هل تكون أولمبياد باريس أول بطولة تجمع مصر بالكيان الصهيوني في كرة القدم؟

منتخب مصر الأولمبي

الأربعاء 5 يوليو 2023 11:52 ص

العداء التاريخي بين مصر والكيان الصهيوني، جعل تأهلها إلى أولمبياد باريس أمر غير مرحب به من جانب الشارع الرياضي المصري.

منتخب مصر حسم تأهله إلى نهائي بطولة أمم افريقيا تحت 23 عاما بعد أن حقق الفوز مساء الثلاثاء على نظيره منتخب غينيا بهدف دون رد، في اللقاء الذي أقيم على ملعب طنجة، بالدور نصف النهائي من البطولة القارية.

ورغم عدم انتهاء البطولة بل وتأهل منتخب مصر إلى المباراة النهائية فقط، إلا أن منتخبنا الوطني الأولمبي حسم تأهله رسميا إلى أولمبياد باريس 2024، وذلك بعد ضمانه المركز الأول أو الثاني في أمم إفريقيا.

حيث ينص قانون البطولة أن يتأهل أصحاب أول ثلاثة مراكز في أمم افريقيا تحت 23 عاما إلى الأولمبياد مباشرة، أما صاحب المركز الرابع فيتنافس مع نظيره من قارة آسيا على بطاقة التأهل للأولمبياد.

وفي نفس الوقت، صعد الكيان الصهيوني إلى أولمبياد باريس بعد أن فاز على نظيره منتخب جورجيا بركلات الترجيح يوم الأحد الماضي في بطولة أوروبا "يورو".

وتأهل الكيان الصهيوني إلى الأولمبياد بعد أن تعادل مع منتخب ألمانيا بهدف لمثله ومن ثم تلقى هزيمة من منتخب إنجلترا بنتيجة 2-0، قبل أن يفوز على التشيك بهدف دون رد، ليجمع 4 نقاط ويتأهل كثان المجموعة الثالثة.

وفي مباراة الدور ربع النهائي تغلب منتخب الكيان الصهيوني على جورجيا بركلات الترجيح بنتيجة 4-3 بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي دون أهداف ليضرب موعدًا مع منتخب إنجلترا في الدور نصف النهائي خلال المباراة التي ستقام اليوم الأربعاء.

وتقام دورة الألعاب الأولمبية الصيفية تحت إشراف اللجنة الأولمبية الدولية، وليس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، ولوائح اللجنة الأولمبية الدولية لا تعترف بإنجلترا، حيث إنها ما تزال تصنفها إلى جانب إسكتلندا، ويلز وأيرلندا الشمالية ضمن كيان واحد، يدعى بريطانيا.

ولهذا السبب، ضمن منتخب إسبانيا والكيان الصهيوني، التأهل إلى أولمبياد باريس 2024، رغم أنها لم تخض حتى الآن مباريات دور نصف النهائي من أمم أوروبا تحت 21 عامًا.

ويتأهل إلى الأولمبياد في كل دورة 16 منتخبًا يتم تقسيمهم على 4 مجموعات كل مجموعة 4 منتخبات، بحيث يمنع وجود منتخبين من نفس القارة في مجموعة واحدة مما يزيد من احتمالية مواجهة منتخب مصر مع الكيان الصهيوني.

وستكون هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها منتخب مصر العريق مع الكيان الصهيوني في بطولة واحدة في كرة القدم، حيث لم يسبق لهم المشاركة في أي مسابقة يلعب فيها الفراعنة.

رفض

وفي كل مرة يحاول الكيان الصهيوني اللعب أو المشاركة في أي مسابقة قارية في كرة القدم، كان الجانب المصري يرفض بشدة الفكرة لدرجة أنه انسحب من بطولات عديدة وهذا ما اتضح في أكثر من موقف.

وقبل الأولمبياد الباريسية، كانت هناك مواقف عديدة للمنتخبات والأندية والرياضيين المصريين بشكل عام في كرة القدم وغيرها.

وعلى رأس هؤلاء اللاعبين كان محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي الحالي وفريق بازل السويسري السابق، الذي التقى مع فريق مكابي تل أبيب، وكان غير مرحب به رفقة محمد النني، لاعب الوسط، في الأراضي المحتلة، فقامت الجماهير بإطلاق صافرات استهجان عند لمسهم للكرة.

ورغم ذلك وقف القدر بجانب صلاح والنني، وحسم فريق بازل التأهل للدور الفاصل والمؤهل إلى البطولة القارية.

بالإضافة إلى رفض لاعبون آخرين اللعب أمام أنديه صهيونية عندما كانوا يلعبون في أوروبا، مثل نادر السيد وأحمد حسن، بالإضافة إلى رفض محمد أبو تريكة، نجم المنتخب المصري السابق، المشاركة في مباراة ودية مع نجوم العالم كانت مقررة في سبتمبر عام 2014، بدعوة من بابا الفاتيكان، بسبب مشاركة لاعب الكيان الصهيوني يوسي بنايون.

فضلاً عن أحمد الشيخ، لاعب منتخب مصر والنادي الأهلي السابق، الذي انسحب من بطولة دورة "فيفا" للألعاب الإلكترونية عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، وذلك بعدما أسفرت القرعة عن وقوع منتخب مصر مع تركيا والكيان الصهيوني ورومانيا.

الكيان الصهيوني يطلب ودية مع مصر

ورغم الرفض التام الذي يعلمه الكيان الصهيوني من المنتخبات والأندية المصرية بشكل عام تجاههم، إلا أنه في 2016 طلبوا لعب مباراة ودية مع منتخب مصر لكسر حاجز الجمود وإزالة التوتر النفسي القائم بين المنتخبين.

ووقتها رفض العقل والقلب أن تقام هذه المباراة الودية حيث أكد أحمد مجاهد والذي كان متحدثًا باسم اتحاد الكرة: "الكيان الصهيوني أرسل دعوة للاتحاد المصري لكرة القدم عام 2010 لإقامة مباراة ودية مع منتخب مصر الفائز ببطولة إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي، ورفضها اتحاد الكرة".

وأضاف: "الكيان الصهيوني كرر الطلب من جديد، ولا يمكن أن نوافق عليه، بل من رابع المستحيلات، فليس من سياسة اتحاد الكرة ولا من مصلحة أي مصري غيور ومخلص لقضايا أمته أن يوافق على طلب مثل هذا".

وأتم: "لن نسمح أو نوافق على إقامة مباراة مع منتخب أو أندية الكيان الصهيوني، لأن فكرة اللعب معه مرفوضة نهائيا مهما كان الأمر".

ومن ضمن مواقف منتخب مصر مع الكيان الصهيوني أيضا هو رفضه استكمال تصفيات بطولة كأس العالم عام 1958 بسبب مشاركته في البطولة.