يؤمن محمد وصفي، العضو المنتدب بأكاديمية Right To Dream، بأن الأكاديمية التي تعمل على بناء الفكر التطوري للاعبين والمدربين، هدفها إنشاء لاعبين على أعلى مستوى يمكنهم الاحتراف الخارجي في سن مبكر، وهو ما يساعد منتخبنا الوطنية بجميع أعمارها السنية.
من حقك تحلم
في البداية لابد أن تعلم أن Right To Dream لمالكها محمد منصور استحوذت على نادي توت عنخ آمون، لتبدأ على الفور رحلة بناء فرق رياضية تنافسية على أعلى مستوى للسيدات والرجال على حد سواء.
وعاشت الأكاديمية التي يشير معناها إلى الحق في الحلم، نجاحات مسبوقة وقياسية في مجال كرة القدم منذ تأسيسها على يد "توم فيرنون" في عام 1999، أي قبل 22 عامًا من نقل ملكيتها إلى مجموعة الملياردير المصري محمد منصور، بالتحديد في 2021.
ولأن أكاديمية Right To Dream تعرف جيدًا طعم النجاح في صناعة كرة القدم، اختارت - خاصة بعد استحواذ مجموعة منصور- أن تنقل ذلك إلى اللاعبين والأندية في بقاع مختلفة بأنحاء العالم، لتسهم في تطوير لاعبين شباب مثل محمد قدوس، الغاني الذي يحترف حاليًا بين صفوف وست هام يونايتد الإنجليزي، وفي تطوير أندية شغوفة كتوت عنخ آمون، النادي الذي أصبح يمتلك فريقًا متوجًا في الكرة المصرية النسائية.
وتعمل أكاديمية Right To Dream على تطوير مواهب كرة القدم في بلدان عدة بمختلف أنحاء العالم، من بينها غانا والدنمارك والولايات المتحدة الأمريكية ومصر، فضلًا عن استحواذها على أندية نورشيلاند الدنماركي، توت عنخ آمون المصري وسان دييجو الأمريكي.
وهنا كشف محمد وصفي، الطموحات المستقبلية بالأخص بعد صعودهم لدوري القسم الثاني، ولم ينس العضو المنتدب بأكاديمية Right To Dream، الحديث عن أهمية التعليم بجانب الرياضة.
وفي السطور التالية نستعرض حوار "يلا كورة" مع محمد وصفي، والذي أكد خلاله أهمية تغيير استراتيجية اللاعب والمدرب وخلق بيئة صحية جيدة تساعد على احتراف اللاعبين مستقبليًا.
1- بعد صعودكم لدوري القسم الثاني ما هي خططكم الإدارية لمساعدة الفريق على التأهل لدوري المحترفين أو الدوري الممتاز مباشرة؟
نعمل على وضع استراتيجية وخطة واضحة للمواسم المقبلة والالتزام بها، تبدأ بتعيين الكوادر المناسبة في الإدارة الفنية، حيث تمتلك القدرة والعقلية التي تجعله يطبق جميع أهداف النادي في اختيار اللاعبين وتدريبهم وتنفيذ طريقة اللعب داخل أرضية الملعب، بالاضافة إلى تحقيق أهداف ومبادى النادي خارج الملعب.
2- هل يسير اللاعبين المصريين على خطى أبناء أندية "رايت تو دريم" في أفريقيا وأوروبا، وسيمثلون منتخب مصر للرجال مستقبلًا، وكيف تعملون على ذلك فنيًا وذهنيًا؟
من أهم أهداف "رايت تو دريم" هو خلق جيل من اللاعبين قادر على تمثيل مصر في أوروبا، ولذلك نعمل محاكاة لنظم التدريبات والمعايشة لأندية الـtop 5 في أوروبا.
فنيًا نستقدم مدربين من أوروبا حاصلين على أعلى الرخص التدريبية، بهدف نقل التجربة كاملة سواء في التدريبات أو بجلسات التحليل الفني عن طريق الفيديو لتصحيح الأخطاء وتطوير من أداء اللاعبين.
أما ذهنيًا يتم التعامل مع اللاعبين داخل وخارج الملعب، من خلال جلسات فردية وجماعية هدفها تهيئة ذهن اللاعب لما هو قادم خلال مسيرته.
3- ما هو سر حرصكم الدائم على توفير وسائل الترفيه للبراعم، وكيف يصنع الفارق معهم داخل وخارج الملعب؟
أمر مهم أن يتم توفير وسائل الاطمئنان والراحة والرفاهية في إطار ممنهج، مع مراعاة الحقوق والواجبات، بجانب الالتزام الكامل بالنظام الغذائي والتدريبات والاهتمام بالدراسة، مما يساعده على تحقيق التوازن في حياته داخل وخارج الملعب.
الحرص على تطوير الـ mindset يصنع الفارق داخل العقول، لأن هذا الجانب الذهني يحظى بكثير من الأهتمام داخل RTD،كما نحرص دائمًا على الاحتكاك بمنافسين أقوى ليزدهروا أثناء استمتاعهم بلعب كرة القدم.
4- لديكم اهتمام كبير بربط التعليم بالرياضة، كيف يتم العمل على الجانب التعليمي لدى اللاعبين ومدى تأثيره عليهم داخل الملعب حاليًا ومستقبلًا ؟
ربط التعليم بالرياضة يعزز من تطور اللاعبين ويؤثر إيجابيًا على أدائهم داخل الملعب وفي حياتهم المستقبلية.
- التوازن بين الدراسة والتدريب.. يتم تقديم برامج تدريبية تُراعي التوازن بين التعليم والتدريب الرياضي، كما يُشجع اللاعبين على تحسين مهاراتهم الأكاديمية بالتوازي مع تحسين أدائهم الرياضي.
- التدريب على التفكير الاستراتيجي.. من خلال التعليم، يتعلم اللاعبون استراتيجيات التفكير والتحليل التي يمكن أن تُترجم إلى تحسين أدائهم في الملعب.
- التوجيه والإرشاد.. يتم توفير الدعم الأكاديمي والإرشاد، لمساعدة اللاعبين في التوافق مع متطلبات الدراسة والتدريب، مما يساهم في تطوير مهارات تنظيم الوقت وإدارة الضغوط.
- التعلم مدى الحياة.. يُشجع على تعزيز مهارات التعليم المستمر، مما يساعد اللاعبين في بناء مسيرتهم المهنية بعد انتهاء حياتهم الرياضية، مثل العمل في مجالات مختلفة أو الاستمرار في التعليم العالي.
- التأثير على الصحة العقلية.. التعليم يعزز من الصحة العقلية للاعبين، مما يؤثر إيجابيًا على أدائهم الرياضي، حيث أن اللاعبين المتعلمين يكون لديهم قدرة أفضل على التعامل مع الضغوط النفسية.
في المجمل، فإن تكامل التعليم مع الرياضة يُعد استثمارًا مهمًا في مستقبل اللاعبين، سواء داخل الملعب أو بعد انتهاء مسيرتهم الرياضية.
5- ما هي استعداداتكم للمشاركة في بطولة شمال أفريقيا المؤهلة لدوري أبطال أفريقيا للسيدات بالموسم الجديد خاصة في وجود خصم أكثر خبرة مثل الجيش الملكي المغربي؟ وهل تطمحون أن يكون "توت" أول ناد مصري يفوز باللقب؟
منذ بداية الفريق كان الهدف الأساسي هو الفوز بدورى أبطال أفريقيا للسيدات، الجيش الملكي المغربي من أقوى الفرق الأفريقية ونحن على دراية كاملة لتحقيق هدفنا الأساسي، يجب علينا تجهيز الفريق لتصفيات شمال أفريقيا على نفس مستوى التجهيز لدوري الأبطال.
مجلس الإدارة ومالك النادي محمد منصور يدعمون الفريق بكل الاحتياجات لتحقيق هذا الهدف، مثل معسكرات خارجية للتجهيز والمساندة في تدعيم صفوف الفريق بلاعبات على أعلى مستوى وبخبرات قارية مع المنتخب.
نثق في الجهاز الفني واللاعبات ونعلم أنهم على قدر المسؤولية وإن شاء الله سنحقق اللقب.
6- كيف يساعد إعداد وتقديم دورات للكشافين والراغبين في الاتجاه لمجال التدريب، الأكاديمية على تطوير اللاعبين والمنظومة الرياضية بشكل عام وهي المكاسب التي يحققها الحاصلين على هذه الدورات؟
نعمل دوراتنا للكشافين لأننا نرحب دائمًا بنقل خبراتنا للكوادر المقبلة، على التعلم في مجال اكتشاف المواهب، لإيماننا أن مصر مليئة بالمواهب كثيرة لم تحصل على فرصة كافية، ومن خلال دوراتنا دائمًا نحاول إيصال الكشاف أو المدرب كيف يستطيع توسيع من آفاق تفكيره، بالإضافة لامتلاكه قدرة تخيلية عميقة على اللاعب بعد 10 سنوات.
دوراتنا فرصة جيدة لكل من يرغب في اكتشاف المواهب، لأن scouting مسمى جديد في مصر وكانوا دائمًا مدربي الأندية هم من يختارون اللاعيبن في اختبارات الأندية.
إذا أردنا أن نصبح أفضل مؤسسة كروية في أفريقيا والشرق الأوسط، فلا بد أن نسعى دائمًا لخلق بيئة تنافسية صحية في مصر أولًا، وسنجبر كافة المنافسين لتغيير من أسس أو منهجية أنديتهم الحالية إلى الطريق الصحيح.
7- ما هي تفاصيل المشروع القومي لتطوير المدربين العاملين في الأندية والمنتخبات المصرية الذي سيتم بالتعاون بين "رايت تو دريم" واتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة؟
هدف مشروع تطوير المدربين هي توسيع قاعدة المدربين في مصر علي أعلي طراز، وتطوير المدربين علي نطاق الكرة الحديثة وتوفير لهم رخص الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، البرنامج شامل أسلوب وتنظيم التدريب على طريقة مجموعة "رايت تو دريم" وتعتبر من الاقوي في العالم.
8- ما هو سر استمرار رايت تو دريم في إفراز وتطوير اللاعبين، والنجاحات الفنية منذ عام 1999 والتطور الذي حدث بعد 2010، وما هي مميزات مصر كطبيعة بلد وإمكانيات لاعبين دفعتكم لإنشاء الأكاديمية الجديدة في 2023 ؟
مصر تمتلك مواهب عديدة، تحتاج فقط للبنية التحتية وتوفير المناخ الذي نستطيع تطوير اللعبة فيه، عندما نتحدث عن المناخ لابد أن تتواجد ملاعب على أعلى مستوى، ومدربين مثقفين يستطيعون التعامل مع اللاعبين، وتدريبهم على الكرة الحديثة، وأعتقد لو سرنا على هذا النهج باستمرار لمدة 10 سنوات، سيكون لدينا أكثر من 50 لاعب محترف مصري في دول أوروبا.
9- ما هي الهوية الفنية التي يبنيها "رايت تو دريم" للاعبيه، وهل الانتصار هو الأهم في الفئات السنية الصغيرة أم يكون التركيز على الأساسيات وطريقة اللعب بدرجة أكبر؟
الفكر التطوري هو أساس "رايت تو دريم" مبنية، أما فكرة الانتصارات تكون نتاج عمل والأداء الذي عملنا فيه من خلال الفكر التطوري، بالإضافة إلى أن نتيجة ذلك تأتي عند تطبيق ما يتم عمله في التدريبات والمباريات.