الأربعاء 21 ديسمبر 2022
10:27 ص
كتب – سيد متولي:
"فرحة جنونية، الجميع على دكة البدلاء من لاعبي وأعضاء الجهاز الفني يجري يمينا ويسارا ويقفز لأعلى، فميسي سجل هدفا، بل قاد التانجو للقب الأغلى"، لكن ردة فعل ليونيل سكالوني المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني الأول لكرة القدم، التي امتزجت بالبكاء والصمت، هي من خطفت الأجواء، خلال موقعة نهائي كأس العالم قطر 2022، أمام منتخب الديوك الفرنسية، والتي انتهت بتتويج راقصي التانجو على عرش كرة القدم.
زملاء ميسي نجحوا في اقتناص لقب بطولة كأس العالم قطر 2022، للمرة الثالثة في تاريخ الأرجنتين، ليحقق "البرغوث" حلمه الذي طال غيابه، بعد تخطي عقبة فرنسا بنتيجة 4-2 بركلات الترجيح، بعدما حسم التعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل منهما، نتيجة الوقت الأصلي.
لكن الغريب في الأمر أن ردود أفعال سكالوني "44 عاما و216 يوما"، والذي بات أصغر مدرب يحرز لقب كأس العالم منذ مواطنه سيسار مينوتي مع الأرجنتين أيضا عام 1978، كانت غريبة إثر التتويج باللقب الأغلى في مسيرته مع كتيبة التانجو، وكأنه تجمد كالثلج، مكتفيا بالبكاء والصمت، وكأنه لا يصدق أنه فاز بلقب كأس العالم كمدرب للتانجو.
وسكالوني ثالث مدرب في التاريخ يفوز بكأس العالم (2022) وكوبا أمريكا (2021)، بعد ماريو زاجالو (كأس العالم 1970، كوبا أمريكا 1997) وكارلوس ألبرتو باريرا (كأس العالم 1994، كوبا أمريكا 2004).
- اختلاف الشخصية
ويقول أستاذ علم النفس أحمد الباسوسي: "الشخصية تختلف بين إنسان وآخر، وبالتالي فإن الاستجابة للحدث تتنوع هي الأخرى بين الأشخاص".
- إخفاء مشاعر الفرحة
وبعد هدف ميسي الأول في شباك فرنسا، اتسم سكالوني بالهدوء التام، ليعلق الباسوسي، في تصريحات خاصة لـ" يلا كورة"، قائلا: " تشير اللقطة الأولى وفق لغة الجسد إلى اتسام المدرب بدرجة مرتفعة من الثبات الانفعالي ومحاولة إخفاء مشاعر الفرحة داخله حتى يظهر أمام الآخرين بمظهر الشخص القوي الاستثنائي المعتاد على مثل هذه المواقف".
- صدمة لم يتحملها
"لكن يبدو أن داخله لم يتحمل المزيد من صدمة الفوز الكبير التي امتلكت كيانه تماما فحدث الانهيار في اللقطة التالية التي شهدت إطلاق صافرة نهاية اللقاء، وإعلان الأرجنتين بطلا للمونديال، واجهش بالبكاء وهو لا يعتاد على أن يطالع الناس مشاعره وأفكاره"، كما يضيف خبير علم النفس.
- ظهور شخصيته الطبيعية
ويشرح الخبير النفسي: "وهنا ظهرت شخصيته الطبيعية والتي يمكن أن تضعف وتظهر مشاعر الضعف أو الفرح، فسكالوني يتميز بشخصية قابلة للتحكم في التعبير عن مشاعره بشكل كبير، لكن يبدو أن صدمة الفوز بالكأس الكبير كانت أكثر من قوة إرادته في التحكم بنفسه".
- حوار داخلي مع الذات
أما رغدة السعيد، الباحثة في لغة الجسد، أكدت أن رد فعل سكالوني بعد الفوز باللقاء كان غير طبيعي.
وتضيف رغدة في تصريحات خاصة لـ"يلا كورة": "سيناريو اللقاء وما حدث جعله في حالة عدم تصديق لنتيجة اللقاء بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح، فالمدرب ظل فترة قصيرة ساكنا ثم أدرك النتيجة، وكأنه يُجري حوارا داخليا مع ذاته والدليل أن عينه لم تكن ثابتة، مع تعبيرات فرحة وكأنه يقول أخيرا كسبت".
- إدراك تحقيق الحلم
وبعد الفوز شوهد سكالوني ساكنا مكتفيا بالبكاء، لتحلل "رغدة" الموقف قائلة: "لحظة إدراك الفوز كان سكالوني ساكنا لا يصدر أي رد فعل، لذلك حرص لاعبو التانجو على احتضانه ما يعني أن المدرب تعرض لصدمة عصبية إيجابية، ببساطة "مش مصدق الفرحة"، وبعدها بكى في هدوء عندما أدرك الفرحة غير المتوقعة بعد سيناريو الماتش المثير".