الأحد 5 مارس 2017
11:50 م
الفشل ليس إلا هزيمة مؤقتة تخلق المزيد من فرص النجاح، هكذا تكون البداية لمعظم نجوم كرة القدم في العالم، والتي لا تختلف كثيراً عن بداية حسام غالي قائد الأهلي، وزميله عماد متعب بنسبة أقل.
الأهلي أعلن رسمياً عن تجديد التعاقد مع القائدين حسام غالي وعماد متعب لمدة موسم إضافي بعد فترة طويلة من الانتظار الذي بعث القلق في قلوب الثنائي خشية عدم بقاءهما في القلعة الحمراء.
وأثلج حسام البدري المدير الفني للأهلي صدر غالي ومتعب بعدما أعلن قبل أيام قليلة عن منحه الضوء الأخضر لإدارة النادي من أجل التجديد لقائدي الأهلي، لتبدأ المفاوضات سريعاً وتنتهي بسرعة أكبر.
بداية غالي مع الأهلي كانت متأزمة، خاصة أن اللاعب كان على مقربة من الخروج من القلعة الحمراء قبل أن تبدأ مسيرته، بعدما رأى أحد مدربيه أنه لا يصلح للعب كرة القدم بالأهلي.
" معاناته من الوزن الزائد كانت لتخرجه من الأهلي"، هكذا سرد بدر رجب المدير الفني السابق بقطاع الناشئين بالقلعة الحمراء حكاية بداية مسيرة غالي التي كادت لتنتهي سريعاً.
إنقاذ غالي من الرحيل كان على يد محمد رمضان لاعب ومدير الكرة السابق بالنادي الأهلي، حيث يقول رجب عن الواقعة: " أعاده إلى النادي من جديد قبل خروجه من البوابة مباشرة ".
وأكمل:" أحد مدربي الأهلي -بدون ذكر اسمه- قال لغالي أنه لا يصلح للفريق، وقراره وقتها كان بناء على وزن اللاعب الزائد، ولكن رمضان لحق به على باب النادي وأرسله لمحمد أبو العلا مدرب اللياقة البدنية لإنقاص وزنه وليصبح بعدها حسام غالي ".
بداية متعب أيضاً مع الأهلي لم تكن مفروشة بالورود، فكأي لاعب شاب يبدأ مسيرته بالاختبار في قطاع الناشئين ليصبح مهدداً بالنجاح أو الفشل والعودة إلى منزله يائساً بائساً.
موهبة مهاجم الأهلي سمحت له بالنجاح في اختبارات فريق الناشئين، ليبدأ تدرجه في المراحل السنية حتى تم تصعيده للفريق الأول بعد ترشيح من فتحي مبروك مع بداية الألفية الحالية، ولكن ظهوره كان صعباً في ظل تواجد أحمد بلال هداف الفريق الأول وقتها.
الفضل الأوروبي على غالي ومتعب كان واضحاً في بداية مسيرتهما، فالأول دفع به راينر تسوبيل المدير الفني السابق للأهلي للمرة الأولى، بينما كان الهدف المارادوني لمتعب في إنجلترا بكأس العالم للشباب 2003 فضلاً على معرفة الجماهير به.
ظهور غالي الأول مع الأهلي كان في مواجهة الشمس بالدور الأول من كأس مصر عام 2000، بينما أدى اقتناع حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب الشباب في 2003 بمتعب ليجعله المهاجم الأول للفراعنة لسنوات عدة بعدها.
ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن الإصابة القوية التي تعرض لها أحمد بلال في قدمه كانت السبب في ظهور عماد متعب كمهاجماً أساسياً للأهلي، بل وتتويجه هدافاً للدوري المصري في موسم 2004-2005 ليصبح على المهاجم الأول في مصر بصورة رسمية.
ذهاب وعودة غالي من الأهلي وإليه كان متكرراً، فبعد ظهوره بكأس العالم للشباب 2001 وتألقه مع الأهلي لموسمين متتالين، عقد اللاعب العزم على خوض تجربة احترافية في فينورد الهولندي ومنه لتوتنهام وديربي كاونتي الإنجليزيين، فالنصر السعودي ثم القلعة الحمراء.
الأمر هنا يختلف عن عماد متعب الذي حاول خوض تلك التجارب الاحترافية سواء في بلجيكا عن طريق ستاندرلياج أو بريستول سيتي وميدلسبره الإنجليزيين إلا أن الأمر كان غير موفقاً بالنسبة له ليظل في القلعة الحمراء.
الأهداف دائماً ما تدخل اللاعبين إلى القلوب مباشرة، فرغم محاولته الرحيل عن الأهلي، إلا أن جماهير القلعة الحمراء ارتبطت بمتعب لأمر بعيد تماماً عن الانتماء، فاهدافه جعلته المعشوق الأول هجومياً للجماهير رغم توافد عديد المهاجمين عليه في الفترة الأخيرة.
موهبة متعب لم تكن صنيعة إعلامية أو جماهيرية، وهو ما يؤكده حديث كولين سيكستون المدير التنفيذي لنادي بريستول سيتي الإنجليزي، عندما قال: " هو الثعلب الذي نحتاجه في منطقة الجزاء ".
حديث مدير بريستول جاء بعد تتويج مصر بأمم أفريقيا 2008، والذي امتدح فيه متعب قائلاً: " لديه تلك الموهبة المتميزة في أن يكون متواجداً في المكان الصحيح والوقت الصحيح وسجله كهداف يؤكد ذلك ".
هدفه القاتل في سيوي سبورت الإيفواري كان ساحراً لقلوب جماهير الأهلي خاصة أنه منح الفريق لقب الكونفدرالية الأفريقية للمرة الأولى في تاريخ القلعة الحمراء، ذلك بخلاف عديد الأهداف التي اعتاد عليها اللاعب في مباريات الدوري المحلي.
ظهور زئير أكثر من 90 ألف مشجع مصري في استاد القاهرة بعد تسجيله لهدف منتخب مصر الثاني في شباك الجزائر كان ساحراً، سحره تجاوز جماهير الأهلي ووصل إلى جميع حاملي الجنسية المصرية، فهو من جعل الفراعنة على مقربة من كأس العالم 2010 قبل أن يتبدد الحلم.
الستار أسدل تماماً على قصة تجديد التعاقد مع غالي ومتعب، وبات عليهما الاستمتاع بما تبقى لهما من عمر في ملاعب الكرة، وأصبح للجماهير الحق في انتظار بطولات جديدة محلية وقارية للفريق تحقق عن طريقهما.
للتواصل مع الكاتب عبر..
فيسبوك.. اضغط هنا
تويتر.. اضغط هنا