بعد صيام.. عندما حقق السليساو إنجازا غاب 81 عاما

رغم التفوق المونديالي المبهر للمنتخب البرازيلي في القرن العشرين، وسيادته الكروية على منتخبات أمريكا الجنوبية والعالم أجمع، إلا أن عقدة تاريخية واجهته في كوبا أميركا، امتدت لواحد وثمانين عامًا.

تُوج المنتخب البرازيلي بكأس العالم في القرن العشرين أعوام 1958، 1962، 1970 و1994، ليصبح المنتخب الوحيد الذي حقق اللقب أربع مرات في القرن الماضي، قبل تتويج خامس عام 2002 حافظ به على رقمه القياسي حتى الآن.

لكن على صعيد كأس أمم أمريكا الجنوبية "كوبا أميركا" والتي انطلقت عام 1916، قبل 14 عامًا من انطلاق المونديال، وزادت نسخها كثيرًا على البطولة العالمية، بفضل إقامتها سنويًا لفترة طويلة، واجه المنتخب البرازيلي صعوبة كبيرة في التألق بتلك البطولة.

حتى عام 1997، لم يحقق المنتخب البرازيلي سوى أربعة ألقاب في مشوار كوبا أميركا، كانت جميعها عندما استضافت أرضه البطولة، أعوام 1919، 1922، 1949 و1989، بينما فشل لأكثر من ثمانية عقود في التتويج باللقب القاري خارج أرضه.

بعد التتويج بكأس العالم 1994 بالأراضي الأمريكية، خسر "السليساو" نهائي كوبا أميركا بركلات الترجيح أمام أوروجواي أصحاب الأرض في العام التالي، ليدخل نسخة 1997 في الأراضي البوليفية بحماس كبير لإنهاء العقدة، بقيادة نجمه الأول في ذلك الوقت، الظاهرة رونالدو.

افتتح أبطال العالم مشوارهم بالتأكيد على نية إنهاء العقدة، فاكتسحوا الضيف الكوستاريكي بخماسية نظيفة في انطلاقة منافسات المجموعة الثالثة، قبل الفوز على ضيف آخر هو المنتخب المكسيكي العنيد بثلاثة أهداف مقابل هدفين، واختتموا مشوار تصدر المجموعة بثنائية نظيفة في الشباك الكولومبية.

بثنائية نظيفة جديدة من توقيع رونالدو، تجاوز المنتخب البرازيلي نظيره الباراجوياني في الدور ربع النهائي، قبل استعراض تاريخي بسباعية نظيفة أمام بيرو في نصف النهائي، ليواجه مجددًا أصحاب الأرض في المباراة النهائية.

لم يسمح السليساو بتكرار سيناريو 1995 مجددًا، فسيطر على زمام الأمور، بعدما تقدم بهدف لدينلسون في الدقيقة الأربعين، وتعادل أصحاب الأرض في نهاية الشوط الأول، ليسجل رونالدو هدفًا في الدقيقة التاسعة والسبعين ويؤكد زي روبيرتو التتويج بهدف ثالث في الدقيقة الأخيرة، معلنًا عن أول تتويج برازيلي خارج الأرض منذ انطلاق كوبا أميركا عام 1916.