الماتادور.. ثيران تبحث عن مجد غائب لفقراء المدينة

يتميز كل منتخب في العالم بلقب له جذور ثقافية وحضارية في بلده، وقد تتميز بعض المنتخبات الأخرى بالألوان والحيوانات أيضاً.

ومع انطلاق البطولات القارية الكبرى، يزداد حماس الجماهير التي ترتدي بعض الملابس التي توحي بلقب المنتخب الذي تشجعه، في الملاعب التي تستضيف مباريات منتخباتهم، كما أنهم يرسمون بعض الرموز على وجوههم وأجسادهم، لإبراز لقب منتخب بلادهم.

ومع انطلاق بطولة كأس العالم 2022 والتي تُقام في قطر للمرة الأولى في التاريخ، يشارك 32 منتخبا من مختلف قارات العالم، وكل منتخب يحمل لقبًا تعود تسميته إلى سبب معين، ويميز هذا اللقب منتخب ما عن باقي المنتخبات الأخرى، وهنا سنتحدث عن منتخب إسبانيا.

يحاول المنتخب الإسباني الذي يشارك في منافسات كأس العالم 2022 للمرة الـ16 في تاريخه، أن يتجاوز الإحباط الذي لازمه خلال النسخ الماضية من المونديال، بعدما تم إقصائه من الدور الأول في مونديال 2014، ومن ثمن النهائي في روسيا 2018.

ويقع المنتخب الإسباني في المجموعة الخامسة، إلى جانب منتخبات ألمانيا وكوستاريكا واليابان.

ويُطلق على منتخب إسبانيا العديد من الألقاب منها "لاروخا" وتعني الكتيبة الحمراء، و"لافوريا روخا" وتعني الغضب الأحمر، ولكن اللقب الأشهر للمنتخب الإسباني هو لقب "الماتادور".

واشتهر المنتخب الإسباني بلقب "الماتادور"، بسبب رياضة مصارعة الثيران والتي هي رياضة إسبانية قديمة تتم فيها المواجهة بين المصارع والثور في حلبة على مرأى ومسمع من الناس الذين يحضرون لمشاهدة تغلب الإنسان على الحيوان.

و"الماتادرو" هو لفظ يُطلق على مصارعي الثيران وعلى الشخص الرئيسي في عرض مصارعة الثيران، ولقبه المحلي هو "ماتادور دي توروس" والتي تعني "قاتل الثيران".

وتمارس مصارعة الثيران في العديد من دول العالم، ولكن تعتبر دولة إسبانيا هي الأشهر بهذه الرياضية، لأن بها أكثر من 400 حلبة لمصارعة الثيران.

ويتم تدريب "الماتادور" أو المصارع منذ الصغر على تلك الرياضة التي تتطلب شجاعة في مواجهة الثيران وكذلك المهارة، ويرتدي المصارع حلة مطرزة غالية الثمن تصل في بعض الأحيان إلى 20 ألف دولار.

وأصبحت مصارعة الثيران وسيلة للناس الفقراء هناك في إسبانيا لكي ينالوا الفخر والشهرة والثروة، حيث أجاب "ماتادور" أو مصارع إسباني في وقت سابق عن سبب مزاولته لهذه الرياضة التي تعرضه للمخاطرة بحياته قائلاً: "الجوع يهاجم ويؤذي بشكل أكثر الماً".

ومن هذا المبدأ يبحث المنتخب الإسباني تحت قيادة لويس إنريكي المدير الفني لمنتخب "الماتادور"، عن مجد غائب منذ عام 2010 عندما توج باللقب الوحيد في تاريخه بكأس العالم، يُهديه لفقراء المدينة من الأراضي القطرية التي تستضيف المونديال هذا العام.