرانك في توتنهام خط وسط موهوبًا يضم رودريجو بنتانكور، بابي سار، إيف بيسوما، لوكاس بيرجفال وآرتشي جراي، لكن لا يبدو أن أيًا منهم يناسب أسلوب اللعب الذي كان يقوم به نورجارد في برينتفورد مع المدرب الدنماركي. وهنا قد يظهر دور جواو بالينيا.
قصة بالينيا في الدوري الإنجليزي حتى الآن
العملاق البرتغالي عاد إلى إنجلترا، الرجل الذي لا يتردد في الانقضاض على حافلة طابقين إذا ظن أن هناك كرة بداخلها، عاد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، منضمًا إلى توتنهام على سبيل الإعارة لموسم واحد قادمًا من بايرن ميونيخ.
اشتهر بالينيا في إنجلترا بأدائه المهيمن في وسط ملعب فولهام خلال موسمين بين 2022 و2024، حيث قدّم أرقامًا في الافتكاك جعلت البعض يتساءل إن كان مبرمجًا على القيام بذلك فقط.
في موسمه الأول بالدوري الإنجليزي (2022/23)، نفذ بالينيا 148 تدخلًا ناجحًا، وهو رقم مذهل يتفوق بـ48 تدخلًا عن أي لاعب آخر في المسابقة ذلك الموسم. كما خاض ثاني أكبر عدد من الصراعات الثنائية (487)، وفاز بنسبة 59.1٪ منها، أما في الكرات الهوائية فقد فاز بـ64.3٪ من أصل 112 صراعًا، ولم يتفوق عليه في النسبة سوى 11 لاعبًا، 10 منهم كانوا مدافعين. وكان رودري لاعب مانشستر سيتي (68.6٪ من 105 صراعات) هو لاعب الوسط الوحيد الذي سجل نسبة أفضل.
وفي الموسم التالي، زاد بالينيا عدد تدخلاته إلى 152 رغم مشاركته في مباراتين أقل (33 مباراة) مقارنة بالموسم السابق. مرة أخرى، كان أكثر من نفذ تدخلات ناجحة في الدوري الإنجليزي، متفوقًا بفارق 14 تدخلًا عن أقرب منافسيه، جواو جوميز لاعب وولفرهامبتون، وكان هذا أعلى عدد من التدخلات يُسجله لاعب واحد في موسم بالدوري الممتاز منذ أن حقق نجولو كانتي 175 تدخلًا مع ليستر سيتي في موسم 2015/2016، حين تُوجوا باللقب التاريخي.
كما خاض بالينيا ثامن أعلى عدد من الصراعات الثنائية في الدوري (425)، وفاز بنسبة 60.9٪ منها، بما في ذلك 56.9٪ من أصل 72 صراعًا هوائيًا.
لكن مع الافتكاك الكبير تأتي المسؤولية الكبيرة، وكان على بالينيا أن يتحكم في نفسه خلال عدد غير قليل من مباريات فولهام، بسبب ميله لتلقي البطاقات الصفراء. فقد حصل على أكبر عدد من البطاقات الصفراء في الدوري الإنجليزي موسم 2022/23 (14 بطاقة)، معادلًا الرقم القياسي لأكثر عدد بطاقات صفراء في موسم واحد. واقترب من تكرار هذا الرقم في موسم 2023/24 بحصوله على 13 بطاقة.
اللافت أنه لم يُطرد في أي مرة، أي أنه تمكن من تفادي الحصول على بطاقة صفراء ثانية في جميع المرات الـ27 خلال الموسمين، وهو ما يُظهر نوعًا من ضبط النفس والانضباط التكتيكي.
فترة صعبة في ألمانيا
أداء بالينيا المميز مع فولهام منحه انتقالًا إلى بايرن ميونيخ في صيف العام الماضي مقابل حوالي 47 مليون جنيه إسترليني، بعد أن كان نفس الانتقال قد انهار في صيف 2023. لكن بحلول الوقت الذي تحقق فيه حلمه بالانتقال إلى بافاريا، كان المدرب الذي طلب التعاقد معه – توماس توخيل – قد غادر، وتولى المهمة فينسنت كومباني.
لذلك، لم يكن من المفاجئ أن الأمور لم تسر بشكل جيد بالنسبة لبالينيا في ألمانيا، فقد خاض فقط 6 مباريات كأساسي في الدوري الألماني الموسم الماضي، وشارك في 17 مباراة إجمالًا.
وبالتالي، لم تتح له فرصة تسجيل أرقام ضخمة في الافتكاك كما كان الحال مع فولهام، ومع فريق بايرن كومباني المصمم على الاستحواذ والسيطرة، لم تتح له العديد من الفرص لذلك. ومع ذلك، بلغ متوسط تدخلاته 2.7 تدخل لكل 90 دقيقة، وهو رقم لم يتفوق عليه سوى زميل واحد في الفريق، وهو ساشا بوي.
كيف سيتناسب بالينيا مع توتنهام؟
ربما كانت المشكلة الرئيسية له في ألمانيا هي نفسها التي ناقشها مشجعو توتنهام منذ ظهرت أولى الروابط: هل بالينيا جيد بما فيه الكفاية في الاستحواذ على الكرة؟
لقد أكمل 92.9 في المئة من تمريراته في الدوري الألماني الموسم الماضي، ولم يتفوق عليه في بايرن سوى أربعة لاعبين فقط. وشمل ذلك أعلى نسبة دقة تمرير في الفريق داخل نصف ملعبه بنسبة 98.4 في المئة، ونسبة محترمة تبلغ 88.6 في المئة في نصف ملعب الخصم. ومع ذلك، أكمل فقط 82.2 في المئة من تمريراته في الثلث الأخير، وهو ما كان أقل من 11 من زملائه في الفريق.
وبالمقارنة، لم يسجل أي من لاعبي وسط توتنهام دقة تمرير تزيد عن 90 في المئة في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، بينما فقط سار (84.1 في المئة) وبنتانكور (83.5 في المئة) تفوقا على دقة بالينيا في الثلث الأخير.
لم تكن أرقامه بهذا الارتفاع في فولهام، لكن الفريق لم يكن يركز على الاحتفاظ بالكرة كما هو الحال مع بايرن، بلغت نسبة إكمال التمريرات لدى بالينيا 82.9 في المئة في موسم الدوري الإنجليزي الممتاز 2022/23 مع "الكوترجرز"، وارتفعت قليلًا إلى 83.0 في المئة في الموسم التالي.
يجب دائمًا أخذ هذه الأرقام الإجمالية بحذر، لأن إكمال تمريرة للخلف بمسافة مترين يختلف كثيرًا عن تمريرة بطول 70 ياردة تفتح دفاع الخصم بالكامل، ولكن قد لا يكون هذا مهمًا للغاية. أنهى برينتفورد تحت قيادة فرانك الموسم الماضي في النصف العلوي من الجدول رغم أن نسبة تمريراته لم تتجاوز 80.7 في المئة، مع وجود خمسة فرق فقط سجلت نسبًا أقل. لذلك، لا يبدو أن مدرب توتنهام كان يهتم كثيرًا بإكمال عدد كبير من التمريرات في فريقه السابق، بل كان يركز أكثر على فعاليتها.
وهذا يقودنا إلى السؤال الكبير المطروح حول بالينيا: هل يمكنه أن يكون حاسمًا في تمريراته ويساعد فريقه على اختراق دفاعات الخصوم؟
لهذا، سننظر إلى التمريرات التقدمية – وهي التمريرات المكتملة في اللعب المفتوح داخل الثلثين الهجوميين من الملعب، والتي تحرك الكرة بنسبة لا تقل عن 25 في المئة باتجاه المرمى.
فقط 2.7 في المئة من تمريرات بالينيا في الدوري الألماني الموسم الماضي كانت تقدمية (15 من أصل 551 تمريرة)؛ ولم يسجل أي لاعب وسط اسمي نفذ 200 تمريرة على الأقل في المسابقة خلال موسم 2024/25 نسبة أقل من التمريرات المصنفة كـ"تقدمية".
بالمقارنة، سجل كل من بنتانكور (4.0٪)، سار (3.3٪)، بيسوما (3.8٪) وبيرجفال (3.5٪) نسبًا أعلى من بالينيا في التمريرات التقدمية، رغم أنه يجب الإشارة إلى أن تلك الأرقام جاءت ضمن خط وسط بقيادة أنجي بوستيكوجلو، والذي من المرجح أن يختلف كثيرًا عن وسط فرانك.
لذلك، ربما تكون المقارنة الأفضل مع كريستيان نورجارد، الذي نفذ 100 تمريرة تقدمية من أصل 1,418 تمريرة في الدوري الموسم الماضي (7.1٪)، ما يشير إلى أن بالينيا قد يحتاج لأن يكون أكثر جرأة في تمريراته تحت قيادة فرانك – تمامًا مثل أي لاعب وسط آخر في توتنهام يُتوقع أن يؤدي هذا الدور.
هذا بالطبع بافتراض أن المدرب الدنماركي يرغب في أن يلعب فريقه الجديد بطريقة مشابهة لما كان عليه في برينتفورد، وهو أمر لا يزال غير مؤكد حتى الآن.
أما من حيث حمل الكرة بشكل تقدمي، فإن بالينيا يشبه نورجارد في قلة هذا الجانب، إذ بلغ متوسطه 3.1 نقلة تقدمية بالكرة – أي تحركات تقود الكرة للأمام لمسافة لا تقل عن 5 أمتار – لكل 90 دقيقة في الدوري الألماني، وهو أقل من جميع لاعبي وسط بايرن وتوتنهام، لكنه لا يزال أعلى بقليل من نورجارد (2.7).
بشكل عام، يبدو أن هذه الصفقة لا تحمل خسارة لتوتنهام. فقد تعاقدوا مع لاعب يمتلك خبرة في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، ويمكنه إيقاف هجمات الخصم بفاعلية لا يملكها الكثير من اللاعبين.
وهذا سيكون مفيدًا للغاية أمام الفرق الكبيرة، حيث وجود لاعب قادر على تعطيل هجمات الخصوم بشكل متكرر، وتوفير حماية إضافية لخط الدفاع الذي عانى كثيرًا الموسم الماضي.
-
05:00
16/08/2025
فيديو قد يعجبك:
الإحصائيات
جميع الإحصائيات-
المباريات0
-
0
-
الهداف0
-
صانع الأهداف0