لو كنت رئيسا للهلال!

رأيت فيما يرى النائم أنني أمتطي صهوة المجد .. وأقف على سدة الرئاسة في البيت الأزرق .. ليس البيت الأبيض .. بل ذلك الذي يفوقه شموخا وأنفة وعزة .. البيت الهلالي الكبير الذي منذ أن تدلفه يراودك على الفور شعور بالعظمة والسعادة .. حتى لو كنت مشجعا بسيطا تستمتع يوميا بحضور تدريبات الفريق الأول في لعبة كرة القدم أو غيرها من الألعاب.

فما بالك لو كنت أنت الآمر الناهي .. وصاحب اليد الطولى في الشأن الأزرق وتقرير مصير مستقبله .. وتتابع يوميا مستجداته وتقرر على أثرها كيف يكون شكل هذا النادي على المدى القريب والبعيد.. لا شك أنها مسؤولية عظيمة وشأن كبير.

وهو الأمر الذي استشعرته على الفور منذ أن جلست على ذلك المكتب الوثير.. وأمرت «العامل» بـ «كوب» شاي.. فلا بد أن أبدأ أولا بقياس جودة صنع الشاي داخل النادي على اعتبار أن هذه الجودة هي من تتحكم بشكل مباشر في صنع الكثير من القرارات المصيرية.

بعدها بدأت برسم معالم الكيان وأعدت صياغته بالشكل الذي يتوافق مع تصوراتي الشابة التي لم تصل إليها «الديناصورات» حتى الآن.. وطالبت أعضاء مجلس إداراتي وموظفي العلاقات والمركز الإعلامي الذين اخترت كل واحد منهم وفق قناعتي الخاصة بإمكانياتهم وقدرتهم على صنع بيئة صحية داخل النادي لا يمكن أن تسمع فيها كلمة «سم يا طويل العمر».. بيئة تسكنها روح الشباب ويسودها التفاهم والحب والإخلاص.

وقتها لم أكن أفكر على الإطلاق بمصلحتي الشخصية.. ولم يزرني هاجس الطمع ومحاولة التكسب من وراء النادي والاستفادة المادية.. حتى إنني صارحت أحد مسؤولي الشركات الضخمة في البلد بتوجهي هذا بعدما لاحظت خلال زيارته للنادي تلميحا منه بطلب تبادل المصلحة والمنفعة.

أما الكتاب والصحفيون المرتزقون فلم ألق بالا لمسلسل إزعاجهم ومحاولتهم التقليل من شأني واتهامي بعدم الخبرة والبحث عن الشهرة.. فقد اتخذت سياسة جديدة واعتمدت على الإعلام الجديد وتركت الإعلام الفضائي والصحافة الورقية لعشاقها.. حتى إن عاملي المركز الإعلامي هم في الأصل من الشباب المبرمجين وصانعي التطور الإلكتروني في الكثير من المواقع المحلية المشهورة.. غدا سأقول لكم ماذا فعلت بالفريق الكروي الأول..!

نقلا عن "شمس" السعودية