الجمعة 26 يناير 2018
06:32 م
بين واقع الحداثة وإغراءات التسويق من جانب، ورومانسية الجماهير وارتباطها بذكريات فريقها وتفاصيل شعاره من جانب آخر، تقع الأندية في حيرة كبيرة عند اتخاذ قرارات متعلقة بتغيير الشعار الرسمي، وتصطدم في بعض الأحيان بالجماهير، التي ترى في تدخلها في تلك التفاصيل حقًا أصيلًا، بحكم أنها الظهير الذي يستند عليه النادي بالجوانب التسويقية.
وقبل يومين، فوجيء جمهور فريق ليدز يونايتد بإعلان رسمي عن تغيير شعار النادي، لشعار جديد أثار سخرية وسائل الإعلام ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، وقال مسؤولو النادي الإنجليزي العريق، أن تغيير الشعار يأتي استعدادًا للاحتفال بمئوية النادي في العام المقبل، كما أكدوا أن الشكل الجديد جاء بعد بحث وتفكير استمر لستة أشهر.
واحتوى الشعار الجديد على صورة تُظهر شخصًا يشير بيده على قلبه، واستعرض الموقع الرسمي لنادي ليدز يونايتد والحسابات الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عددًا من الجماهير والنجوم التاريخيين يشيرون بذات الطريقة، تعبيرًا عن مكانة النادي في قلوبهم.
أثار شعار ليدز الجديد ثورة لجماهير الفريق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنه غير لائق بمكانة النادي، الذي توج بلقب الدوري الإنجليزي عام 1992، وقدم العديد من النجوم وأبرزهم المهاجم الفرنسي إيريك كانتونا، الذي انتقل لصفوف مانشستر يونايتد في منتصف التسعينيات، وأصبح احد أساطير الشياطين الحمر.
انصاع نادي ليدز لرغبات جماهيره، وأكد في بيان رسمي في اليوم التالي مباشرة إعادة النظر في الشعار الذي أثار غضب محبيه، وعاد لنشر الشعار القديم عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
واقعة ليدز لم تكن الأولى عالميًا، حيث اضطر نادي إيفرتون لتغيير شعاره مرتين خلال عامين متتاليين، بعدما استسلم لغضب جماهيري شديد طال شعاره الجديد عام 2013، ليعتذر في بيان رسمي، ويغير شعاره مجددًا بعد موسم وحيد.
وحاولت إدارة نادي إيفرتون تصميم شعار يتمتع بالحداثة والبساطة في عام 2013، لمواكبة العصر، والاستفادة من سهولة التصميم في النواحي التسويقية، إلا أن الشعار الجديد واجه عاصفة جماهيرية، حيث اعترض محبو إيفرتون على إزالة الجملة اللاتينية التاريخية "Nil Satis Nisi Optimum" والتي تعني بالعربية الأفضل فقط هو ما يكفي، كما اعترضوا على تغيير شكل البرج التاريخي الذي يميز شعار النادي.
نادي يوفنتوس الإيطالي واجه غضبًا مماثلًا في الصيف الماضي، بعد الإعلان عن تغيير الشعار التاريخي الذي يتميز باللونين الأبيض والأسود، إلى شعار يتمحور حول الحرف الأول من إسم النادي "J"، في خطوة تسويقية بحتة، سعى النادي بها إلى توسيع مجالات استخدام الشعار ليرتبط بمنتجات مختلفة تتجاوز حدود كرة القدم.
رفض عشاق يوفنتوس الشعار الجديد، وحاولوا إثناء إدارة النادي عن اعتماده رسميًا، إلا أن إدارة عملاق الكالتشيو نجحت في تجاوز العاصفة الجماهيرية، ليصبح الشعار واقعًا في الموسم الجديد، وينضم الشعار القديم إلى سلسلة الذكريات التاريخية.
وفي الأراضي المصرية، أدرك النادي الأهلي أهمية مواكبة العصر، ليغير شعاره على هامش احتفالاته بالدخول إلى المئوية الثانية عام 2007، بعدما وصل شعاره للعالمية، بالتأهل لكأس العالم للأندية عامي 2005 و2006، عقب التتويج بدوري أبطال أفريقيا في العامين.
ولم يحمل شعار الأهلي الجديد تغيرًا جذريًا في تفاصيله، حيث احتفظ بالهيكل الأساسي للشعار القديم، باللون الأحمر الذي يتوسطه شريط أبيض، يحوي النسر الشهير الذي ارتبط تاريخيًا بالنادي.
بينما لايزال الزمالك المنافس المحلي التاريخي للأهلي، والقطب الثاني للرياضة المصرية، محتفظًا بشعاره بذات التصميم القديم، الذي يضم محاربًا فرعونيًا في وضع الاستعداد بالقوس والسهم.
وشهد القرن الجديد تغييرًا في شعارات العديد من الأندية الكبرى، وأبرزها تشيلسي الذي غير شعاره على هامش احتفالاته بمرور مائة عام على تأسيسه عام 2005، كما قام مانشستر سيتي بتغيير شعاره قبل عامين، مستعيدًا تصميمه القديم الذي يحوي سفينة شراعية، وقامت أيضًا أندية عديدة عالميًا بتغيير شعاراتها في السنوات الأخيرة وأبرزها باريس سان جيرمان، روما وأتلتيكو مدريد.