في 17 سبتمبر 2000 أي قبل 25 عامًا، هبط في مطار "إل برات" (برشلونة) صبي خجول للغاية يُدعى ليونيل أندريس ميسي برفقة والده خورخي.
كان قد أتم الثالثة عشرة من عمره قبل ثلاثة أشهر فقط، وجاء حاملًا حلم أن يصبح لاعبًا في صفوف نادي برشلونة، لقد حقق حلمه وأكثر من ذلك؛ إذ فاز بـ35 لقبًا بقميص البارسا قبل أن يغادر النادي بشكل مفاجئ في 2021، بعد أن رسخ اسمه كأفضل هداف في تاريخ برشلونة برصيد 672 هدفًا، إلى جانب العديد من الأرقام القياسية الأخرى.
وبعد فترة لعب مع باريس سان جيرمان (2021-2023)، واصل ميسي في سن 38 الاستمتاع بكرة القدم مع إنتر ميامي والمنتخب الأرجنتيني، الذي تُوّج معه أخيرًا بكوبا أمريكا 2021 و2024 وكأس العالم 2022، إنجازات منحته كرتين ذهبيتين إضافيتين ليصل مجموعها إلى ثماني كرات ذهبية.
إنه أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم بلا منازع، وكل ذلك بدأ في 17 سبتمبر، بهبوط طائرة في "إل برات" قبل 25 عامًا.
كان الكشّافون الأرجنتينيون قد حذّروا الوسيط هوراسيو جاجيولي قبل أيام من وجود "الظاهرة الصغيرة" في صفوف نيويلز أولد بويز، والذي كان ريفر بليت يرغب في التوقيع معه بعد اجتيازه اختبارًا، مستغلًا حاجته إلى علاج باهظ الثمن لنقص هرمون النمو الذي تم اكتشافه لديه عندما كان في الثامنة من عمره.
قام جاجيولي بإبلاغ وإرسال شريط فيديو لميسي إلى "الوكيل الخارق" جوسيب ماريا مينجيلا الذي بعينه الخبيرة أدرك أن أمامه جوهرة حقيقية، وتكفّل بإرسال تذاكر الطائرة إلى خورخي ميسي بموافقة كارليس ريكساتش المدير الرياضي للنادي آنذاك.
قضى ميسي ليلته الأولى في الغرفة رقم 546 بفندق كاتالونيا بلازا المطل على ساحة إسبانيا.
ودعا خواكين ريفي، اللاعب التاريخي السابق والمدرب في الفئات السنية آنذاك، ميسي للمشاركة في حصة تدريبية مع لاعبين في نفس فئته العمرية، من بينهم سيسك فابريجاس وجيرارد بيكيه.
وقد أبهر الجميع سريعًا، لكنه بدا هشًّا لدرجة أن أحدًا لم يكن مستعدًا للتوقيع معه، فاضطروا إلى انتظار عودة كارليس ريكساتش الذي كان في مهمة لمتابعة لاعبين خلال أولمبياد سيدني 2000، وبعد عودته، تم تنظيم اختبار في الثاني من أكتوبر على الملعب رقم 3، ومن هنا تسارعت الأحداث.
يقول تشارلي بعد سنوات: "وصلت بينما كانت المباراة قد بدأت بالفعل ولم أجد وقتًا حتى للجلوس، كان واضحًا بالنسبة لي أنه إذا لم نوقع معه، فسوف نندم".
لكن كان لا يزال على برشلونة الانتظار حتى 14 ديسمبر للتوصل إلى الاتفاق الأسطوري الذي وُقّع على منديل ورقي في مطعم نادي بومبيا للتنس، والذي كان يُعد بمثابة "المكتب" الخاص بمينجيلا، بحضور جاجيولي وكارليس ريكساتش.

وفي 8 يناير 2001، وُقّع العقد الرسمي الذي ضمن وظيفة لوالد ميسي في قطاع الناشئين بالنادي، إلى جانب تكفّل النادي بدفع تكاليف العلاج الهرموني.
وأخيرًا في 6 مارس 2001، حصل ليونيل ميسي على أول عقد رسمي له للعب بشكل احترافي، ومن هنا بدأت أسطورة المختار للمجد.
