الخميس 8 نوفمبر 2012
04:15 م
تحليل - أيمن محمد:
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
يبدو أن مسلسل التألق قد فاق الحد في هذه الجولة النارية من دوري أبطال أوربا وبعد تردد شديد في تحليل أي من مباريات أمس وجدت نفسي مجبرا كي أشيد بمدرب اسمه نيل لينون مدرب محاربي السيلتيك الذي أذاق الفريق الكتالوني أول هزيمة له هذا الموسم .. مع الوضع في الاعتبار بأن ريال مدريد مع برشلونة فرق من كواكب أخري.
إذا كان مورينيو أو حتي روبرتو دي ماتيو قد نالا من عزم لاعبي برشلونة وهما يملكان ترسانات من النجوم سواء في الريال أو الإنتر أو شيلسي ولكن يحسب للينون أنه قاد أحفاد ويليام والاس( محرر إسكتلندا ) لتحرير أوروبا من قبضة برشلونة ..
سيناريو اللقاء
• كالمعتاد لعب برشلونة 4-1-2-3 بوجود ألفيس وبارترا وماسكيرانو وألبا في الدفاع أمامهم سونج وشافي وإنيستا ثم الثلاثي ميسي وبيدرو وسانشيز.
• في المقابل لعب نيل لينون على تكتيك إنجليزي معروف 4-4-2 بدون أي إضافات باستثناء أنها تتحول في الدفاع إلي 4-6-0 وأعتمد على ماتيوز كظهير أيسر ثم ويلسون وأمبروسي كقلبي دفاع وفي الظهير الأيمن لعب لوستيج أمامه كان الثنائي ليدلي ولاعب الوسط الكيني وانياما وعلى الأطراف مليجرو وكومونوس وفي الأمام سامراس وميكو ولا ننسي حارس المرمي فورستر.
• قراءة الخصم جيدا نصف الطريق لتحقيق نتيجة جيدة والتنفيذ يكون للاعبين في إعاقة الخصم أما حارس المرمي يجب أن يكون ذو صفات خاصة جدا كي يستطيع أن يتحمل هذا الضغط باختصار كان هذا حال فريق سيلتيك أمس.
• الفريق الاسكتلندي العريق لا يمتلك سوي عرضيات الإنجليز المعروفة وربما عنصر السرعة في الهجمات المرتدة ولا يملك أي نوع من المهارات الفردية لذلك كان الاستفادة من الجزء الدفاعي لتحقيق الشق الهجومي.
• في كل دقيقة تمر على برشلونة كان الهجوم يشتد من جانب الكتالونين .. بينما كان دفاعهم يضعف أكثر بعد الهجوم ( المبرر ) على دفاعات سيلتيك خاصة من الأطراف ويبقي أن نقول أن فيلانوفا استعاد تماما أسلوب لعب جوارديولا في محاصرة الخصم ولكنه للأسف لم يستطع حتي الأن أن يصنع الفارق بتدخلاته سواء من داخل أرض الملعب أو من خارجه.
• عندما يستحوذ فريق على الكرة بنسبة 82% ولا تتحقق لك فرصة واحدة للتسجيل بشكل جدي حسب إحصائيات المباراة وبالرغم من امتلاكك للكرة فإن معدل جري لاعبيك كان أقل من المنافس الذي لعب أمام منطقة جزاؤه فهذا يعني شيء واحد .. عدم التحرك بدون كرة.
• سبب حب الناس لكرة القدم أنه على الرغم من تطورها في كل المجالات إلا أنه أحيانا بعض الألعاب البسيطة القديمة هي من تصنع الفارق وهذه هي الضرورة لمعرفة كافة أنواع أساليب اللعب لمواجهة الاحتمالات غير المتوقعة .
• كل ما فعله فيلانوفا لمواجهة الترسانات البشرية أنه قام بتغيير مركز ميسي مع سانشيز ثم قام بإدخال فيا مكان لاعب شيلي الدولي .. غير ذلك لم يكن هناك وجود لمدير فني وكانت الاجتهادات كلها للاعبين.
• أعتقد أن تعليمات نيل لينون للاعبيه ( لاعبي برشلونة تحت أعينكم ) لذلك كان صعبا جدا الاختراق خلف الدفاع الاسكتلندي ولم يكن هناك سوي لعبة واحدة بتدوير الكرة يمينا لليسار أو العكس ثم اختراق من جانب ظهير برشلونة والنتيجة إما فرصة غير مكتملة أو تألق من الحارس وفي المرة الوحيدة التي لعب فيها أحد لاعبي خط الوسط الكرة وانتقل إلي منطقة الجزاء ( فابريجاس ) جاء الهدف .. شاهد الفيديو التالي :
تالق فورستر by ayman100100
• كل ما سبق في يد المدرب واللاعبين ولكن هناك منطقة لا يستطيع أيا منهما التحكم فيها إلا بنسبة قليلة وهي نقطة حراسة المرمي .. وما شاهدته أمس وفي لقاء الذهاب قبل أسبوعين في الكامب نو يؤكد أن فورستر حارس عملاق بعيدا عن مصطلحات أنه صغير السن ..وأخطاء الحراس في العالم كله ..ولا تذبحوه .. ومن ينتقد لا يفقه شيئا في كرة القدم.
• طبعا سهل جدا أن ننتقد فيلانوفا ولكن ماذا كان يمكن أن يفعل أكثر مما فعل ؟ .. الإجابة عند مورينيو.
• في تحليل عبقرية كلوب أمام مغامرة مورينيو تحدثنا علي ان مورينيو قرر الاستفادة من قوة لاعبيه في تنفذ الركلات الحرة من أمام المنطقة وهذا كان يستلزم أن يتسلم اللاعبين الكرة من وضع حركة مع مجرد مراوغة بسيطة لإجبار الخصم على عمل أخطاء في المناطق الحيوية.
• لاعبو برشلونة قرروا اللعب من الثبات وتسليم الكرة ليس من قدم لقدم فقط ولكن كنا نري في أحيان كثيرة أن ميسي وإنيستا يكاد يلامس جسد زميله الموجود معه على نفس الخط لذلك لم يكن هناك صعوبة في مراقبتهم .. ولو حاولوا فقط اللعب على عنف لاعبي السيلتيك بالقرب من منطقة الجزاء لسهلت مهمة ميسي وشافي وإنيستا في تسجيل هدف على الأقل قبل كارثة النهاية .
• الهدف الثاني ليس له إلا مبرر واحد .. ضعف تركيز فيلانوفا وقلة حيلته وصلت للاعبين فمع مرور الوقت وعدم إحساس لاعبي البرسا بمساعدة من مدربهم لفك الطلاسم الدفاعية لسيلتيك لذلك شاهدنا شافي ( يقوم بالقلش ) وماسكيرانو تاركا مهاجم السيلتيك بمفرده أمام المرمي الخالي من حارسه ( فالديز في المرمي مثل عدمه )
• الاحتفال بالمئوية ذات طعم خاص ولكن الاحتفال ب 125 عام بالفوز في مباراة رسمية على برشلونة في دوري أبطال اوروبا تجعل من انتصار سيلتيك تكرارا لأمجاد والاس قديما.
لمناقشة الكاتب عبر فيس بوك إضغط هنا