الأحد 7 يونيو 2020
05:41 م
شهدت الفترة الماضية ترقبًا بشأن عواقب الأزمة الاقتصادية التي سيخلفها تفشي فيروس كورونا بعالم كرة القدم، بعد توقف النشاط الكروي في معظم أنحاء العالم لما يزيد عن ثلاثة أشهر، واستمرار الغياب الجماهيري عن الملاعب لفترة غير قصيرة.
تمثل أحد الحلول المؤقتة في تخفيض رواتب اللاعبين لعدة أشهر، من أجل المساهمة في صمود أنديتهم، كما حاربت روابط الدوريات الأوروبية الكبرى من أجل استكمال الموسم، وهو ما حدث بالفعل، باستثناء دوري الدرجة الأولى الفرنسي، الذي ألغي رسميًا نهاية شهر أبريل الماضي.
لكن الدخول في أجواء مفاوضات انتقالات اللاعبين عقب نهاية الموسم كشف الأزمة الحقيقية التي ستضرب طموحات العديد من الأندية، وكان ليفربول متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز أول من اتضح تأثره الأحداث الحالية.
كان النجم الألماني تيمو فيرنر مهاجم فريق لايبزج قريبًا للغاية من الانتقال للعب تحت قيادة مواطنه يورجن كلوب، إلا أن النادي الإنجليزي تراجع عن إتمام الصفقة بشكل مفاجىء لأسباب اقتصادية بحتة كما ذكرت العديد من التقارير البريطانية.
ولم يرغب ليفربول في دفع 60 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي الذي يمكن اللاعب من الرحيل عن صفوف لايبزج، حيث سعى للتعاقد مع فيرنر مقابل 30 مليون يورو فقط، وهو ما فتح الباب أمام اتفاق تشيلسي مع المهاجم الألماني.
واستفاد تشيلسي من عدم إبرامه صفقات خلال فترتي الانتقالات الأخيرتين، حيث عاقبه الاتحاد الدولي لكرة القدم بالحرمان من دخول الـ "ميركاتو" لفترتين، قبل تقليص المحكمة الرياضية العقوبة لفترة وحيدة، إلا أن نادي العاصمة الإنجليزية لم يتحرك لإبرام صفقات في يناير الماضي.
وأصبح نادي العاصمة الإنجليزية في وضع اقتصادي جيد، ليقترب من ثاني صفقاته بعد التعاقد مع المغربي حكيم زياش في شهر فبراير الماضي، مقابل 40 مليون يورو، كما فتح خط مفاوضات للتعاقد مع الإنجليزي بن تشيلويل ظهير فريق ليستر سيتي.
نادي برشلونة الإسباني الساعي منذ شهور خلف هدفه الأبرز، بالتعاقد مع الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز مهاجم فريق إنترناسيونالي الإيطالي، أصبح في أزمة حقيقية، قد تكلفه فشل التعاقد مع اللاعب.
ويصر النادي الإيطالي على عدم التخلي عن خدمات المهاجم الأرجنتيني بمقابل يقل عن قيمة الشرط الجزائي في تعاقده، والبالغ 111 مليون يورو، وهو الرقم الذي كان في المتناول خلال السنوات الماضية، إلا أنه بات مرهقًا لخزائن الأندية بعد أزمة كورونا.
وتعاقد برشلونة مع الفرنسي أنتوان جريزمان من صفوف أتلتيكو مدريد في الصيف الماضي مقابل 120 مليون يورو، كما تعاقد مع عثمان ديمبيلي من صفوف بوروسيا دورتموند مقابل 105 ملايين يورو، وتعاقد مع البرازيلي فيليب كوتينيو من صفوف ليفربول مقابل 120 مليون يورو.
وأكدت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن برشلونة خسر 150 مليون يورو من عوائده في العام الحالي بسبب أزمة "كورونا" وهو ما دفع إدارة النادي لفتح مناقشات مع اللاعبين حول مواصلة تقليص رواتبهم في الموسم المقبل، للتمكن من إبرام الصفقات المطلوبة لدعم الفريق.
النادي الكتالوني يسعى لإنقاذ صفقة التعاقد مع مارتينيز بعرض 70 مليون يورو إلى جانب لاعب أو اثنين من لاعبي الفريق، رغم أن تلك الفكرة لم تلق قبولًا مبدئيًا من إدارة إنترناسيونالي المصرة بوضوح على الحصول على قيمة الشرط الجزائي بشكل كامل.
ورغم تعنته في مفاوضات انتقال مارتينيز، إلا أن أزمة كورونا أجبرت إنترناسيونالي على قبول تقليص قيمة انتقال المهاجم الأرجنتيني ماورو إيكاردي بشكل نهائي إلى صفوف باريس سان جيرمان، في ظل حاجة النادي لسيولة مالية.
وانتقل إيكاردي معارًا إلى نادي العاصمة الفرنسية في الصيف الماضي، مع وجود بند بأحقية باريس سان جيرمان في الحصول على خدماته بشكل نهائي، مقابل 70 مليون يورو، إلا أن إنترناسيونالي قبل بتخفيض قيمة الانتقال النهائي إلى 50 مليون يورو.
صفقات ضخمة كانت منتظرة في فترة الانتقالات المقبلة أصبحت محل شك، في ظل عدم قدرة الأندية على دفع الأموال المطلوبة مقابل إتمامها، وأبرزها صفقة انتقال جادون سانشو نجم بوروسيا دورتموند، المرغوب من ناديي مانشستر يونايتد وتشيلسي، والذي يرفض النادي الألماني التخلي عن خدماته بمقابل يقل عن 120 مليون يورو.
كذلك تترقب العديد من الأندية الكبرى موقف باير ليفركوزن من بيع نجمه الشاب كاي هافرتز، وموقف نابولي من التخلي عن خدمات مدافعه السنغالي كاليدو كوليبالي، بعدما قدرت العديد من التقارير قيمة الصفقتين بما يقربمن 90 مليون يورو، قبل أزمة تفشي فيروس كورونا.