في خطوة أثارت جدل واسع داخل وخارج روسيا، أعلنت هيئة مراقبة الاتصالات الروسية Roskomnadzor عن حجب منصة الألعاب العالمية Roblox بشكل كامل داخل البلاد.
مبررة القرار بأن المنصة تتضمن محتوى "غير لائق" يمكن أن يؤثر على النمو الأخلاقي والروحي للأطفال، بالإضافة إلى اتهامات تتعلق بالترويج لمحتوى مرتبط بمجتمع المثليين.
القرار جاء ضمن سياسة روسية واسعة تهدف إلى تشديد الرقابة على المحتوى الرقمي، خاصة المحتوى الذي تعتبره السلطات متعارضًا مع القيم الاجتماعية التقليدية.
Roblox، التي تضم أكثر من 151 مليون مستخدم نشط يومياً حول العالم، تعد واحدة من أهم المنصات التي تعتمد على المحتوى الذي يصنعه اللاعبون أنفسهم، وتستضيف آلاف التجارب والألعاب التي حققت شهرة واسعة مثل Grow a Garden وSteal a Brainrot.

ورغم هذا الانتشار الكبير، فإن السلطات الروسية لم تحدد حتى الآن الألعاب أو التجارب المحددة داخل المنصة التي دفعتها لاتخاذ قرار الحظر، ما زاد التكهنات حول خلفيات الخطوة، خاصة في ظل تطبيق روسيا لقانون حماية الأطفال لعام 2013 الذي يجرم أي محتوى يعتقد أنه يتعارض مع "القيم الأسرية التقليدية".
وفي تصريح لوكالة Reuters، أكد متحدث باسم Roblox احترام الشركة للقوانين المحلية في جميع أنحاء العالم، مشدداً على أن المنصة توفر بيئة تعليمية وإبداعية آمنة، وأن لديها منظومة قوية من أدوات السلامة للكشف المبكر عن المحتوى الضار وحظر أي نشاط يخالف سياسات الحماية.

كما أشار إلى تعزيز الشركة لجهودها في تطوير أنظمة رقابة تشمل خطط لاستخدام تقنية التعرف على الوجه للتحقق من العمر، في محاولة للحد من تواصل القاصرين مع البالغين بعد دعاوى قانونية واجهتها الشركة في الولايات المتحدة.
روسيا ليست وحدها التي اتخذت موقف متشدد تجاه المنصة، إذ سبق أن حظرت تركيا والعراق اللعبة لأسباب تتعلق بحماية الأطفال.
لكن الحظر الروسي الأخير يأتي في ظل توجيه رقابي أكبر على المحتوى الرقمي داخل البلاد، ضمن سياسة تعتبرها الحكومة ضرورية للحفاظ على القيم المجتمعية، بينما يراها المنتقدون محاولات لتقييد حرية الوصول للمنصات العالمية.

ومع توسع قاعدة مستخدمي Roblox التي تتكون غالباً من فئة عمرية صغيرة، يبدو أن مستقبل المنصة في عدة دول قد يخضع لمزيد من القيود ما لم تنجح في إقناع الحكومات بأن أدواتها الرقابية كافية لحماية القصر وضمان تجربة أكثر أمانًا داخل عوالمها الافتراضية.