جوارديولا.. الدفاعي المتعصب المطالب بالابتسام في اللحظة الحاسمة بكامب نو

سيكون جوسيب جوارديولا الذي زار ملعب كامب نو في دور الستة عشر لدوري الأبطال الأوروبي مشجعاً حاملاً تذكرته الموسمية، مطالباً بالحضور في نفس الملعب كخصم سيضع تذكرته الموسمية جانباً ويشاهد اللقاء من أفضل مكان بالملعب واضعاً نصب عينيه وراء هدف واحد إقصاء الفريق الذي دون معه أهم الإنجازات في تاريخه الكروي، بل وكتب تاريخاً كروياً عالمياً انعكس على منتخب الماتادور الذي توج بطلاً للعالم للمرة الوحيدة في تاريخه بفريق قواه الأساسية والحاسمة هي فريق "بارسا" بيب جوارديولا.

ولن يكون منطقياً أن ينغمر بيب في ضحك هيستيري إذا ما قام ليونيل ميسي بتكرار مراوغاته في مواجهة مانشستر سيتي في مشهد مراوغة جيميز ميلنر الذي أدهش مدرب بايرن ميونخ حال كان أحد لاعبيه هو الضحية.

بيب الدفاعي

تقول الأرقام أن بايرن ميونخ جوسيب جوارديولا حقق في الموسم الحالي للبوندزليجا طفرة في الخط الخلفي، حيث لم تتلق الشباك الحمراء والزرقاء إلا 15 هدفاً في 31 مباراة بنسبة هي الأفضل دفاعياً في مسيرة بيب التدريبية الممتدة لستة مواسم.

وبات المدرب الهادىء سابقاً على دراية بكيفية التعامل مع الهجوم المرتد من المنافسين في ظل اعتماده على امتلاك لاعبي فريقه للكرة، ولجوء المنافس للهجوم المرتد وهي الأزمة التي أدت لأسوأ مباراة في تاريخ بيب التدريبي حين خسر في نفس المرحلة قبل موسم 4-0 في إليانز آرينا أمام ريال مدريد.

وجاءت ليلة التاسع والعشرون من شهر أبريل في عام 2014 واعتراف المدير الفني جوارديولا بأنه من يتحمل المسئولية الفنية والتكتيكية في الخسارة لتعكس مصداقيته من جانب وتقربه أكثر من لاعبي البافاري من على الجانب الآخر.

حيرة والد بيب

يقول فالنيتي جوارديولا والد بيب الذي حضر معه مواجهة سيتي من داخل جدران كامب نو عن لقاء بايرن وبرشلونة: "أنا أشجع برشلونة طيلة عمري ولكن في ليلة السادس من مايو - موعد لقاء الذهاب - سأكون ضد برشلونة لأول مرة وأشجع الفريق بايرن جوارديولا والذي أراه الأقرب للفوز في النهاية."

والد بيب أكد أنه احتاج للكثير من الوقت لاتخاذ القرار، مؤكداً أن تشجيع منافس برشلونة لم يكن بالأمر السهل عليه.

لن تفهم شيء

"لن يفهم مورينيو أي شيء من حضور لقاء بروسيا دورتموند وفورث"، كان هذا تعليق يورجين كلوب مدرب بروسيا دورتموند على زيارة المدرب السابق لريال مدريد لمباراة للفريق الألماني قبل مواجهة الفريق الملكي مع دورتموند في نصف نهائي دوري الأبطال في أبريل 2013.

ويقول الكاتب الإنجليزي مارتي بيراناو في مقال بصحيفة "ذا جارديان" عن بيب جوارديولا : "عندما ترى قبل انطلاق المباراة أن بيب سيستخدم طريقة 4-3-3 أو 4-2-3-1 فهذا لا يعني أنك ستفهم كيف سيلعب بايرن المباراة.

ويقول: "طريقة اللعب التي سينتهجها تختلف على أرض الملعب ومع ذلك فإن لاعبي بايرن بدأوا بالفعل في تفهم تعليماته وفلسفته الخاصة."

وجاء تصريح توماس مولر عقب الفوز 7-1 في مرحلة دور المجموعات بدوري الأبطال الأوروبي ليؤكد الأمر: "بيب شرح لنا كل نقاط الضعف في روما بالتحديد. كنا نعلم ونحن على أرض الملعب ما يتوجب علينا فعله."

الرد على السبيشال وان

ربما إذا ما أتم بيب جوارديولا مهمته بنجاح في مسقط رأسه سيكون قد رد عملياً على الاتهام التلميحي من صديقه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو الذي قال الأحد إبان تتويجه بالدوري الإنجليزي : "بالنسبة لست ذكياً لاختيار بلدان وأندية يكون من السهل فيها أن تصبح بطلاً."

وزاد التلميح : "ربما في المستقبل انتقل لبلد يكون من السهل فيها أن تصبح بطلاً، بلد يمكن لعامل الملابس أن يصبح مدرب ويحقق البطولة، لكني سأظل استمتع بالصعوبات وكيفية التغلب عليها."

اتهامات مورينيو التلميحية لمدرب بايرن ميونخ لا تدخل فقط في كونها حرب نفسية بين لاعب ومدرب مساعد برشلونة في تسعينيات القرن الماضي، ولا حتى الصراع الذي كان بينهما في مباريات إنتر وريال مدريد مع برشلونة ولكنها أيضاً تنضم إلى إيحاءات قديمة بأن بيب لو خرج من برشلونة لن ينجح ولن يدون نفس التاريخ.

وفي رد قاطع على تلك التلميحات بأنه حال فشل البايرن في إقصاء البارسا فهذا سيعني فشل بيب بعد خروجه من نصف نهائي الموسم الماضي أمام ريال مدريد بنتيجة كارثية، قال ماتياس زامر المدير الرياضي لبايرن: "جوارديولا حقق خمس بطولات مع الفريق في عامين ولا يمكن أن نقول أننا قد فشلنا مهما كانت النتيجة أمام برشلونة."

عصبية بيب

ربما سيكون طبيعياً إذا ما توقعنا أن يستمر التوتر النفسي للمدرب السابق لبرشلونة في زيارته لكامب نو مثلما ظهر في لقاء بروسيا بنصف نهائي كأس ألمانيا، أن تظهر تعبيرات الضيق على وجه المدير الفني الذي لقب يوماً ما بالهادىء.

ويقول ستيفان إيفنبيرج قائد فريق بايرن المتوج بدوري الأبطال في عام 2001: "لا أحب عصبية جوارديولا المفرطة خلال المباريات، يجب أن تثق بلاعبيك، لأنك بالفعل قمت بتحضيرهم للمباراة قبلها بأيام."

قبل أن يتحدث اللاعب الذي سجل هدف فوز بايرن على برشلونة في ملعب ميونخ الأولمبي في دور مجموعات الشامبيونز في موسم 98-99: "الأمور سارت بشكل سيء أمام ريال مدريد الموسم الماضي عندما تمكن كارلو أنشيلوتي - مدرب ريال مدريد - من التفوق تكتيكياً على جوارديولا."

وجاء الصراع بيب بين والطبيب مولر فولفهارت الذي أدى لرحيل الطبيب الذي عمل 38 سنة مع بايرن، وإصابة آرين روبين واتهامات بالتسرع في الدفع به من قبل المدرب بيب والخروج من كأس ألمانيا في سيناريو به الكثير من الظلم للعملاق البافاري ليزيد العصبية المتوقعة للمدرب بيب في مواجهة الأربعاء.

مثيرة للمشاعر

وفي النهاية يجب أن نراجع ما قاله بيب عن مواجهة البارسا في كامب نو عقب الإعلان عن نتيجة القرعة في الرابع والعشرين من شهر أبريل الفائت، عن مواجهة البارسا: "المواجهة مع البارسا كانت إحتمالية ضمن ثلاث احتمالات، لقد قضيت عمري في برشلونة فهذا بيتي، ولا يمكني قول شيء آخر."

وعن الفريق الإسباني فنياً: "فريق عظيم مثل ما نحن فريق عظيم، يجب أن نحلل ونختبر قدراتنا على ما فعله خلال المباراتين، والخطة الدفاعية القادرة على إيقاف ليونيل ميسي."

وعن صديقه والمدير الفني للبارسا الذي صنع له بيب أول أهدافه في مسيرته كلاعب مع الكتالان لويس إنريكي: "ما يقوم به يسعدني، في موسمه الأول وبإمكانه الفوز بالثلاثية، أمر مدهش."