سهام النقد لازمته منذ توليه مقاليد الأمور الفنية لريال مدريد، وصموه بتهمة" الحظ"، وشموا على جدران عقولهم عبارات التقليل من شأنه، كيف له هذا الفرنسي صاحب الأصول العربية أن يتولى مهمة بحجم تدريب ريال مدريد، ظل صامتا طوال الوقت يرمق أعدائه بنظرات اعلاها الحدة ومضمونها التحدي، ومع مرور الشهور برهن لهم جميعا أنه الأجدر بالتواجد في المنطقة الفنية للملكي.

زيدان الذي صنع فريقا غزى به القارة العجوز، وأعاد الأمجاد لريال مدريد بعد سنوات من التخبط، كل ذلك ربما يكون أمرا عاديا أمام البعض، لكن الأهم في مسيرة زيدان هو الانتقال من مرحلة الاعتماد على النجم الأوحد"رونالدو" لمرحلة البناء والتطوير، تخللها الدفع بعدد من المواهب الشابة في ظل إراحة بعض النجوم.

زيدان سطر اسمه بأحرف من نور في تاريخ ريال مدريد الإسباني، بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي، بعدما حقق اللقب هذا العام على حساب اليوفي، ليضيفه للقب العام الماضي على حساب أتليتكو مدريد الإسباني، في عام ونصف هو عمره في مقعد المدير الفني لريال مدريد.

في عام ونصف فقط حقق بطولات دوري أبطال وكأسي السوبر الأوروبي والإسباني ولقب لكأس العالم للأندية ولقب الدوري الموسم الماضي، وينتظره كأس العالم للأندية.

بعد هذه المسيرة الناجحة والتي تخللها العديد من الأرقام المميزة لزيدان وفريقه ريال مدريد، دخل المدرب الفرنسي مرحلة جديدة من مسيرته مع الملكي، حين قرر التخلي عن عدد من النجوم.

رحل عن ريال مدريد خلال الفترة الأخيرة، المهاجم الفارو موراتا إلى تشيلسي الإنجليزي، والبرازيلي دانيلو إلى مانشستر سيتي، وجميس رودريجيز إلى بايرن ميونيخ، وماريانو دياز إلى ليون الفرنسي، ولورينتي إلى ريال سوسيداد، وبيبي إلى بيشكتاش التركي ووكوينتراو إلى سبورتنج لشبونة البرتغالي.

انتظرت جماهير ريال مدريد قيام المدرب الفرنسي بضم صفقات قوية خلال الميركاتو الصيفي لتعويض رحيل النجوم، لكنه لم يحسم أي صفقة من نجوم الصف الأول في أوروبا واكتفى بالتعاقد مع ثيو هيرنانديز الظهير الأيسر لفريق اتليتكو مدريد، وداني سيبايوس، لاعب وسط ريال بيتيس، والمغربي أشرف حكيم، قادما من ريال مدريد كاستيا، وخيسوس فاييخو، قادما من فرانكفورت الألماني، والمهاجم بورخا مايورال قادما من فولفوسبورج الألماني، ولاعب الوسط ماركوس لورنتي قادما من ألفيس الإسباني.

ريال مدريد سجل خلال الموسم الماضي بالدوري الإسباني 106 هدفا واهتزت شباكه 41 مرة، بات هذا الموسم يعاني من ضعف في الخط الأمامي، في ظل رحيل المهاجم مورتا إلى الدوري الإنجليزي وغياب رونالدو عن مباريات الليجا لتنفيذ عقوبة الإيقاف، بالإضافة لابتعاد المهاجم الأساسي للفريق كريم نزيما عن التهديف.

وتسلل هاجس الخوف لدي جماهير ريال مدريد مع انطلاق الموسم الحال وتعثر الفريق خلال الجولات الثلاث الأولى بعد التعادل في مبارتين والفوز في واحدة فقط، بواقع 7 أهداف ودخول شباكه ثلاثة بواقع هدف في كل مباراة.

زيدان الذي اعتمد على الثلاثي ايسكو ولوكاس فاسكيز وماركو اسينسيو مع بداية مسيرته التدريبية، ليبرهنوا للجميع أنهم على قدرون على حمل المسؤولية، حتى بات الثلاثي الشاب من الأعمدة الرئيسية للملكي.

حاول زيدان الاستمرار في مشروعه بتطوير المواهب داخل الفريق والاعتماد على اللاعبين الشباب، وعدم استقدام أسماء كبيرة كما يفعل باقي مدربي القارة العجوز.

وفي ظل الغيابات التي يعاني منها الفريق لجأ زيدان للدفع ببعض الشباب في تشكيل الفرق أمام ريال سوسيداد، ليستقر على تشكيل مكون من : نافاس في حراسة المرمى وراموس وناتشو وكارفخال وثيو وكاسميرو وايسكو ولوكا وبيل واسيكو وفاسكيز.

وتمكنت كتيبة المدرب زيدان من تحقيق الفوز فريق على مضيفه ريال سوسيداد بثلاثة أهداف لهدف مساء الأحد على ملعب أنويتا في الجولة الرابعة للدوري.

وسجل أهداف الفريق الملكي بورخا مايورال وكيفن رودريجيز لاعب سوسيداد بالخطأ في مرماه وجاريث بيل عند الدقائق 19 و36 و61 في حين سجل كيفن رودريجيز هدف فريقه الوحيد عند الدقيقة

فوز ريال مدريد رفع رصيده للنقطة 8 بالمركز الرابع في حين تجمد ريال سوسيداد عند النقطة 9 بالترتيب الثالث.