لا يوجد مباريات اليوم في كأس الأمم الأفريقية

جميع المباريات

إعلان

الأبيض لم يكن يختلط بالأسود.. عندما اضطر الأولاد إلى الانتظار 40 عاما لتمثيل جنوب أفريقيا

جنوب أفريقيا

منتخب جنوب أفريقيا في 1992

 "أمقت العنصرية سواءً أتت من رجل أسود أو رجل أبيض".. كلمات بدأ بها نيلسون مانديلا الدفاع عن نفسه في محاكمة خضع لها في بريتوريا عام 1962، على خلفية مطالبته المستمرة بإلغاء نظام الفصل العنصري الذي حكم البلاد في جنوب أفريقيا، سنوات طويلة.

الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، دومًا ما أصر على الفصل الكامل بين السياسة والرياضة، لكنهما بطبيعة الحال يبقيان متصلين في العالم الحقيقي بشكل أو آخر، بعيدًا عن ملاعب كرة القدم، ما كان جليًا في جنوب أفريقيا، الدولة التي فشلت خلالها الرياضات في أن تنأى بنفسها عن نظام الفصل العنصري المتبع بالبلاد بين عامي 1948 و1992.

منتخب جنوب أفريقيا الملقب بالأولاد اضطر إلى الانتظار 40 عامًا لخوض أولى مبارياته الرسمية في كرة القدم الحديثة، وفق أرشيف فيفا، وهذا الحلم تحقق في نهاية قصة ملحمية يمكن سردها عبر ثلاثة فصول.

الفصل الأول (1903-1956): منتخب أبيض لا يلعب في أفريقيا

كانت كرة القدم لعبة أكثر شيوعًا في أوروبا وأمريكا الجنوبية عنها في أفريقيا وآسيا خلال بدايات القرن العشرين، بالتحديد في 1903، العام الذي شهد انضمام اتحاد جنوب أفريقيا إلى الاتحاد الإنجليزي، ليلعب منتخب جنوب أفريقيا مبارياته في بريطانيا وكذلك خاض بعضًا منها في أمريكا الجنوبية، لكن هذا الفريق أثار الكثير من الجدل حول العالم لأنه كان من اللاعبين البيض فقط.

اشتراطات ارتداء قميص منتخب جنوب أفريقيا آنذاك لم تقتصر فقط على لون البشرة البيضاء، بل كانت كرة القدم من الأساس لعبة النبلاء والأثرياء، ما انطبق على هذا الفريق الذي كان مكونًا من لاعبين موظفين ومصرفيين ومهندسين، كما كان العدد الأكبر منهم من مواليد إنجلترا وإسكتلندا.

الفصل الثاني (1956-1992): استبعاد فيفا

شاركت 4 دول في تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عام 1956، من بينها جنوب أفريقيا، إلى جانب مصر وإثيوبيا والسودان، كما استقرت على إقامة كأس أمم أفريقيا لأول مرة في العام التالي، لكن الأمور لم تتم كما خطط لها بالضبط.

أراد منتخب جنوب أفريقيا أن يرسل فريقًا مكونًا من لاعبين جميعهم من أصحاب البشرة البيضاء، ما لقي بالطبع اعتراضًا من الدول الثلاثة مصر وإثيوبيا والسودان، لتقام كأس أمم أفريقيا دون الأولاد، وسط روايات صحفية متنوعة بشأن غياب المنتخب الجنوب أفريقي، بين تأكيد بعض التقارير بأن الدولة اختارت الانسحاب على مضض، وبين أخرى أشارت إلى استبعاده بشكل مباشر.

العام التالي شهد استبعاد جنوب أفريقيا من كاف، قبل أن يرسل فيفا إنذارًا رسميًا، أعقبه استبعاد كامل في عام 1976 على خلفية انتفاضة عالمية ضد الدولة الواقعة في جنوب القارة السمراء إثر أعمال شغب اندلعت في سويتو، قتل خلالها 700 شخص، أغلبهم من طلاب المدارس.

وظلت جنوب أفريقيا بعيدة عن ممارسة كرة القدم بشكل رسمي حتى سقط نظام الفصل العنصري في الفترة بين 1990 و1992، ليتمكن الأولاد أخيرًا من اللعب مع بعضهم، دون النظر إلى ألوانهم، بيضاء كانت أو سوداء.

الفصل الثالث (1992-2000): الأبيض يختلط بالأسود

لعب منتخب جنوب أفريقيا بعد عزلة دامت ما يقرب من 40 عامًا أولى مبارياته الرسمية المؤرشفة في سجلات فيفا، ضد الكاميرون في 7 يوليو 1992، كما تفوق بهدف نظيف.

وأصبح منتخب جنوب أفريقيا جزءًا لا يتجزأ من منتخبات القارة السمراء، ليشارك في تصفيات أمم أفريقيا 1994 وكذلك تصفيات كأس العالم 1994، دون أن يتأهل إلى أي من المسابقتين.

وبلغ منتخب جنوب أفريقيا القمة في عام 1996، عندما شارك لأول مرة على الإطلاق في كأس أمم أفريقيا، ليس ذلك فقط، بل استضاف البطولة، وليس ذلك فقط أيضًا، بل حقق اللقب.

أمجاد جنوب أفريقيا استمرت بالصعود إلى كأس العالم 1998، ثم الوصول إلى نصف نهائي كأس أمم أفريقيا 2000، وحينها احتل المرتبة الثالثة، قبل أن يكتب هبوطًا تدريجيًا في السنوات التالية، في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في نسخة 2023.

أما الفصل الرابع، يكتبه منتخب جنوب أفريقيا حاليًا في كأس أمم أفريقيا 2023، مع آمال محلية بأن تكون نهايته سعيدة في 11 فبراير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن