جميع المباريات

إعلان

تقرير.. "لجان إلكترونية وسقوط مذل".. فضائح برشلونة لا تنتهي في عهد بارتوميو

بايرن ميونيخ وبرشلونة

سقوط برشلونة أمام بايرن ميونخ

لم يتخيل أشد المتشائمين في نادي برشلونة الإسباني أن يسقط فريقه العملاق، بثمانية أهداف في دوري أبطال أوروبا، لكن وسط سلسلة من الفضائح المتتالية، في عهد جوسيب ماريا بارتوميو الرئيس الحالي للنادي الكتالوني، لم يعد شيئًا مستغربًا.

بنتيجة 8-2 أمام فريق بايرن ميونخ الألماني، ودع الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه البطولة القارية الأشهر على صعيد الأندية من الباب الضيق، وأصبحوا جزءًا من أحد أكثر الفصول المظلمة في تاريخ برشلونة، الذي لم تستقبل شباكه ثمانية أهداف في مباراة واحدة قبل تلك الليلة منذ عام 1946.

السقوط أمام الفريق البافاري الذي قدم مستويات مبهرة في الموسم الحالي تحت قيادة مدربه هانسي فليك كان متوقعًا في برشلونة، لكن الانهيار بتلك الطريقة المذلة، والاستسلام التام لنجوم فريق كان أحد المرشحين للتتويج باللقب لم يخطر ببال الكثيرين حول العالم.

ربما كانت الأجواء التي سيطرت على الفريق في نهاية الموسم المحلي أحد أبرز أسباب الظهور الكتالوني المهين في ربع نهائي، حيث وصلت علاقة نجوم الفريق، وفي مقدمتهم ميسي، إلى طريق مسدود مع المدير الفني كيكي سيتيين وجهازه المعاون، ووصل الأمر إلى تردد أنباء عن احتمالات قوية لإقالة مدرب الفريق قبل أيام من استئناف منافسات المسابقة القارية، التي تأجل استكمالها بسبب توقف النشاط الكروي، عقب تفشي فيروس كورونا المستجد.

عقب خسارة لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني، ألمح الأوروجوياني لويس سواريز نجم هجوم برشلونة علانية إلى مشكلات فنية في قيادة الفريق، ووصل التوتر إلى ذروته عندما التقطت العدسات التي غطت مواجهة برشلونة أمام سلتا فيجو تجاهل ميسي تعليمات إيدير سارابيا مساعد ستيين.

الأزمة لم تكن الأولى للنجم الأرجنتيني الذي اعتاد محبوه على هدوئه في أغلب الأحيان، حيث خرج عن صمته في واقعة نادرة، ووجه العديد من الرسائل شديدة اللهجة بشكل غير مباشر إلى المدير الرياضي إيريك أبيدال، بعدما صرح الأخير بأن نجوم الفريق هم من أرادوا إقالة المدير الفني السابق إرنستو فالفيردي، منتصف الموسم الحالي.

وقال أبيدال إن إقالة فالفيردي لم تكن بسبب سوء نتائج الفريق، لكنها كانت بسبب المشكلات التي سيطرت على غرفة خلع ملابس الفريق، وأضاف أن بعض اللاعبين لم يكونوا راضين عما حدث في تلك الفترة.

تصريحات أبيدال أجبرت ميسي على الرد علانية، فطالب النجم الأرجنتيني زميله الفرنسي السابق بتحمل مسؤوليته تجاه القرارات التي تتخذها الإدارة، كما طالبه بالكشف علانية عن أسماء اللاعبين الذين تحدث عنهم في تصريحاته.

إقالة فالفيردي في منتصف الموسم مثلت واقعة استثنائية في برشلونة، حيث لم تقم أي إدارة قادت الفريق الكتالوني بإقالة مدير فني قبل انتهاء الموسم منذ سبعة عشر عامًا، كما مثل التردد الكبير في ذلك القرار أحد الدلائل على الضعف الإداري الذي سيطر على برشلونة، بعدما انتشرت أنباء قوية عن اتخاذ برشلونة قرارًا بالفعل بإقالة فالفيردي الصيف الماضي، قبل التراجع عنه تحت ضغوط من نجوم الفريق، وبسبب الفشل في الاتفاق مع بديل قوي.

الموسم المنقضي شهد أيضًا إحدى أبرز "الفضائح" التي زلزلت أروقة القلعة الكتالونية، عندما تم الكشف عن تورط إدارة برشلونة في التعاقد مع إحدى الشركات المتخصص المجال الدعائي، بهدف تشويه معارضيها وتلميع صورة بارتوميو ورجاله قبل الانتخابات المنتظرة في عام 2021، وتمثلت الكارثة الحقيقية في أن الشركة ذاتها عملت على تشويه صورة نجوم الفريق وعائلاتهم، وفي مقدمتهم ليونيل ميسي وجيرارد بيكيه.

تحت ضغط كبير، اضطر بارتوميو للاعتراف بتعاقد إدارته مع تلك الشركة بالفعل، لكنه نفى أن يكون ذلك التعاقد بهدف تشويه معارضيه أو النيل من نجوم الفريق عن طريق "لجان إلكترونية"، وأضاف أن مهمة الشركة كانت طبيعية للعمل الدعائي لمصلحة النادي.

لم تتمتع إدارة برشلونة برؤية ثابتة تجاه تعاقدات الفريق، فاتسمت التعاقدات بعشوائية واضحة، وأهدر النادي الكتالوني مئات الملايين في السنوات الأخيرة تجاه صفقات لم يستفد من معظمها، وأبرزهم البرازيلي فيليب كوتينيو الذي بلغت قيمة صفقة انتقاله من صفوف فريق ليفربول الإنجليزي 140 مليون يورو، متضمنة الحوافز، بينما تعاقد برشلونة مع الفرنسي عثمان ديمبيلي من صفوف بوروسيا دورتموند مقابل 120 مليون يورو، متضمنة الحوافز أيضًا، قبل دفع قيمة الشرط الجزائي في تعاقد المهاجم الفرنسي أنتوان جريزمان مع أتلتيكو مدريد الصيف الماضي، والتي بلغت 120 مليون يورو.

نادي برشلونة كان أحد أبرز المتضررين من أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، التي اندلعت في شهر مارس الماضي، فملأت أنباء خلافات الإدارة مع اللاعبين بشأن تخفيض رواتبهم للمساهمة في الصمود أمام تلك الأزمة التي أوقفت النشاط ومنعت حضور الجماهير أغلفة الصحف الإسبانية وصفحاتها.

شهر أبريل الماضي شهد هزة إدارية جديدة في برشلونة، عندما تقدم إيميلي روسود نائب رئيس النادي الكتالوني بتقديم باستقالته من مجلس الإدارة بصحبة خمسة أعضاء آخرين، وفجر قنبلة مدوية باتهامه بحدوث سرقة من خزينة النادي، تمثلت في مدفوعات لوظائف بلغت أكثر من قيمتها الحقيقية، قبل أن يتقدم إنريكي تومباس النائب الاقتصادي للرئيس جوسيب ماريا بارتوميو باستقالته، بالإضافة إلى الأعضاء سيلفيو إلياس، جوسيب بونت، ماريا تيكسيدور وجوردي كالساميجليا.

وذكرت تقارير كتالونية أن استقالة بعض الأعضاء جاءت تبعًا لرغبة بارتوميو نفسه، الذي أراد إعادة تشكيل المجلس، بعد الأزمات العديدة التي واجهها، لكنه فوجىء باستقالة عدد أكبر من الأعضاء في ذلك الوقت.

ولم ينته الموسم قبل أحد الأنباء التي بثت الرعب في قلوب محبي برشلونة، عندما أكدت إذاعة "كادينا سير" أن ميسي أوقف مفاوضات تجديد تعاقده مع برشلونة، وأنه بات يفكر جديًا في الرحيل عن الفريق عقب انتهاء تعاقده الحالي في الصيف المقبل.

الحالة التي وصل إليها النادي الكتالوني على الصعيدين الفني والإداري خفضت كثيرًا من توقعات استفاقته بالشكل المثالي في وقت قريب، حيث يحتاج برشلونة إلى تغيير إداري شامل، كما ينتظر النادي مديرًا فنيًا قادرًا على إعادة بناء الفريق الذي تجاوزت أعمار معظم نجومه الثلاثين، وسيكون ذلك المدرب بدوره في حاجة إلى تعاقدات عديدة تدعم طموحاته وطموحات جماهير الفريق خلال المرحلة الصعبة المنتظرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن