أبناء "هتلر" لا يقهرون

أتذكر في عام 1990 وفي مونديال إيطاليا، بدأت قصة إعجابي الشخصية مع منتخب ألمانيا، فحينها كان عمري لم يتجاوز بعد السنوات العشر، إذ قامت إحدي الشركات المسوقة للمشروبات الغازية بحملة تسويقية وطبعت صور نجوم المنتخبات المشاركة في مونديال إيطاليا على منتجها ووزعت أيضا صوراً مصغرة لهؤلاء النجوم.

حصلت حينها على مجموعة صور لنجوم منتخب ألمانيا آنذاك، وقمت بلصقها على عندي غرفة نومي، وكان المقابل علقة ساخنة من أغلى الناس "والدتي" لأن الصور من نوع اللاصق الذي يستحيل تنظيفه.

تلك الصور بقيت سنوات طويلة في غرفة نومي، وأتذكر تماماً جيلاً قوياً للمنتخب الألماني قاده عميد لاعبي المانشافت لوثر ماتيوس صاحب الـ 150 لقاء دولي، وأكثر من شارك من الألمان في كأس العالم بخمس مونديالات، إلى جانب زملائه أندرياس بريمر ورودي فوللر ويورغن كلينسمان وهاسلر وغيرهم من النجوم الذهبية، وكان من يقودهم أيضاً فنياً حينها القيصر فرانس بيكنباور الذي حقق معهم الفوز على الأرجنتين والكأس العالمية من ملعب الأولمبيكو في العاصمة الإيطالية روما.

واستمر الإعجاب وتابعت مسيرة العميد ماتيوس ووجدته حينها يلعب في إنتر ميلان الإيطالي، ويرافقه في مسيرة احترافية مع ذات الفريق زملائه وأبناء جلدته كلينسمان وبريمه، وتمكنوا وقتها من تحقيق الدوري الإيطالي بقيادة جوفاني تراباتوني هذا المدرب الإيطالي الذهبي.

فقصة عشقي الشخصية مع هذا المنتخب تذكرتها وأنا أتابع أول المشوار (لأبناء هتلر) في مونديال كأس العالم 2014 في البرازيل والانتصار الرباعي القوي للماكينة الألمانية على منتخب البرتغال، فليس غريباً أن يكون منتخب ألمانيا أحد المنتخبات المرشحة بقوة لنيل اللقب، وليس غريباً أيضاً أن نكتشف أسماءً بارزة جديدة تدخل وتنافس على لقب هداف المونديال مثل توماس مولر، ولكن الغريب أن لا يكون منتخب ألمانيا منافساً شرساً في المونديال، لأن الألمان طوال تاريخ المونديال لم يغب منتخبهم عن هذا المحفل العالمي باستنثاء بطولتين أيام الحرب العالمية علي حد علمي.

وبالأرقام أيضاً، فأبناء هتلر تأهلوا إلى سبعة نهائيات سابقة، وحصدوا منها ثلاثة ألقاب لكأس العالم، ومن المنتخبات القليلة جداً التي لعبت 100 لقاء رسمي مونديالي وصل له "المانشافت" الألماني من خلال مواجهته الافتتاحية في مونديال البرازيل أمام منتخب البرتغال.

لا يكفيني هذا المقال حتى أسرد بطولات وإنجازات هذا المنتخب الالماني، ولكني أتوقع ان يكون له شأن كبير في مونديال  2014، وسيكون له قصة كروية يحكيها ويتبادلها أجيال كرة القدم ونجومها التي لا يقف منتخب المانيا من تخريجها لخدمة منتخباتهم وظهورها بالشكل المشرف عالمياً.
 
"التحكيم المونديالي"

قد أكون تابعت معظم لقاءات مونديال كأس العالم في البرازيل 2014، فبعد انتهاء الجولة الأولي المونديالية، من وجهة نظري أنه لا توجد هناك أخطاء فادحة من الحكام الذين قادوا اللقاءات، والجميل أنه وحتى إن وجدت أخطاء بسيطة من الحكام، لم يخرج من ينتقد أو يهاجم وهذا ما يجعل الحكم بعيداً عن الضغوطات والعمل بنجاح وإخراج المونديال في أجمل صورة.

"متعة المونديال"

من تابع لقاءات مونديال البرازيل بصراحة يستمتع تماماً بجميع المباريات بدون استثناء، فهناك حماس وندية ومنافسة ومتعة من المنتخبات بإستثناء مباريات يكون طرفها من القارتين السمراء والصفراء، إلا أن المتعة الأوربية واللاتينية في باقي اللقاءات كانت عنوانها المتعة للمتابعين، فنحن على موعد مع المتعة في الجولات المقبلة للمونديال، وهي متعة تستحق السهر وانتظار المواعيد المتأخرة لمباريات المونديال، ويستحق ان تدفع لتفتح التشفير وتتابع في منزلك.

"الجزائر بخير"

تابعت كغيري أول المواجهات للمنتخب العربي الوحيد في كأس العالم منتخب الجزائر، فرغم خسارته من منتخب بلجيكا، إلا إن الجزائريين مازال أمامهم أمل كبير في التأهل للدور الثاني خاصة بعد تعادل روسيا وكوريا الجنوبية، وهذه أمنيات عربية، فالجزائريين أمامهم مواجهتين مع كوريا الجنوبية وروسيا وبحول الله نسعد كعرب بانتصاريين ثمينين للخضر، وخطف بطاقة تأهل مستحقة للدور الثاني، وللعلم، كانت الجزائر قريبة أمام بلجيكا من الخروج بنقطة على أقل تقدير، ولكن لم تكتب لها النهاية السعيدة، وفي انتظار تعويضها في الجولتين المقبلتين، وكلنا ثقة كعرب في تشريف الخضر للشرق الأوسط.

مشهوريات

إستمتعوا بالمونديال .. ولكن لا تنسوا ان تستقبلوا شهر الخير بالعبادة والصلاة والصوم "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه".