تقرير.. "المحارب" سليماني.. العائد للتألق من بلد الإمارة

لقب المحاربون والذي أطلق على المنتخب الجزائري خاصة بعد الأداء المميز الذي ظهروا عليه في بطولة كأس الأمم الأفريقية ليس مجرد اسم أو شعار وهذا ما ينطبق أيضًا على "محارب الصحراء" إسلام سليماني نجم وهداف موناكو الفرنسي حاليًا.

سليماني ليس باللاعب المغمور عن أذهان المصريين فربما تألقه لا يعرفها عشاق المستديرة عندما كان لاعبًا في الدوري البرتغالي، لكن الدوري المصري كان على استعداد لاستقطاب هداف جزائري عبر فريق الإسماعيلي في 2013.

ما حدث وقتها هو أن نادي الإسماعيلي أعلن عن رغبته في الحصول على خدمات سليماني عندما كان لاعبًا في فريق شباب بلوزداد الجزائري إلا أن الاتفاقية لم تتم بعد تدخل سبورتنج لشبونة البرتغالي ليحسم الصفقة في النهاية.

الإسماعيلي ربما خسر الكثير في تأخره على حسم الصفقة إلا أن "المحارب" سليماني استفاد كثيرًا بانتقاله لأحد الدوريات الأوروبية والتي كان بسببها أصبح أحد الأعمدة الأساسية في كتيبة منتخب بلاده.

في الموسم الأول لسليماني مع سبورتنج لشبونة كانت البداية لما هو أفضل حيث شارك مع فريقه البرتغالي في 31 مباراة ليسجل عشرة أهداف ويصنع أربع تمريرات حاسمة.

صعود سليماني نحو سلم التألق مع سبورتنج تواصل وهذه المرة عندما ساهم بـ20 هدفًا في موسمه الثاني بواقع تسجيله 15 هدف وصناعته لخمسة أهداف حاسمة.

موسم (2015 -2016) كان الأفضل لسليماني مع فريقه البرتغالي فالأهداف وصلت خلال هذا الموسم إلى 31 هدف بجانب صناعته ست تمريرات حاسمة.

هذا الموسم جعل سليماني تحت المجهر بين نجوم الدوري البرتغالي حيث صرح وقتها إيكر كاسياس الحارس التاريخي لريال مدريد ولاعب بورتو السابق بأنه أصبح يعاني عندما يواجه سليماني نظرًا لتفوقه عليه في مناسبات عديدة.

الحارس الإسباني المخضرم والذي اعتزل الكرة مع بورتو قال في تصريحات لموقع "أجوجو" البرتغالي :"نعاني أمام سبورتنج، والآن أصبحت أعاني أمام سليماني، أتمنى هذا لا يتكرر".

ثلاثة مواسم مع سبورتنج كانت كفيلة لسليماني ليسير نحو اختبار آخر وتحدي جديد وهذه المرة بانتقاله مع البطل ليستر سيتي المتوج بلقب الدوري الإنجليزي وقتها.

رحيل سليماني كان له صدى كبير على وسائل الإعلام في بريطانيا حيث صرح وقتها ريو فيرديناند أسطورة مانشستر يونايتد السابق، أن الجزائري سيكون له تأثير مع ليستر خاصة أنه يمتلك إجادة اللعب بالرأس.

سليماني بالفعل انتقل إلى ليستر في آخر أيام الميركاتو الصيفي في صفقة تاريخية مع "الثعالب" قدرت بـ36 مليون يورو لتقدر هذه الصفقة وقتها بالأغلى في تاريخ البطل المتوج بالدوري الإنجليزي.

الانتقال إلى ليستر لم تكن جيدة عند سليماني والذي تراجعت أرقامه من حيث التهديف حيث شارك في موسمه الأول مع ليستر بـ31 مباراة ليسجل تسعة أهداف ويساهم بخمس تمريرات بجميع المسابقات.

سليماني واصل تراجعه خلال هذا الموسم مع ليستر حيث لم يشارك سوى دقائق الأمر الذي جعله ينتقل إلى نيوكاسل في سوق الانتقالات الشتوية على سبيل الإعارة لكن دون فائدة ليخرج من هذا الموسم مسجلاً خمسة أهداف فقط وصنع ثلاث تمريرات.

تجربتان في الملاعب الإنجليزية كانت كفيلة لسليماني باتخاذ قرار الرحيل لتتجه رحلة الجزائري إلى الأراضي التركية وتحديدًا بالانتقال لصفوف فنربخشة في موسم (2018 - 2019).

قبل النزول لأرض الملعب تلقى سليماني العديد من العلامات الاستفهام حول طريقة عرض الصفقة من قبل ناديه التركي.

موسم سليماني مع الفريق التركي على سبيل الإعارة لم يحمل أي جديد ليسجل خمسة أهداف فقط في 25 مباراة.

في منطقة الريفييرا الفرنسية وتحديدًا في إمارة موناكو حط سليماني رحاله في فريق موناكو خلال الصيف الأخير بعد قرر الانتقال لصفوفه على سبيل الإعارة.

البداية مثالية والأرقام تاريخية للجزائري الباحث عن التألق بعد وصوله لعامه الـ31 خاصة أن النجم الجزائري يمتلك معنويات مرتفعه بعد تواجده مع منتخب بلاده على منصات التتويج بالفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية في تاريخ "المحاربين".

موناكو حصل على خدمات سليماني على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء النهائي إلا أن هذا البند قد يتم تنفيذه في الفترة المقبلة نظرًا للمستوى الذي ظهر عليه الدولي الجزائري.

سليماني أصبح يحتل وصافة هدافي فريقه من حيث الأهداف بواقع تسجيله لخمسة أهداف ليصبح على بعد ثلاثة أهداف من زميله وسام بن يدر صاحب المركز الأول حاليًا بعد مرور عشر جولات.

المدهش في أرقام سليماني ليس على مستوى الأهداف إنما من حيث التمريرات الحاسمة ليصنع سبع تمريرات ليكون ثاني أكثر من نفذ تمريرات حاسمة في الدوريات الخمسة الكبرى خلفًا للنجم البلجيكي كيفين دي بروين مع مانشستر سيتي والذي يمتلك في رصيده 8 تمريرات حاسمة هذا الموسم.