" بالتأكيد اتحاد الكرة كان له دور، وليس كل ما يُعرف يقال، من دون تفسير المنتخب المصري سيخوض بطولة كأس أمم أفريقيا بكامل نجومه، والنادي الأهلي أيضاً سيلعب مباراته في بطولة كأس العالم للأندية بكامل نجومه".. هكذا تحدث أحمد مجاهد رئيس اللجنة الثلاثية التي تدير اتحاد الكرة عن أزمة الأهلي بشأن تضارب موعد مشاركته في كأس العالم للأندية مع بطولة كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون.
تصريحات أحمد مجاهد عبر برنامج "الماتش" بقناة "صدى البلد" أثارت جدلاً واسعاً في ظل الأمر الواقع القائم حالياً والذي يزيد من تعقيد وصعوبة موقف النادي الأهلي بشأن الاستعانة بكامل نجومه خلال منافسات كأس العالم للأندية.
يستعد الأهلي لخوض منافسات كأس العالم للأندية التي ستقام في دولة الإمارات خلال الفترة بين 3 إلى 12 فبراير 2022، بعدما اعتذرت دولة اليابان عن استضافة البطولة بسبب ظروف تتعلق بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وتسبب الموعد الذي أعلنه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في أزمة كبرى للنادي الأهلي، كونه الأكثر ضرراً بعدما تعارض الموعد مع بطولة كأس الأمم الأفريقية التي ستقام في الكاميرون خلال الفترة بين 9 يناير إلى 6 فبراير من عام 2022.
ويفتتح الأهلي مشواره في كأس العالم للأندية يوم 5 فبراير أمام مونتيري المكسيكي بطل قارة أمريكا الشمالية، في حال نجح الأهلي في التأهل لنصف النهائي سيواجه بالميراس البرازيلي يوم 8 فبراير وبالتالي احتمالية لعب النهائي أو مباراة المركز الـ3 يوم 12 فبراير، أمام لو خسر مباراة مونتيري، سيلعب يوم 9 فبراير مباراته الأخيرة بالبطولة.
وهو ما يعني احتمالية غياب ما يقرب من 10 لاعبين عن صفوف القلعة الحمراء خلال مونديال الأندية بسبب مشاركة مصر وتونس ومالي والمغرب في كأس أمم أفريقيا.
لماذا الموقف يزداد تعقيداً؟
علم "يلا كورة" من خلال مصادره في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، أن "فيفا" طلب إرسال الأهلي لقائمته المبدئية بحد أقصى يوم 3 يناير من عام 2022 والتي تضم 35 لاعباً بينهم 4 حراس مرمى على الأقل، على أن يكون موعد إرسال القائمة النهائية بحد أقصى يوم 24 يناير، وتضم 23 لاعباً بينهم 3 حراس مرمى.
ولم يقم الاتحاد الدولي لكرة القدم بوضع اي أمور استثنائية تتعلق بالقوائم أو إمكانية زيادتها في حالة الأهلي أو تأخير موعد إرسال الأسماء، وهو ما يضع الأهلي في مأزق لعددة أسباب.
من المقرر أن ينطلق دور الـ16 لكأس أمم أفريقيا يوم 23 يناير، أي قبل 24 ساعة من الموعد النهائي لإرسال الأهلي قائمته النهائي المشاركة في كأس العالم للأندية، وينتهي دور الـ16 يوم 26 يناير، أي أنه في حالة لعب منتخب مصر وكذلك تونس ومالي والمغرب حال انضم بدر بانون للقائمة النهائية لأسود الأطلسي بعد يوم 24، فلن يتمكن الأهلي من قيد لاعبيه والاستعانة بهم في كأس العالم للأندية حال حدث وودع أي منتخب منهما البطولة من هذا الدور.
في حال تخطى أي منتخب يمتلك في قوائمه لاعب أو أكثر من النادي الأهلي دور الـ16، فهنا لن يستطيع الأهلي الاستعانة بأي لاعب في كأس العالم للأندية، إلا في حالة مغامرة الجهاز الفني بقيادة الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني ووضع إسم لاعب يتواجد في أمم أفريقيا منتظراً موقفه من نهاية البطولة.
منتخب مصر الذي يتواجد في المجموعة الرابعة، يمتلك فرصة لعب مباراة دور الـ16 يوم 23 يناير وقبل إرسال الأهلي لقائمته النهائية حال تصدر ترتيب مجموعته، لكن في حال احتل المركز الثاني في ترتيب مجموعته سيلعب يوم 26 يناير، أما لو كان ضمن أفضل ثوالث فهنا يلعب يوم 24 أو 25 يناير.
منتخب تونس والذي يضم بين صفوفه علي معلول المدافع الأيسر للنادي الأهلي، يتواجد في المجموعة السادسة ومعه منتخب مالي الذي يضم بين صفوفه إليو ديانج لاعب وسط الأهلي، في حال تصدر أي منتخب منهما ترتيب المجموعة سيلعب يوم 26 يناير، بينما الوصيف يلعب دور الـ16 يوم 24 ، أما اذا تواجد أي منهما بين أفضل ثوالث، فهناك فرصة للعب يوم 23 يناير قبل إرسال الأهلي لقائمته النهائية، أو يوم 25 يناير.
منتخب المغرب الذي قد يتواجد به مدافع الأهلي بدر بانون، يتواجد في المجموعة الثالثة، ولو تأهل متصدراً يلعب يوم 25 يناير، وإذا كان وصيفاً يلعب دور الـ16 يوم 23 يناير، وفي حال تواجده كأفضل ثوالث، قد يلعب مباراة يوم 24 يناير.
وبالتالي يتعقد موقف الأهلي حال انتظر للحظات الأخيرة قبل الإعلان عن قائمته النهائية لكأس العالم للأندية منتظراً موقف المنتخبات من الاستمرار في أمم أفريقيا في حال لعب أي منهما دور الـ16 أحد يومي 23 أو 24 يناير.
ماذا ينتظر الأهلي؟
يعمل مسؤولو النادي الأهلي خلال الفترة الأخيرة على التواصل مع كل الأطراف المعنية بالأمر بشكل مباشر وغير مباشر، من أجل إيجاد حل استثنائي لتلك الأزمة يحفظ حقوقه وحقوق الجميع.
أرسل الأهلي خطاباً في وقت سابق للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وعقد اجتماعاً "أونلاين" عبر مسؤوليه، وكذلك أرسل خطابات لـ"كاف" من أجل عرض موقفه ومحاولة إيجاد حل.
وطالب الأهلي اتحاد الكرة بتحمل مسؤولياته والسعي من أجل إيجاد حل واقعي وفوري لأزمة الأهلي.
وخرج أحمد مجاهد، رئيس اللجنة الثلاثية التي تدير اتحاد الكرة، ليعلن أن هناك سعي للوصول لصيغة تحل الموضوع تناسب الجميع، ثم تصريحه الأخير بأن "ليس كل ما يعرف يقال".
ويتمثل الحل الذي يمكن أن يساعد الأهلي، هو تقديم موعد انطلاقة أمم أفريقيا، لكن الأمر يبدو شبه مستحيل، بعدما أعلن "كاف" في وقت سابق العد التنازلي لموعد البطولة والتأكيد على أن الانطلاقة ستكون يوم 9 يناير.
أصعب الحلول هو تعديل موعد كأس العالم للأندية نفسه، لكون هناك ارتباطات تتعلق بتصفيات كأس العالم ومشاركة تشيلسي في دوري أبطال أوروبا دور الـ16 واستكمال مشواره في الدوري الإنجليزي.
موقف استثنائي
ولا يواجه أي نادي في كأس العالم للأندية نفس موقف الأهلي، نظراً لكون تشيلسي الإنجليزي بطل أوروبا يمتلك الثنائي، السنغالي إدوارد ميندي حارس الفريق، والمغربي حكيم زياش فقط في أمم أفريقيا.
الفريق الإنجليزي سيبدأ مشواره من نصف النهائي وأول مباراة له يوم 9 فبراير فلن يعاني أي مشكلة حال قام بتسجيلهما في قائمته وانتظارهما في الإمارات، حتى لو تأهل المنتخبان للنهائي أو لعب مباراة المركز الـ3، فيمكنهما اللحاق بالفريق دون مشاكل.
نادي الهلال السعودي لن يعاني من أي مشكلة تتعلق بمهاجمه المالي موسى ماريجا، نظراً لكونه يعتذر مؤخراً عن الانضمام لمنتخب بلاده وبالتالي سيغيب عن أمم أفريقيا المقبلة في الكاميرون.
نادي الوحدة الإماراتي الذي سوف يشارك في البطولة بصفته حامل لقب الدوري الإماراتي ممثل الدولة التي تستضيف البطولة، لن يواجه أزمة كبيرة لكونه يمتلك الثنائي المالي عبدالله ديابي والشاب عمر تراوري، لكن بنسبة كبيرة لن يتواجد أي منهما في أمم أفريقيا.