22:00
19:45
16:30
16:30
كتب: أيمن محمد
في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
هل يمكن أن تشكل الثقة عاملا في كرة القدم ؟ هل يمكن أن تكون ثقتك في العودة رغم سيطرة المنافس علي مجريات اللعب ؟ إسم ريال مدريد يؤكد ذلك.
إنفرادا بالمرمي وكرات في العارضة وسيطرة تامة ليس فقط في إيطاليا بل أيضا في بيرنابيو .. لا أتحدث فقط عن مباراة الأمس أو مباراة الشهر الماضي بين ريال مدريد ونابولي .. ولكن الأمر تكرر أيضا في الموسم الماضي أمام روما .. هل تتذكر كرات صلاح ودزيكو ؟.
جزء كبير بالفعل من فوز الفرق الكبري عموما علي الأندية الأقل منها في التاريخ يعود إلي الثقة في أنك ستعود حتي لو تأخرت حتي لو لم تحضر في شوط كامل مثلما حدث أمس في سان باولو.
أصعب ما يؤرق زيدان ويجعل ريال مدريد متراجعا في الفترة الأخيرة المساحات التي علي جانبي كاسميرو أو يمعني أدق إرتكاز العمق ..ثغرة إنطلق منها لاس بالماس في الليجا .. لاعبوا الريال يحاولون تغطية المساحات ولكن عند تحرك الكرة من اليمين لليسار أو العكس يفقد الفريق تنظيمه.
نقطة ضعف تلائم جدا أسلوب ساري الذي يقدمه هذا الموسم مع نابولي فالفريق الجنوبي يعتمد علي 4-3-3 ويلعب فيه ميرتينز أدوار رأس الحربة بعد إصابة ميليك ولكنه ليس رأس حربة وهمي .. الأمر الصعب كيف يمكن أن يقوم ثلاثي مثل ميرتينز وإنسيني وكاييخون بهجوم قوي وفعال أمام ريال مدريد ( التقارب ).
تحول الأجنحة لمساندي هجوم وبالتالي يصبح الأمر أسهل في تناقل الكرات علي الأرض ومع تميزهم جميعا بالسرعة في المسافات القصيرة يصبح الإختراق أيسر.
ساري إعتمد علي ضغط عالي جدا وإستغل ثقة زيدان في ال BBC ليشكل خط الوسط ( دياورا –ألأن –هامسيك ) حائلا بين مورديتش وكروس وكاسميرو.
ينضم ثلاثي الهجوم ( إنسيني –ميتنز-كاييخون ) لثلاثي الوسط وبالتالي يصبح وسط الريال بين شقي الرحي وعند إرسالهم الكرات ل بيبي أو راموس يبدأ إنقضاض خط الهجوم عليهم وبالتالي تصبح الكرات المرسلة من الخلف غير مؤثرة وغير دقيقة ويتكفل بها رباعي دفاع نابولي.
الفكرة السابقة معتادة وكثيرين يحاولون فعلها ولكن الأمر الصعب الذي لا يجيده الكثيرين طوال الوقت هو العمل الهجومي أثناء إمتلاك الكرة وهنا سنوضح ماذا قدم ساري أمام فريق بحجم ريال مدريد.
هامسيك يتسلل خلف الإرتكاز إنسيني يدخل للعمق هنا علي كاربخال التوغل أيضا مع إنسيني .. لحظة الأمر أيضا متعلق بمن سيمرر الكرة وباللاعب الخدعة.. فوزي غلام وكوليبالي..ربما يبدو أبعد الأسماء عن فكرة الخداع هذين الإسمين ولكن ساري يستغلهما جيدا.
فريق مثل الريال لا يمكنه الوقوع مستسلما للاعب يتحرك خلف إرتكاز الوسط وبين لاعب الجناح الذي ينضم للعمق .. سيتم الضغط علي دياورا وعزل خط الوسط عن الهجوم مع مراقبة مستمرة لتحرك هامسيك ..هل سيبدأ الريال سيطرته ؟ إطلاقا.
واحدا من أهم الأشياء لدي أي مدرب أن تمتلك لاعبا في الدفاع يمكنه صناعة اللعب وإن لم يكن يمتلك هذه الموهبة الفطرية مثل ( هوملز ) مثلا .. فالتدريب الجاد والشاق سيجعلا من كوليبالي ممررا جيدا وصانع ألعاب أيضا.
لن نلجأ لفكرة 3+7 أو أن نقوم بال shifting position كي نحصل علي positional play ( كما أوضحنا في تحليل اتليتكو وبرشلونة ) ولكننا سنلجأ لفكرة جديدة ..إستدراك المنافس لطرف الملعب.
ربما يبدو غريبا أن يتواجد دياورا أحيانا في أطراف الملعب بجوار غلام وهامسيك ..المخاطرة هنا عالية في حالة فقدان الكرة لذلك كان علي ساري تدريب كوليبالي للتمرير في المنطقة الخالية من عمق الملعب.
هدف نابولي الأول جاء بعد محاولات عديدة لإختراق تلك المنطقة التي تمثل نقطة ضعف في الريال أو في أي فريق سيواجه نابولي ..المنطقة التي يتحرك بها هامسيك بحرية .. شاهد الفيديو التالي: