الأحد 23 أغسطس 2020
06:36 م
لطالما اتُّهم البرازيلي نيمار نجم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي ولاعب فريق برشلونة الإسباني السابق بتهم التخاذل في أحيان كثيرة، وعدم تقديم أفضل ما لديه خلال مشواره الاحترافي.
لكن رغم تلك الاتهامات التي لم يخل بعضها من الصحة، تُظهر مسيرة نيمار أنه كان لاعبًا فعالًا بشكل واضح مع جميع الأندية التي لعب بقمصانها خلا مشواره، وكذك على المستوى الدولي بقميص المنتخب البرازيلي.
ولعب نيمار دورًا استثنائيًا في مشوار باريس سان جيرمان نحو المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، والتي يخوضها أمام بايرن ميونخ الألماني، في التاسعة مساء اليوم الأحد، بالعاصمة البرتغالية لشبونة.
سجل نيمار ثلاثة أهداف، وصنع أربعة، خلال ست مباريات لعبها في دوري أبطال أوروبا بالموسم الحالي، ليزيد متوسط مساهماته المباشرة في أهداف فريقه عن هدف/ مباراة.
الأمر ذاته شهدته جميع مشاركات فريقه في مختلف البطولات المحلية، حيث لم يقل معدل مساهماته المباشرة في الأهداف عن 1/مباراة، بتسجيل هدفين في مباراتين بكأس فرنسا، وستجيل هدف وصناعة هدفين في ثلاث مباريات بكأس الرابطة، بينما سجل 13 هدفًا وصنع 6 أهداف خلال 15 مباراة في دوري الدرجة الأولى الفرنسي.
النجم البرازيلي حافظ على معدل مشابه منذ انضمامه لصفوف باريس سان جيرمان عام 2017، بعدما رحل عن نادي برشلونة الإسباني في صفقة تاريخية، بلغت قيمتها 222 مليون يورو، كأغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، بعدما ساهم بشكل مباشر في 64 هدفًا، خلال 58 مباراة فقط، حيث غاب عن فترات عديدة بسبب الإصابة.

مستويات نيمار على الصعيد الفردي تنفي عنه تهمة "الاستعراض" أيضًا، حيث سخّر مهارته لمصلحة فريقه في مشوار دوري أبطال أوروبا، وبرز ذلك في مواجهة باريس سان جيرمان أمام فريق أتالانتا الإيطالي، في الدور ربع النهائي، والتي عادل بها الرقم التاريخي لعدد المراوغات الناجحة، البالغ 16 مراوغة، والذي بقي صامدًا باسم الأرجنتيني ليونيل ميسي لمدة 12 عامًا، وكان نيمار نجمًا لتلك المباراة، ولعب دورًا بارزًا في تأهل فريق العاصمة الفرنسية للدور نصف النهائي، وتُوج مجهوده بالحصول على جائزة رجل المباراة.
مرحلة نيمار السابقة، والتي كانت الأبرز بقميص برشلونة، شهدت أرقامًا مشابهة، حيث ساهم النجم البرازيلي بشكل مباشر في 182 هدفًا، في 186 مباراة لعبها في مختلف المسابقات، وكان أحد أبرز المساهمين في الألقاب التي حققها الفريق بين عامي 2013 و2017، وأبرزها لقب دوري أبطال أوروبا 2014/2015.
الأمر لم يختلف كثيرًا في مرحلة نيمار الأولى بقميص فريق سانتوس البرازيلي، عندما بزغ نجمه بصفوف فريق الأسطورة بيليه وهو في عمر 17 عامًا، وأصبح في عمر مبكر للغاية أهم نجوم الفريق، وبطل تتويجه بكوبا ليبرتادوريس "دوري أبطال أمريكا الجنوبية" عام 2011.
سجل نيمار الذي لم يتجاوز 19 عامًا 6 أهداف خلال مشوار سانتوس في تلك النسخة من البطولة القارية، كما صنع 3 أهداف، ووضع بصمته بهدف في المواجهة النهائية أمام بينيارول الأوروجوياني، التي انتهى إيابها بهدفين مقابل هدف لمصلحة الفريق البرازيلي، بعد التعادل بدون أهداف ذهابًا.
وفي دوري أبطال أوروبا 2014/2015 سجل نيمار 10 أهداف خلال 12 مواجهة، بينهم ثلاثة أهداف ذهابًا وإيابًا في شباك فريقه الحالي بالدور ربع النهائي، ومثلهم ذهابًا وإيابًا في شباك بايرن ميونخ في نصف النهائي، كما سجل هدفًا في شباك يوفنتوس الإيطالي بالمباراة النهائية.
وخلال مشواره الاحترافي، ساهم نيمار في تحقيق فرقه 22 لقبًا متنوعًا محليًا وقاريًا، ولم يخرج من دائرة أبرز نجوم فريقه خلال أي موسم لعبه منذ انطلاق مشواره الكروي.

فاعلية نيمار لم تتوقف على صعيد الأندية، حيث دخل تاريخ منتخب بلاده من أوسع أبوابه بشكل مبكر، وبات على مقربة من إنهاء مسيرته بانتزاع المكانة الأسطورية للجوهرة السوداء "بيليه" كهداف تاريخي للمنتخب البرازيلي.
وسجل نيمار 61 هدفًا خلال 101 مباراة بقميص المنتخب البرازيلي، وأصبح على بعد هدف وحيد من رونالدو صاحب المركز الثاني، بينما يتصدر بيليه قائمة السليساو التاريخية برصيد 77 هدفًا.
نيمار كان بطل تتويج منتخب بلاده الأوليمبي بالميدالية الذهبية الوحيدة في تاريخه بدورة الألعاب الأوليمبية، حيث ساهم في سبعة أهداف خلال مشواره بـ "ريو دي جانيرو 2016" كانت جميعها في الأدوار النهائية.
وسجل نيمار هدفًا وصنع آخر في الدور ربع النهائي أمام المنتخب الكولومبي، في مواجهة انتهت بثنائية نظيفة، كما قاد السليساو الأوليمبي لاكتساح هنوراس بسداسية نظيفة، بعدما سجل هدفين وصنع مثلهما، وسجل الهدف الوحيد في المباراة النهائية التي انتهت بالتعادل أمام ألمانيا، قبل ؟أن يسجل بنجاح ركلة الترجيح الحاسمة.