الأربعاء 19 مارس 2014
06:34 م
كتب - عبد القادر سعيد:إذا كنت من مواليد العقد الأخير في القرن الماضي وتمنى النفس برؤية منتخب مصر في كأس العالم فلن يتحقق ذلك في الأحلام فقط، وإذا كنت قد حلمت يوماً برؤية منتخب عربي متميز فهناك طريقة أفضل من الأحلام لتعيش هذه التجربة ولو لدقائق معدودة، فقط الذهاب للسينما أو الحصول على أقراص مدمجة لبعض الأفلام قد يحقق أحلامك الكروية بصورة محاكية للواقع.
الأفلام التي تحدثت عن كرة القدم في السينما المصرية والعربية كثيرة لكن أغلبها كان يتناول كرة القدم بشكل يخدم القصة الدرامية، أفلام قليلة كانت قصتها الأساسية عن الكرة وعاشت بعض تفاصيل الرياضة التي تنافس السينما نفسها في المتابعين بالمليارات على مستوى العالم.
حلم المونديال24 سنة بالتمام والكمال منذ اخر ظهور لمنتخب مصر في كأس العالم، ومن وقتها يحلم المصريين بظهور مصري في المونديال، الهزائم المتتالية في تصفيات أفريقيا منعت الفراعنة في تحقيق الحلم المونديالي حتى تحول الأمر لشبه عقده يصعب التغلب عليها.
السينما المصرية وجدت الحل ومنحت الجماهير ظهور مصري في كأس العالم وانتصار تاريخي في تصفيات أفريقيا المؤهلة للمونديال وعلى واحد من الفرق المنافسة لمصر بقوة في شمال أفريقيا.
فيلم العالمي الذي تم عرضة صيف عام 2009 في وقت خوض منتخب لتصفيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا في مجموعة ضمت الجزائر ورواندا وزامبيا، وانتهت التصفيات بمواجهتان فاصلتان مع الجزائر في القاهرة ثم في أم درمان.
تنبأ الفيلم بسيناريو التصفيات وصنع شخصية البطل "مالك" اللاعب العالمي المحترف في فالنسيا الإسباني ملحمة التأهل المتعثر جداً لمصر لكأس العالم على حساب الجزائر من قلب استاد القاهرة.
لحظات تحبس الأنفاس في نهاية الفيلم عندما يسجل البطل هدف في شباك الجزائر ويحتفل بجنون لتحقيق حلم المونديال الغائب، ليعيش معه الجمهور لحظات من الفرحة قبل أن يفاجئوا بنزول "التتر" مع موسيقى النهاية والاصطدام من جديد بالواقع المرير وهزيمة جديدة لمصر في أم درمان ليتبخر حلم المونديال من جديد.
ربما يكون الهدف من الفيلم هو إيصال الرسالة بأن الحلم ليس مستحيلاً وأن تأهل مصر لكأس العالم وارداً، وربما كان العمل بمثابة دفعة قوية للجمهور واللاعبين قبل أيام قليلة من مواجهة مصر والجزائر بالقاهرة التي فاز بها الفراعنة بثنائية ليتم الاحتكام لمباراة فاصلة بالسودان.
اللاعب العالمي "مالك" في الفيلم كان ضيفاً بشخصيته الحقيقة "يوسف الشريف" على إحدى القنوات الرياضية قبل مباراة الجزائر يتحدث عن مشهد تأهل مصر للمونديال وإمكانية تكراره في الواقع ليحدث الربط المطلوب من الفيلم بين القصة والحقيقة لكن كانت كالعادة.. الحقيقة كانت مؤلمة.
المتحدين ربما تكون رسالة فيلم المتحدين رائعة ولكن تطبيقها لم يكن بالشكل الأمثل واختيار الممثلين الذين قاموا بأدوار اللاعبين لم يكن موفقاً في أغلبه، لكننا لسنا بصدد نقداً فنياً للعمل، وإنما بناء القصة الكاملة على فكرة تكوين فريق من جنسيات عربية مختلفة هي التي تستحق الثناء.
منذ سنوات أقيمت في القاهرة مباراة ودية شارك فيها منتخب العرب الذي ضم أبرز لاعبي العرب في أوروبا وداخل الشرق الأوسط لكن الأمر لم يكن أكثر من استعراض طريف.
أما الفيلم فحاول أن يقرب الفكرة للواقع أكثر عن طريق مدرب مصري قام بشخصيته الفنان المصري فاروق الفيشاوي الذي يقوم بتدريب عدة لاعبين من جنسيات عربية مختلفة من لبنان والمغرب وفلسطين والسودان والكويت وغيرها من البلاد العربية، ومحاولة صنع أقوى فريق في الشرق الأوسط يمكنه المنافسة عالمياً.
ربما تفتح فكرة الفيلم المجال أمام المستثمرين العرب الذين يغزون حالياً القارة الأوروبية ويشترون أندية عملاقة تعد من أبرز أندية القارة ، مثل الشيخ منصور مالك نادي مانشستر سيتي والخليفي مالك نادي باريس سان جيرمان.
فمع وجود لاعبين عرب مميزين مثل بن عطية ومحمد صلاح والشماخ وتعرابت وفيجولي والحابسي، والنجوم العرب الذين تم تجنيسهم ومثلوا منتخبات غير عربية مثل زين الدين زيدان وستيفان شعراوي وكريم بنزيمة وعادل رامي وغيرهم، ربما يفرض السؤال نفسه حول إمكانية قيام مستثمر عربي بإنشاء نادي في أوروبا يضم أفضل اللاعبين العرب على مستوى العالم وتكوين فريق عالمي، ربما يكون الأمر خيالاً لكنه على الأقل تحقق بصورة مصغرة في أكاديمية كرة القدم بفيلم المتحدين، وعلينا أن ننتظر لنرى إمكانية تحقيق ذلك يوماً خارج السينما، لكن الواقع سيحتم علينا أن ننتظر لأخر العمر.
لمشاهدة إعلان فيلم العالمي اضغط هنالمشاهدة إعلان فيلم المتحدين اضغط هناللتواصل مع الكاتب عبر تويتر اضغط هنا