جميع المباريات

إعلان

في عيد ميلاده.. حين سجل دروجبا أغلى أهدافه "خارج" الملعب منقذًا أرواح الآلاف

دروجبا

دروجبا

يحتفل اليوم الفيل الإيفواري ديديه دروجبا أحد أفضل المهاجمين في تاريخ إفريقيا بعامه الـ 43، ديديه الذي سجل الكثير من الأهداف الرائعة والهامة في مسيرته الحافلة مع كوت ديفوار والبلوز تشيلسي، لكن هدفه الأعظم على الإطلاق سجله خارج المستطيل الأخضر في غرف الملابس.

في عام 2005 أثناء التصفيات المؤهلة لمونديال 2006 بألمانيا كان الوضع قبل آخر مباراة يشير إلى تأهل الكاميرون على حساب كوت ديفوار، الأمل الوحيد لتحقيق حلم دروجبا ورفاقه بالتواجد في المونديال هو تعثر الكاميرون في ملعبها أمام المنتخب المصري وفوز ساحل العاج على السودان في أم درمان.

نزل رفاق دروجبا ملعب المريخ السوداني وكل تركيزهم في جانبين: تحقيق الفوز على المنتخب السوداني ونتيجة مباراة الكاميرون الجارية في نفس التوقيت، لكن ديديه كان همه الأكبر منصب نحو بلده كوت ديفوار لأن هناك كان ما هو أكبر بكثير من كرة القدم.

في 2002 اندلعت الحرب الأهلية في كوت ديفوار بين جبهتين قسمتا البلاد إلى: جبهة جنوبية تحت سيطرة الرئيس لوران جباجبو وحكومته وجبهة أخرى في الشمال سيطر عليها المتمردون تحت مسمى "قوات ساحل العاج الجديدة" بقيادة جيوم سورو، تلك الحرب خلفت نحو 4 آلاف قتيل.

دروجبا وأثناء مباراة السودان كان يعلم أن الجبهتان المتصارعتان في بلاده اتفقتا على هدنة حتى نهاية المباراة ليتابعا حلم التأهل للمونديال، لذا كان عليه أن يفعل شيء ما.

رفاق دروجبا فعلوا ما عليهم وسجلوا 3 أهداف وانهوا المباراة بالفوز لصالحهم وذهبوا سريعًا لغرفة الملابس للتجمع حول المذياع لمتابعة مصيرهم الذي بات الآن بين أقدام لاعبي المنتخب المصري الذي ظل متعادلُا مع نظيره الكاميروني بهدف لمثله وتبقت دقائق معدودة للنهاية، في الدقيقة 94 التي احتسب بها الحكم ركلة جزاء للمنتخب الكاميروني (تسجيلها يعني ضياع حلم دروجبا) تصدى بيير وومي لتسديد ركلة الجزاء لكن القدر تدخل واصطدمت الكرة بالقائم الأيسر لعصام الحضري لتنتهي المباراة بالتعادل 1-1 بين مصر والكاميرون وليعلن تأهل كوت ديفوار رسميًا للمونديال للمرة الأولى بالتاريخ!


الفيل الإيفواري يسجل الهدف الأغلى:

في تلك اللحظة التي انفجر بها لاعبو كوت ديفوار للاحتفال بذهابهم للمونديال جمعهم ديديه وقام بإلقاء خطبة تاريخية تم تسجيلها وانتشرت كسرعة البرق لتصل إلى جميع أنحاء كوت ديفوار والعالم:

"إلى الرجال والنساء في ساحل العاج، وفي جميع أنحاء البلاد في الشمال والجنوب والغرب والوسط، أثبتنا لكم اليوم أن بإمكاننا نحن العاجيين أن نتعايش في سبيل هدف مشترك وهو هدف التأهل لكأس العالم".

وأكمل: "وعدناكم بأن الاحتفالات ستوحد الشعب، واليوم نلتمسكم ونستمحيكم عذرًا: يجب ألا ينحدر بلدنا الإفريقي الغني إلى الحروب، أرجوكم جميعًا، ألقوا أسلحتكم وأجروا الانتخابات ولننهي سويًا تلك الحرب".

ما قاله ديديه جعل الجميع ينظرون إلى ما يحدث بنظرة عاقلة وقررت الجبهتان المتنازعتان بعد عدة أشهر وقتها وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات وانهاء الحرب وهو ما تم حينها.

وصلت كوت ديفوار للمونديال وسجل دروجبا بعدها أول هدف في تاريخ بلاده بكأس العالم، صحيح أن النتائج لم تكن مرضية ولم تتجاوز الدور الأول في مجموعة ضمتهم إلي جانب الأرجنتين وهولندا وصربيا والجبل الأسود لكن توحيد الشعب ووقف اطلاق النار كان هو هدف ديديه بالأساس.

في العام التالي 2007 خرج دروجبا بتصريح وطلب ظهر للجميع كأنه درب من دروب الجنون لكنه تحقق وأضاف مزيدًا من الهدوء والاستقرار بالبلاد وهو طلبه بنقل مباراة كوت ديفوار ومدغشقر بتصفيات أمم إفريقيا من العاصمة أبيدجان إلى مدينه بواكيه عاصمة المتمردين وهو ما وافق عليه الطرفان المتنازعان وبالفعل أقيمت المباراة وفازت كوت ديفوار بخماسية نظيفة أضافت مزيدًا من البهجة للأجواء التي سادت البلاد وقتها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن