من عبد الغني إلى "فيديو السعودية".. ركلات الجزاء حكاية مصرية لا تنتهي في المونديال

بعد ثنائية لعبد الرحمن فوزي في مرمى المنتخب المصري بكأس العالم 1934، عاش المصريون بهاجس هدف مصري وحيد خلال 84 عامًا، سجله مجدي عبد الغني من ركلة جزاء في مرمى هولندا بنهائيات كأس العالم 1990، قبل أن تعود ركلات الجزاء لتسيطر مجددًا على الظهور المصري في مونديال روسيا.

في الخطوة الأولى بنهائيات كأس العالم بالأراضي الإيطالية، قدم المنتخب المصري بقيادة المدير الفني الراحل محمود الجوهري مواجهة تاريخية أمام نظيره الهولندي بطل أوروبا 1988، تأخر بها ثم تعادل عن طريق ركلة جزاء بسبب إعاقة المدافع الهولندي رونالد كومان للمهاجم المصري حسام حسن، ونفذها بنجاح مجدي عبد الغني، قبل التعادل بدون أهداف مع أيرلندا والخسارة بهدف نظيف أمام إنجلترا.

أصبحت ركلة جزاء عبد الغني مثارًا للمزاح بين المصريون، بسبب غياب منتخبهم عن نهائيات البطولة الكروية الأشهر لثمان وعشرين عامًا، إلا أنهم لم يتوقعوا أن تكون المشاركة المصرية الثالثة في نهائيات كأس العالم 2018 بنكهة "ركلات الجزاء" أيضًا، سواءً في لمصلحتهم أو لمصلحة أحد منافسيهم.

خسر المنتخب المصري بهدف نظيف أمام أوروجواي في مواجهته الأولى، ليستمر هاجس ركلة جزاء عبد الغني يلاحق الجمهور المصري، قبل تأخر صادم بثلاثية أمام أصحاب الأرض في المواجهة الثانية، لكن محمد صلاح حفظ ماء وجه منتخب بلاده، وسجل هدفًا مصريًا، كان أيضًا من ركلات جزاء تسبب فيها بنفسه، لينتهي اللقاء بنتيجة 3-1 لمصلحة روسيا.

بعدما وقفت إلى جانب المصريين في مناسبتين، جاء الدور لتكون ركلة جزاء جديدة سببًا في مشهد مميز جديد للمنتخب المصري، عندما احتسب حكم مواجهة المنتخبين المصري والسعودي بالجولة الثالثة والأخيرة في الدور الأول ركلة جزاء لمصلحة المنتخب الآسيوي، في وقت تقدم المنتخب المصري بهدف لمحمد صلاح، إلا أن عصام الحضري الذي سجل مشاركة تاريخية أصبح بها أكبر لاعب في تاريخ كأس العالم بعمر 45 عامًا و161 يومًا نجح في التصدي للكرة التي سددها فهد المولد.

دقائق معدودة، وكان المنتخب المصري على موعد جديد مع مشهد لن يُنسى في تاريخ مشاركاته المونديالية، عندما أثار الحكم الكولومبي ويلمار رولدان جدلًا كبيرًا باحتساب ركلة جزاء مشكوك في صحتها لمصلحة المنتخب السعودي، وزاد الجدل بمراجعة الأمر عبر "تقنية الفيديو"، في قرار استغرق حسمه وقتًا كبيرًا، قبل أن يؤكد قراره ليسجل سلمان الفرج هدف التعادل السعودي، قبل أن يقتنص زميله سالم الدوسري الفوز في اللحظات الأخيرة.