الجمعة 5 مايو 2017
12:10 م
تقف لغة الأرقام كحائط صد حد منيع أمام أى انتقادات يواجهها أهلى حسام البدرى فى 2017 ، هؤلاء المعتقدون أن الأرقام مرآة للواقع فى لعبة كرة القدم وأنها ترجمة حرفية لا يعلو فوقها أى تقييم أخر أو وجهة نظر أخرى لما يقدم من عمل ولكن هذه الفلسفة المنتقصة للكرة تصطدم بوجهة نظر أخرى واقعية ترى الأرقام مجرد مؤشر ولا يمكن البناء عليها أحكام مطلقة وترفض تحويل هذه اللعبة إلى جداول حسابية وارقام لأيمانهم أن كل هذه الأرقام يمكن نسفها فى لعبة واحدة ومن هنا ولدت الإنتقادات .
الأهلى لم يهزم وصاحب أقوى خط دفاع فى البطولة ، الأداء غير مرضى ،يلاحق الأهلى المقاصة باسماء اقل وشعبية أقل وامكانات أقل ولكنه يتفوق هجومياً باسماء 3 منها كانوا رديف فى الأحمر، انتقادات هنا وهناك ومواجهة لغة الأرقام بمنطقية أخري فيا ترى ما هي اسباب الإنتقادات ؟
1- النسخة قبل الماضية من بطولة كاس مصر قدم فيها الأهلى ارقاما اعجازية ، 27 هدفاً -قبل النهائى مباراة - 4 مباريات بمعدل يقترب من الـ 7 أهداف فى المباراة الواحدة ، ولم يتلق غير هدفين فقط يواجه الزمالك فى النهائى الذى صعد للنهائى ولم يسجل سوى 5 أهداف فقط فى 4 مباريات وتحديداً بدور الـ 32 والـ 16 وصعد من دور ربع النهائى ونصف النهائى بضربات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء المباراتين سلبياً ، ليواجه الأهلى فى النهائى وتذهب الأرقام ومعها المنطق والسجل والهجوم الجارف أدراج الرياح ويفوز الزمالك بالكأس ومع الفوز تكون الرسالة ، الأرقام تظل مجرد أرقام إن لم تسعف الفريق فى شىء ومباراة ولقطة واحدة قد تنسف اللغة المنطقية التى يصر البعض التعامل معها وكأنها حقيقة مطلقة فى كرة القدم .
2- الأهلى كان أفضل رقمياً من الزمالك فى الدور الأول ، ولكنه فى السوبر المصرى خسر البطولة ، مرة أخرى الأرقام والمنطق الحسابي فشل فى اثبات وضع الكرة فى الخانات ، مابعد السوبر أكد على خسارة الأهلي للبطولة الأولي التى يخسرها البدرى ومازال أماه 4 بطولات أخرى ، الدورى ، الكأس ، دورى أبطال افريقيا ، البطولة العربية.
3- مارتن يول المدير الفنى السابق للأهلي ، مدرباً عالمياً مصنفاً ، عاونه متخصصاً بارعاً فى مجاله ايضاً ، وقع فى الخطأ ، فشل فى تجهيز البديل وسقط الأهلى ونال انتقادات لاذعة وهو نفس ما يكرر الأن ، نقطة عيب واضحة ، التفاوت الرهيب فى المستوي بين الأساسي والبديل ، لاعب واحد فى مركز واحد غيابه قد يضرب الفريق ويهزه ، عاشور بدون بديل ، فتحي بدون بديل ، سعد سمير بدون بديل ، غياب هؤلاء معاً أو اسم واحد فقط كفيل بهز الفريق وعندما يستدعي البديل - بعد أن جمد - تراه بعيداً ليؤكد فشل الجهاز الفنى فى تجهيزه وتأهيله للمشاركة.
4- تطور أكثر من رائع لسعد سمير وشريف إكرامي مع الأهلى ويعود الفضل للبدرى الذى ظهر فى عهده هذا التطور ولكن ، عبد الله السعيد اللاعب الأفضل فى مصر اصبح من اسوأ لاعبي الأهلي ، حسام غالي اصبح علامة استفهام كبيرة ، أجايي هبط مستواه بشكل لا يناسب 10% من ثمنه ، صالح جمعة على وشك الرحيل ، وليد سليمان أفضل لاعبي الأهلى الموسم الماضى وقبل الماضى اصبح اداءه متذبذبا ، علامات استفهام بالتوازي مع تطور البعض حول مستوى الأخرين والمحصلة أن الرائع العام الماضى تبدل حاله وغير الموفق العام الماضى ايضاً تغير حاله وكأنها لعبة كراسي موسيقية.
5- اللوغاريتمات فى التغييرات والخيارات الفنية بدء من كوليبالي هداف الأهلى الحالي الذى جمد ببطولة السوبر ولم يشارك افريقيا ، إلى التغييرات قبل صافرة الحكم بـ 30 ثانية ، مؤمن زكريا العائد من اجازة وغائب من فترة يدفع به والفريق فى وضع صعب، تغيير المركز بالمركز والفريق يحتاج للفوز ، وجود اسماء بعينها فى التشكيل الأساسي مهما كان مستواها الفني ، وضعية اللاعبين ومهامهم داخل الملعب وطرق اللعب ومنها 4-1-4-1 بتوظيف لا يناسب هذه الطريقة كلها طلاسم لا أحد يعرف تفسيرها ، فلا نعلم من حكم على كوليبالي ولا اسباب تغييرات الـ 30 ثانية ولا تغيير المهاجم بالمهاجم ولا مرجعية اختيار طريقة ؟اللعب.
6- الحالة العصبية التى تظهر على دكة الأهلي واثارت انتباه وانتقاد قطاع كبير من الجماهير والنقاد ، لماذا الجهاز الفنى يظهر بهذه العصبية التى نقلها للاعبين والفريق ما زال متصدرً ولا توجد اخطاء كارثية لهذه الأفعال ؟
الأهلى قد يكون الأفضل دفاعياً وأفضل الأندية حالياً رقمياً ولكن ما يقدمه حاليا غير مطمئن ويستحق الإنتقاد فى جوانب كثيرة اذا وضع فى الإعتبار الإمكانات والقائمة التى يمتلكها وما يقدم على أرض الملعب فعلياً وليس ما تقول الجداول والأنفوجراف.
للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك اضغط هنا