حتي الرهان فاز به جوزيه علي الاتحاد ونور !

إعداد ـ جميل عباس ووائل منتصر:

يبدو أن إدارة نادي الاتحاد بقيادة المهندس محمد فايز قررت أخيراً الاستعانة بخدمات وتوجيهات المدرب البرتغالي العجوز والقدير مانويل جوزيه وذلك بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على رحيله بعد فترة لم تستمر طويلا في تدريب النمور بسبب خلافات في وجهات النظر والمشكلات التي واجهته مع اللاعبين وأولهم قائد الفريق وقتها محمد نور.

• إدارة الفايز تقرر الاستغناء عن عدد من اللاعبين

فجأة وبدون مقدمات وفي خبر عاجل، قررت إدارة الاتحاد الاستغناء عن عدد من اللاعبين بعضهم رموزاً في النادي (محمد نور وحمد المنتشري ورضا تكر وإبراهيم هزازي ومبروك زايد وراشد الرهيب) الأمر الذي أثار ضجة إعلامية وجماهيرية في الشارع الرياضي السعودي بين رافض ومؤيد.

كان الرافضون لقرار إبعاد نور نسبتهم أكبر بكثير من الذين صفقوا لهذه الخطوة، إذ رأي هؤلاء أن قائد الفريق محمد نور كان يجب ألا تكون نهايته مع ناديه بتلك الطريقة بعد المشوار الطويل والبطولات الكثيرة التي حققها على حد قولهم.

في المقابل رأت الإدارة الاتحادية أن مشكلة الفريق الأساسية في عدم تقديمه لمستوياته تعود لكبر سن اللاعبين، مستندين على ما قاله المدرب البرتغالي مانويل جوزيه - منذ ثلاث سنوات كاملة - والذي كان قد أكد قبل وبعد رحيله بان الاتحاد لا يمكن أن يحقق أي بطولة بهؤلاء اللاعبين !

عام 2010 وهي السنة التي شهدت ازمة جوزيه مع الاتحاد وقتها وبالتحديد مع محمد نور بعدما رفض الامتثال لقرار مديره الفني القاضي بتحويله إلى الفريق الأولمبي وذلك بعد أن استبعده من البعثة الاتحادية التي غادرت البرتغال في معسكر إعداد.

وجاء قرار جوزيه بعد ان انقطع نور عن التدريبات 3 أيام دون إذن ورفضه إجراء الفحص الطبي الذي خضع له اللاعبون قبل المغادرة إلى البرتغال وهو ما زاد من توتر الموقف وغضب جوزيه الذي اعتبر ذلك تحدٍ له ولم تتخذ إدارة الاتحاد وقتها  - كان يترأسها المهندس ابراهيم علوان - أية خطوة ضد اللاعب الذي واصل الخروج عن النص هو وبعض اللاعبين المقربين له وانهارت نتائج الفريق بعد أن كان متصدرا جدول الترتيب حينها.

وقتها خرج جوزيه علي الجميع صحافة واعلام وقالها صراحة "لو تحققت بطولة بهؤلاء فسوف أعلن اعتزالي التدريب نهائيا" .. وبالفعل صدق العجوز جوزيه.

• مشكلة نور مع المدرب أحد أسباب تصحيح خارطة الاتحاد

تكرر الأمر بين نور والمدرب الإسباني راؤول كانيدا الموسم الماضي، ولم تكن إدارة الاتحاد الحالية ورئيسها محمد الفايز لتتخذ مثل هذا القرار إلا بعد دراسة وبعد حدوث المشكلة الكبرى بينه وبين كانيدا مما يؤكد أن الخلافات ستبقى دائمة بين نور والمدربين، ولهذا كان استبعاد نور عن خارطة طريق تصحيح المسار الاتحادي أحد أهم الأسباب.

• جوزيه في سطور ؟

حضر جوزيه للاتحاد عام 1410 ـ 1411هـ في عهد إدارة المهندس إبراهيم علوان، ولم ينه موسماً كاملاً في تدريب الفريق .. وكان قد أكد وقتها بأن الاتحاد غازله وانتهى ذلك الغزل العفيف بالزواج على حد قوله.. إلا أن ذلك الزواج لم يدم طويلاً فسرعان ما تم الطلاق بفعل فاعل.

جوزيه المولود في فيا ريال دى سانت أنطونيو بالبرتغال في 9 إبريل سنة 1946، بدء مشواره مع بنفيكا البرتغالى العريق وعمره لا يتجاوز 16 عاما وأحرز معه بطولة الدوري البرتغالي في موسم 1962/1963وسط كوكبة من النجوم الكبار مثل الجوهرة السمراء ايزيبيو.

حقق بطولة الدوري مع بنفيكا في موسم 1968/1969م ثم لعب لعدة أندية أخرى مثل بيليننسيس وفارنزى ويونيون أوف تومار وماريتيمو واسبينهو  وبيرامار، إلى جانب مشاركاته الدولية حيث حقق المركز الثالث مع منتخب الشباب البرتغالي في بطولة كأس الأمم الأوروبية التي استضافتها هولندا عام 1963م.

أما مشواره التدريبي فقد بدأ في موسم 1977/1978 مع نادي اسبينهو واستمر معه حتى موسم 1981/1982 وصعد به من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى وحصل معه على المركز السابع كأفضل انجاز في تاريخ النادي، ومن ثم تولى تدريب نادي جيماريش فى موسم 1982/ 1983 وحصل معه على المركز الرابع في الدوري البرتغالي وتأهل إلى كأس الاتحاد الأوربي.

توالت انتقالات جوزيه من نادٍ لآخر محققا العديد من الانجازات لتلك الفرق التي دربها حتى استقر به الحال في أرض الكنانة مصر من خلال تدريبه للشياطين الحمر الأهلي صاحب الصيت العربي والأفريقي والعالمي والذي حقق معه 19 بطولة كاملة ما بين دوري وكأس وسوبر محلي، ودوري أبطال وسوبر أفريقي، كما نال معه الميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية عام 2006.

نادي الاتحاد كان أحد محطات مانويل جوزيه التي لم يكتب لها النجاح بعد تجربته مع منتخب أنجولا في أمم أفريقيا 2010 التي لم تكن جديرة بالذكر أو علامة في تاريخ البرتغالي، وبرغم تأكيداته بان الاتحاد كان أحد طموحاته، وأنه النادي المناسب له لأنه كان يسعى دوماً لتحقيق البطولات وقال وقتها " أنا والاتحاد نسير في طريق واحد وهو الفوز بالكؤوس والألقاب."

• جوزيه: فشلت في إعادة الروح القتالية لعواجيز الاتحاد

أرجع المدرب البرتغالي مانويل جوزيه استقالته من تدريب الاتحاد قبل انتهاء عقده -  وهذه المرة الأولى منذ 14 عامًا - وذلك بسبب أن أعمار لاعبي نادي الاتحاد لا تساعده في المباريات وقال حينها "لا أملك الوقت الكافي لإعادة الحيوية والروح القتالية إلى الفريق للمنافسة على البطولات برغم ما بذلت من جهد لتصحيح الأوضاع بحلولٍ سريعة، ولكن دون جدوى".

اضطر الرحالة البرتغالي في النهاية إلى تقديم الاستقالة وانهي علاقته تماماً بالاتحاد "الأمر كان محبطاً بالنسبة ليَّ. لم أستطع تغيير حال الفريق طوال 8 مباريات متتالية انتهت جميعا بالتعادل. اللاعبون لا يساعدونني بتطبيق خطة اللعب بالدقة المطلوبة والسبب في ذلك غياب الطابع القتالي أثناء المباريات.. فكل تلك العوامل دفعتني إلى الرحيل وعدم الرغبة في الاستمرار."

• نتائج جوزيه مع الاتحاد

كان الفريق الاتحادي يحتل المرتبة الأولي وفاز في سبع مباريات متتالية بما فيهم دربي جدة امام الأهلي، ثم توالي السقوط بثماني تعادلات خاصة مع تفاقم أزمة جوزيه ونور، فقرار الاستقالة جاء في وقت كان الاتحاد قد لعب 15 مباراة ولم يحقق سوي 29 نقطة، لكنه ذهب وكان قد راهن علي نجاح رؤيته.

تحققت بالفعل تلك الرؤية بعد ثلاث سنوات معاناة للجمهور الاتحادي الذي لم يري فريقه علي منصات التتويج طوال سنوات عجاف، وأخيراً شاهد فريقه يرفع كأساً هي الأغلي في تاريخه (كأس الملك للأبطال) .. كأساً جاءت بأقدام شباب بعد أن تحققت رؤية جوزيه بالتخلص من الكبار .. وفاز جوزيه كعادته ..