السبت 10 يونيو 2023
02:55 م
في نظر أبناء الألفية الجديدة مانشستر سيتي فريق ولد منذ أقل من 15 عامًا بعد أن وصل إلى المُلاك الحاليين، وليس لدى أحد علم بما حققه في تاريخه الذي بدأ بتأسيسه عام 1894.
مانشستر سيتي كغيره من أندية إنجلترا في عصر الانتقاء والموهبة مر بكل المراحل المعتادة للإنجليز، بين صعود لمنصات التتويج أو حتى المعاناة حتى الوصول إلى الدرجة الثالثة الإنجليزية، حين كان مصير النادي يتحدد بنسبة كبيرة بناء على انتقاء أفضل العناصر.
لكن مع مرور السنوات بات المال جزء كبير من صناعة النادي، وأصبح هناك من يدفع أكثر ويستقطب النجوم للمساهمة في صناعة التاريخ، وهذا الذي ساهم بشكل كبير في بناء تاريخ مانشستر سيتي المعاصر.
خسر مانشستر سيتي نهائي دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي عام 2021، وصعد إلى النهائي الثاني في تاريخه مع البطولة من أجل مواجهة إنتر ميلان، لكنه كان يمتلك بطولة أوروبية وحيدة في تاريخه حققها قبل 53 عامًا.
لكن كيف استطاع مانشستر سيتي أن يحقق البطولة الأوروبية الوحيدة في تاريخه؟
بعد أن عاد مانشستر سيتي إلى دوري الدرجة الأولى في النصف الثاني من ستينيات القرن العشرين، استطاع خلال عامين فقط أن يحقق لقب الدوري، متفوقًا على الجار اللدود مانشستر يونايتد.
لكنه بعد المشاركة في كأس أوروبا عام 1968-1969 لم ينجح في الظهور بالشكل المأمول وخسر من أول مباراة أمام فنربختشة التركي.
وفي الموسم التالي استطاع أن يجد الفريق لنفسه مكان في كأس الكؤوس الأوروبية بعد الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي.
وخاض السيتيزينز خلال مشوارهم مباريات أمام أتلتيك بيلباو الإسباني، ليرس البلجيكي، أكاديميكا البرتغالي، وشالكه الألماني.
وضرب سيتي الموعد في النهائي أمام جورنيك زابجه البولندي، في 29 أبريل 1970، بالنمسا، وتمكن الإنجليز من الفوز في النهائي بنتيجة 2-1.
مباراة لم يشاهدها أحد
أحد علامات سوء الحظ بالنسبة لجماهير مانشستر سيتي مع البطولات القارية، هو أن التتويج الأوروبي الوحيد في تاريخ الفريق لم ينقل عبر التلفاز.
المملكة المتحدة لم تتمكن من إذاعة المباراة عبر التلفاز بسبب إعادة مباراة نهائي كأس الاتحاد بين تشيلسي وليدز يونايتد في نفس الموعد، والتي أقيمت على استاد أولد ترافورد الخاص بمانشستر يونايتد.
المباراة كان مخطط لها ان تذاع بشكل طبيعي، لكن اللقاء الأول بين ليدز يونايتد وتشيلسي انتهى بالتعادل 2-2 وكانت القواعد تنص على إعادة المباراة في حالة التعادل وليس اللجوء إلى ركلات الترجيح.
قميص ميلان
كما هو الحال مع الكثير من نجاحات السيتي في تلك الفترة الذهبية الخاصة في أواخر الستينيات، كان المهندس وراء الشكل الجديد الذي لفت الأنظار، المدرب صاحب الرؤية مالكولم أليسون، وليس الأمر راجع إلى الموسم الحالي 2022-2023 الذي شهد عودة سيتي إلى ارتداء اللونين الأحمر والأسود.
يتذكر تومي بوث أحد المعاصرين لهذه الفترة في تاريخ مانشستر سيتي: "كانت فكرة جمع اللونين الأحمر والأسود هي بالتأكيد فكرة مالكولم".
وتابع: "لقد شاهد فريق ميلان الرائع في أواخر الستينيات يرتدي هذا القميص وقال مالكولم إنهم يبدون رائعين في ذلك، لقد فازوا أيضًا بكأس أوروبا وكأس الكؤوس وهم يرتدون خطوطًا حمراء وسوداء، لذلك كانت وجهة نظر مالكولم: (سنرتدي ذلك أيضًا)، لقد أحببنا ذلك وأصبح نوعًا من الحظ بالنسبة لنا أيضًا."
وأضاف: "لقد جعلك ارتداء هذه المجموعة من الألوان تشعر بأنك أكبر مما كنت عليه، وأعتقد أننا نبدو جيدًا في هذا الألوان - كان الناس خائفين منا بعض الشيء".
صاحب الهدف يصبح مالك النادي
أحد نجوم مانشستر سيتي التاريخيين فرانسس لي، هو من تمكن من تسجيل الهدف الثاني في المباراة والذي كان السبب الرئيسي في تحقيق البطولة.
غاب الرجل عن الملعب طويلًا وأصبح رجل أعمال شهير في إنجلترا، وبعد سنوات المعاناة في الثمانينيات ظل جمهور مانشستر سيتي يأمل أن يعود إليهم مهاجمهم السابق كمالك للنادي.
وفي عام 1994 أصبح فرانسس لي رئيس النادي بالفعل بعد شراء بعض من الأسهم، واستقبله الجمهور كأسطورة، ليقدم للجماهير وعود ضخمة قائلًا :"سوف أجعلكم أسعد نادي على وجه الأرض".
بعد 4 سنوات فقط من العمل مع النادي، استقال فرانسس لي مسئوليته والفريق على حافة الهبوط إلى دوري الدرجة الثالثة.