جميع المباريات

إعلان

عقل المباراة.. كيف تهزم القوى الأعظم في كرة القدم علميا؟

لوكاكو

البرازيل وبلجيكا

في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

في عام 2000 نظمت بلجيكا بالاشتراك مع الجار هولندا بطولة أوربا وفي النهاية كان نصيبها الخروج من الدور الأول، بعدها بعامين وفي مجموعة ضمت روسيا واليابان وتونس، وصلت بلجيكا إلي دور ال16 وبعدها كان الخروج أمام البرازيل.. لم يتحدث المسئولين وقتها أن الفريق خرج أمام أهم قوة كروية في العالم في ذلك الوقت وعلي مدار العصور إلا إنهم قاموا بالتخطيط بشكل عملي علي أطفال باتوا كبارا الأن بالتأكيد لقد علمت ذلك من خلال القصص المنتشرة علي وسائل التواصل الاجتماعي وأنت تري صور دي بروين ولوكاكو وكومباني وميرتينز وغيرهم ممن أصبحوا أعمدة لمنتخب الأن.

التخطيط العلمي لم يقف فقط عند حد تطوير الجيل الجديد ولكنه استمر حتي الفريق الأول ولكن لآنه لا يصح إلا الصحيح فإن قرار تنصيب مارك فيلموتس (أحد أهم اللاعبين في تاريخ بلجيكا) كلف المنتخب خروجا في يورو 2016 أمام ويلز لذلك كان قرار التعاقد مع روبرتو مارتينيز لإضفاء لمسة إسبانية علي أداء الفريق الذي كان يفتقد هوية لعب واضحة مع قرار الاستعانة بتيري هنري كان لذلك أثرا في تغيير كثير من الأفكار في المنتخب البلجيكي.

يقول بيب جوارديولا (أنا أسرق أكبر كم من الأفكار حتي أصنع خليطي الخاص).. هكذا هي كرة القدم، الأفكار متواجدة أمامك ولكن يتوقف نجاحك فيها علي الانتباه لوجودها أولا ثم تطبيقها علي فريقك ثم نجاحك في تنفيذ ذلك ، هل تريد مثالا عمليا؟ إليك تشكيل منتخب بلجيكا في 2016.

4-2-3-1 دي بروين بين هازارد وكاراسكو خلف لوكاكو .. فيتسل وناينجولان في ارتكاز الوسط.. رباعي دفاعي من مونييه والدرفيلد ودينييه ولوكاكو الظهير الأيسر. تشكيلا سيخلو من أي ديناميكية باستثناء صعود ناينجولان بجوار دي بروين.. وفقط.

مع روبرتو مارتينيزفي 2018 عرف المنتخب 3-4-2-1 بتوظيفات مختلفة ورغم ميل الفريق إلي تطبيق أسلوب ال positional play  والذي يجعلك تفكر أولا في محاصرة منافسك في مناطق معينة ثم تبدأ الهجوم ونتج عنه ذلك إعادة كاراسكو من مركز الجناح الأيمن في 4-2-3-1 إلي مركز جناح الوسط الأيسر في 3-4-2-1.

مارسيللو بيلسا يريد من لاعبيه دوما التأقلم مع جميع مراكز الملعب لآنه في كل لحظة من المباراة معرض أن يتواجد الجناح في مكان دفاعي أو في قلب الملعب أو في مركزه الأصلي وهكذا الأمر بالنسبة لباقي المراكز ف أرض الملعب وبالتالي فإن قدرة الفريق علي التوهج ستأتي من خلال ما يمكن للاعبيه الاستيعاب.

قبل مباراة البرازيل.. كنت متأكدا من أن فيلايني سيكون حاضرا مع دي بروين وفيتسل وربما أيضا ناصر الشاذلي بديلا لكاراسكو ولكن في نفس الوقت لم أتخيل أن يلجأ مارتينيز إلي 4-3-3 ب ال false 9 وب false7  في نفس الوقت.. سيحتاج ذلك لتفسير.

هل لعب برشلونة بمهاجم وهمي رغم إمتلاكه لديفيد فيا في مركز الجناح وقتها وتبادل معه ميسي مركز قلب الهجوم في نهائي ويمبلي ؟ هنا يمكن السؤال وهنا نعطي الإجابة.

مارتينيز وأعتقد أن ذلك جاء بمعاونة صادقة من تيري هنري والذي تأقلم أيضا مع هذا الأسلوب في برشلونة بتواجد لوكاكو في مركز المهاجم الجناح خلف مارسيللو بل أكاد أجزم بأن هنري من أقنع لوكاكو بأنه سيكون أكثر توهجا أمام البرازيل تحديدا وهو ما ظهر في تحركات لوكاكو الغير معتادة.. هل أتي كل ذلك صدفة؟

عندما تواجه البرازيل والتي تمتلك ويليان ونيمار وكوتينيو وباولينيو رباعي خلف خيسوس فأنت بالتأكيد ستلعب محاصرا في بعض الأوقات بسباعي إذا انضم إليهم مارسيللو وفاجنر وبالتالي تحتاج لكي نتعرف أولا علي أسلوب تيتي.

المدير الفني البرازيلي يعتمد علي إختراقات حادة من جانب ويليان للعمق مع نيمار بل ويستطيع ويليان التوغل حتي جبهة نيمار نفسها ثم إرسال عرضية تماما مثلما حدث في هدف البرازيل الأول في المكسيك، إختراقات باولينيو الطولية لها نصيبا مع تحرك خيسوس للخارج وسحب نيمار لظهير الجنب تماما مثلما حدث أمام صربيا.

إذا تركت الفرصة للبرازيل كي تبني اللعب ستعطي لهم الميزة التي ستقتلك ..حتما يجب منعهم من ذلك ، سنعود لمقولة بيب جوارديولا (سرقة أكبر كم من الأفكار).

لعلها المرة الأولي التي أجد فيها مزيجا بين أفكار بيب جوارديولا وجوزيه مورينيو.. لنبدأ في شرح أفكار مارتينيز باستفاضة.
تشكيل بلجيكا من فيرتونخين (العائد لمركزه الأصلي كظهير أيسر) ثم كومباني والدفيلد ومونييه.. ثلاثي الوسط فيتسل وفيلايني وشاذلي –ثم دي بروين إن أردته صانعا للألعاب أكثر منه كرأس حربة وهمي – لوكاكو جناحا مهاجما جهة اليمين وهازارد جهة اليسار.

لماذا اعتمد مارتينيز علي ذلك ؟ التفكير في تعقيد مهمة البرازيل.. هنا ستجد أنه كل مراكز البرازيل مراقبة بشكل قوي ( مونييه ضد نيمار وفيرتونخين ضد ويليان ) شاذلي ضد باولينو وفيلايني يميل جهة مارسيللو إذا ما تقدم.. فيتسل يواجه كوتينيو وفيتسل مواجها لكوتينيو.. دي بروين يمنع فيرناندينو من استلام الكرات.. لا يوجد بديل سوي إرسال كرات طويلة والتي لن يجيد خيسوس استقبالها في مواجهة كومباني والدرفيلد
المراقبة لم تكن مواجهة رجل لرجل في منطقتي ، بمعني أن مونييه سينتظر نيمار في مكانه ولكنه سيذهب مع نيمار حتي لو وصل إلي منطقة الوسط الدفاعي بجوار فيرنانيدينو  حتي لا يمتلك البرازيل لاعبا زائد في منطقة الوسط يمكنه كسر ذلك الحصار ومن ثم مباغتة بلجيكا.

بالتالي افتقد البرازيل لأي شيء يمكنه خداع بلجيكا سوي الاعتماد علي الحل الفردي فقط، خصوصا مع خدعة بلجيكا الأكبر في عدم الضغط إلا من حدود وسط الملعب وهو ما يزيد الأمور صعوبة علي البرازيليين في عدم فتح مساحات لعب كبري توازي حجم الملعب فكان اللعب في أكثر من نصف الملعب فقط.

في حالة قطع الكرات سيصبح سباعي برازيلي علي الأقل خارج اللعبة وفي ظل تمركز لوكاكو خلف مارسيللو دائما وإضطرار ميراندا لرقابته وهو ما سيعني فراغ منطقة عمق الدفاع إلا من تياجو سيلفا وهو ما سيسهل عملية التسديد وهو ما جاء في هدف دي بروين الثاني والذي وجد نفسه أمام مارسيللو وفاجنر فقط في قلب الدفاع وعلي يمينه مونييه في ظل إنشغال تياجو وميراندا بمراقبة الدب البلجيكي (لوكاكو).

لا بد أن نعترف أن البرازيل لم تكن محظوظة في دقائق المباراة الأولي فلقد حازت علي فرص التهديف أنقذتها العارضة ثم تدخلات كورتوا ولكن الحقيقة أيضا أن تيتي اعتمد كعادة الكثيرين في هذا المونديال علي النجم الذي يستطيع إنهاء المباراة ، أكثر من اعتماده علي خطة متكاملة.

(التأقلم علي أكثر من مركز في المباراة) العبارة التي قالها بيلسا والتي أوردتها في بداية تحليلي، رغم براعة العبارة إلا إننا درسناها في الدورة الأساسية للتدريب، الاستعانة بأكبر كم من اللاعبين الذين يجيدون في مراكز مختلفة لذلك ستجد فيرتونخين ظهير أيسر في 4-3-3 وكقلب دفاع في 3-4-2-1 تماما مثلما وجدت شاذلي لاعبا للوسط في 4-3-3 ثم انضمامه للهجوم بتحويله كجناح أيسر في 3-4-2-1.. وحتي فيلايني الذي لعب في الوسط كإرتكاز كان يشارك في الهجوم كرأس حربة أثناء لعب الكرات العرضية ..باختصار الكرة الشاملة متمثلة في التشكيل والمراكز والتوظيف وطرق الخداع.

أخيرا.. علي العالم أن يعود ل 3-5-2 بتوظيف مختلف لعناصر الوسط والأجنحة الهجومية وقلوب الدفاع فقد أصابت 4-2-3-1 و4-3-3 الجمود رغم حركتهم المستمرة في خداع المنافسين ومن خلال 3-5-2 ستبتكر 4-3-3 و4-2-3-1 أثناء لحظات المباراة.

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن