توخوا الحذر

على كل من ينتمي للوسط الرياضي أياً كان لاعباً، حكماً، كاتباً، رئيس ناد.. توخي الحذر.. وإلا فإنه سيجد نفسه مثلما وجدها الحكم إبراهيم النفيسة الذي تبادل رسائل الجوال مع صديقه الحميم غازي صدقة.. وفي الأخير وقع في (فخ) التشهير برسائله وعلى الهواء مباشرة واللي ما يشتري يتفرج.

ـ مشكلة، بل هي أم الكوارث أن يخونك (صديق).. ومأساة أن تفتح قلبك لمن تحب فسرعان ما تتحول عبر هذا المحب إلى وجبة إعلامية شهية على غرارها تموت الصداقة وتعيش (المزحة) وتنمو إلى أن تصبح كأنها (الحقيقة) التي تغضب وتحزن وتضرب ما تبقى من نزاهة الحكم وضميره في مقتل.

ـ غازي كشف المستور عن رسائل الصديق، والصديق الذي لم يتحدث عن القضية هاهو اليوم يظهر وكأنه المذنب الذي يستحق ما هو أبعد من العقاب، وما بين غازي وصديقه بودي أسأل ماهي المصلحة من كل هذا التهويل الذي صنع منه المعلق القدير غازي قضية وحدثاً؟

ـ أسأل بعدما تمعنت في حالة شخصية تمت على شاشة الجوال، لكنها بقدرة قادر سرعان ما تحولت إلى مشكلة.. إن كان لها من وجه فالوجه الثابت لها غازي وليس إبراهيم.. مع كامل الاحترام للاثنين معاً.

ـ ماذا يستفيد المشاهد من تبعات رسالة نصية وصلت من شخص لشخص؟ وماذا يمكن لنا كمنتمين لهذا الوسط أن نخرج به من حديث حضر فيه طرف وغاب فيه طرف؟

ـ أعتقد وأجزم في اعتقادي بأن الذي استخدمه العزيز غازي صدقة لايمت للمهنية بأي صلة.. ماعدا ذلك فالذي أقدم عليه هذا الزميل لا يعدو كونه محاولة تندرج وهذا هو الظن تحت (تصفية الحسابات الشخصية).

ـ الحذر كل الحذر من أن تصبح كتاباً مفتوحاً، فطالما أن الذين نودهم ونحبهم ونتبادل معهم النوايا الحسنة والصداقات الحميمة غير مؤهلين لحفظ هذا الود، فالأسلم لنا جميعاً استخدام (البريك) عندما نستخدم رسائل الجوال أو نتحدث من خلاله حتى لانقع في (الفخ) ونصبح بالتالي ضحايا كالضحية التي قدمها الزميل غازي صدقة بوسائل الإعلام هكذا وبالمجان!!

ـ وبعيداً عن غازي والنفيسة وقضية تكشفت خيوطها، بودي أن أحيي رئيس نادي الشباب خالد البلطان على حسن تصرفه ورقي فكره.
 
ـ فبرغم التصريحات التي تحدث بها النصراويون تجاه الحزم والتي خرجت عن المألوف، إلا أن هذا (الواعي) تعامل بالصمت والصمت في أغلب الأحيان هو حكمة الحكماء.

ـ برافو خالد، لقد تفرغت لما هو أهم، والأهم ليس في رد التصريحات بتصريح غاضب وإنما الأهم في التفرغ لاحتياجات فريق يمثل الوطن خير تمثيل.
ـ الاتحاد سيعود ولكن شرط العودة مرهون بإلغاء هذا الخطاب الإعلامي الذي بات يصدر المشاكل ويؤجج لهيبها.

ـ فالإعلام المحيط بالإتي سلبي، وقمة السلبية أن يتحول هذا الإعلام إلى دائرة أكبر الخصوم على فريق عملاق الكل يدرك مكانته.

ـ وأخيراً.. جميل أن يعتذر فارياس للأهلي، أما الأجمل فلازلت أراه في اللاعبين الذين هم اليوم واليوم بالتحديد مطالبون بتعويض جماهيرهم عن كل تلك الخسائر بكأس الأبطال والتأهل آسيوياً، وهذا التعويض ليس مستحيلاً إذا ما توفرت رغبة الحماس مع رغبة الإرادة والتصميم.. وسلامتكم.

نقلا عن صحيفة الرياضية