التنانين.. عودة لبث الخوف في كأس العالم بعد 64 عامًا

يتميز كل منتخب في العالم بلقب له جذور ثقافية وحضارية في بلده، وقد تتميز بعض المنتخبات الأخرى بالألوان والحيوانات أيضاً.

ويزداد حماس الجماهير التي ترتدي بعض الملابس التي توحي بلقب المنتخب الذي تشجعه مع انطلاق البطولات القارية الكبرى، في الملاعب التي تستضيف مباريات منتخباتهم، كما أنهم يرسمون بعض الرموز على وجوههم وأجسادهم، لإبراز لقب منتخب بلادهم.

ومع انطلاق بطولة كأس العالم 2022 والتي تُقام في قطر للمرة الأولى في التاريخ، يشارك 32 منتخبا من مختلف قارات العالم، وكل منتخب يحمل لقبًا تعود تسميته إلى سبب معين، ويميز هذا اللقب منتخب ما عن باقي المنتخبات الأخرى، وهنا سنتحدث عن منتخب ويلز.

ويشارك المنتخب الويلزي في منافسات كأس العالم 2022، بعد غياب دام لمدة 64 عامًا منذ عام 1958، حيث أنهى غيابه عن 15 نسخة من بطولة كأس العالم على التوالي.

ويقع المنتخب الويلزي في المجموعة المجموعة الثانية برفقة منتخبات إيران، الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا.

ويُطلق على منتخب ويلز لقب "التنانين"، نسبة إلى التنين الذي تم استخدامه في كثير من الأحيان لتمثيل السلتيين في المعارك ضد الغزاة السكسونيين، ومن قبل البريطانيين في المعارك ضد الرومان.

واشتهر التنين الويلزي بالتنين الأحمر الذي يظهر على العلم الوطني الويلزي، كما يظهر أيضًا على أعلام وشارات العديد من المدن والبلدات والمقاطعات الويلزية، ويُنظر إليه عمومًا على أنه رمز للفخر الوطني الويلزي.

وتم استخدام رمز التنين الأحمر لعدة قرون، حيث حمل الجنود الرومان-البريطانيين، الرمز على عواصمهم ولافتاتهم إلى روما في القرن الرابع، حيث كان يُعتقد أن الرمز يجلب الحظ السعيد في المعركة، كما تم استخدامه من قبل ملوك أبرفرا الويلزيين في أوائل القرن الخامس كرمز للقوة والسلطة.

واختار الويلزيين التنين في الأصل كشعار لهم للمساعدة في بث الخوف في قلوب أعدائهم، حيث ارتبط التنين بالقوة المخيفة والدمار والتي أرادت هذه الجيوش القديمة إبرازها.

وفي الوقت الحاضر، لا يزال التنين يُستخدم في كثير من الأحيان لتمثيل قيم متشابهة من القوة والشجاعة والضراوة في المنافسات الرياضية في جميع أنحاء العالم.

وظهر التنين الأحمر أو التنين الويلزي على علم دولة ويلز فيما بعد، ولم يتم الاعتراف بالعلم الويلزي الحالي كعلم وطني للبلاد حتى عام 1959 بعد إعلان الملكة إليزابيث الثانية.