اتسمت القمة التي استضاف خلالها نادي ريال مدريد منافسه مانشستر سيتي، مساء أمس الثلاثاء، على ملعب سانتياجو برنابيو، ضمن ذهاب ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا، بالتكافؤ بين الطرفين، بعدما تبادل رفاق كارلو أنشيلوتي السيطرة مع فريق بيب جوارديولا.
وارتضى ريال مدريد ومانشستر سيتي بالتعادل في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما سجل كل منهما 3 أهداف، ليتأجل حسم المتأهل إلى المربع الذهبي، إلى موقعة الاتحاد التي تقام الأربعاء المقبل، 17 أبريل.
مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي تسويق لكرة القدم
الدقائق الـ90 في مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي شهدت ارتكاب اللاعبين أخطاءً عدة على المستويين الفردي والجماعي، إذ لم يكن لقاءً تكتيكيًا مثاليًا، لكنه أدى في الوقت نفسه إلى التسويق جماهيريًا لكرة القدم.
الجماهير شاهدت كل المواقف التي أحبتها في مباريات كرة القدم خلال موقعة ريال مدريد ومانشستر سيتي، أبرزها بالطبع العودة في النتيجة 3 مرات من التأخر إلى التعادل أو التقدم، بعد تسجيل 6 أهداف تنوعت بين الجميلة والعكسية والمخادعة والصاروخية.
شاهد أهداف قمة ريال مدريد ومانشستر سيتي، من هنا
وقال الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، في تصريحات بعد المباراة: "كانت مباراة رائعة ومتكافئة وتنافسية وصعبة.. لقد كانت تسويقًا لكرة القدم، وكان من المتوقع أن تسير بالطريقة ذاتها نظرًا للجودة التي كانت على أرض الملعب".
من جانبه، قال الإسباني بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، بعد المباراة: "ريال مدريد منافس صعب، يدافعون جيدًا ويتمتعون بوتيرة سريعة في الهجوم لا تصدق.. أنا لا أؤمن بالحظ في كرة القدم (تعليقا على هدف دياز الذاتي)، وما كان يجب أن يحدث حدث".
التسديد من خارج منطقة الجزاء
استقبلت شباك ريال مدريد 3 أهداف من تسديدات أطلقها برناردو سيلفا، فيل فودين، ويوشكو جفارديول من خارج منطقة الجزاء، الأولى ذكية، الثانية صاروخية، والثالثة اتسمت بالدقة والاتقان.
الملفت أن ريال مدريد تلقى 3 أهداف من خارج منطقة الجزاء في مباراة واحدة على أرضه بدوري أبطال أوروبا، لأول مرة منذ موسم 2003-2004، حسب ما كشفت شبكة "أوبتا" للأرقام والإحصائيات.
وأشار أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي إلى أن ثلاثية مانشستر سيتي كان من المستحيل التصدي لها، ليبعد أصابع اللوم عن حارسه أندريه لونين.
لاعب درجة رابعة
استمر الحديث عن سوء أداء اللاعب إيرلينج هالاند مع مانشستر سيتي في المباريات الكبيرة، خاصة عندما لا يسجل أهدافًا، ما يأتي بعد أيام قليلة من تصريح روي كين الذي وصف فيه النرويجي بـ"لاعب درجة رابعة".
اللاعب الذي حظي بمراقبة فردية لصيقة من روديجير، حصل على أسوأ تقييم بين لاعبي الفريقين في موقع "فلاش سكور"، بواقع 6.4، متساويًا مع الثنائي فيرلاند ميندي ومانويل أكانجي.
وجاءت أرقام هالاند أمام ريال مدريد، كالتالي:
- لمسات: 20
- تمريرات قصيرة: 6 صحيحة من أصل 9
- تسديدات: تصويبة واحدة على المرمى
- التحامات أرضية وهوائية: فاز بـ5 من أصل 10
- فقد الكرة: 7 مرات
أنشيلوتي ضد جوارديولا
أبان الفريقان عن امتلاكهما شخصية البطل في دوري أبطال أوروبا، إثر نجاحهما في العودة 3 مرات، إذ تقدم مانشستر سيتي ثم عاد ريال مدريد ليسجل هدفين قبل أن يقلب فريق جوارديولا الطاولة ثم ينجح رفاق أنشيلوتي في إدراك التعادل.
الشخصية أيضًا بدت واضحة بالنظر إلى التكافؤ بين ريال مدريد ومانشستر سيتي على مستوى المحاولات والتسديدات، كالتالي:
- التسديدات: ريال مدريد (14)، مانشستر سيتي (12)
- التسديدات على المرمى: ريال مدريد (5)، مانشستر سيتي (6)
- التسديدات من خارج منطقة الجزاء: ريال مدريد (6)، مانشستر سيتي (7)
- التسديدات من داخل منطقة الجزاء: ريال مدريد (8)، مانشستر سيتي (5)
وتبدو الأرقام متقاربة بين ريال مدريد ومانشستر سيتي بشأن عدد المحاولات الهجومية على المرمى، لكن بالطبع لكل منهما أسلوبه الخاص، إذ منح أنشيلوتي وجوارديولا تعليمات مختلفة عن الآخر.
- الاستحواذ: ريال مدريد (38%)، مانشستر سيتي (62%)
- التمريرات القصيرة: ريال مدريد (423)، مانشستر سيتي (689)
- دقة التمريرات: ريال مدريد (86%)، مانشستر سيتي (91%)
- التمريرات الطولية: ريال مدريد (31 صحيحة من 54)، مانشستر سيتي (12 صحيحة من 28)
- الهجمات المرتدة: ريال مدريد (سجل هدفًا من 3 محاولات)، مانشستر سيتي (صفر)
وتبين الأرقام السابقة أن جوارديولا كعادته مال إلى الاستحواذ على الكرة في وسط الملعب عن طريق التمريرات القصيرة الدقيقة والكثيفة في الوقت نفسه، أما أنشيلوتي اختار اعتماد أسلوب التحولات الهجومية السريعة.
يشار إلى أن دوري أبطال أوروبا ألغى قاعدة أفضلية الهدف خارج الأرض، ما يمنح فرصة لمشاهدة قمة جديدة متكافئة بين مانشستر سيتي وريال مدريد في ملعب الاتحاد، إذ يدخل كلاهما المباراة بحثًا عن هدف وحيد، هو الفوز.