تواجه بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة في المغرب عدة تحديات، لعل أبرزها هي مواجهة الأمطار الغزيرة، التي تلاحق ملاعب ومدن المملكة خلال الفترة الماضية.
وواجه المغرب حالات جوية متلاحقة، أدت لتساقط الأمطار بل والثلوج أيضًا في بعض المناطق وسط وشمال البلاد، مع حرص السلطات على القيام بدورها للحفاظ على سلامة الطرق، ومساعدة بعض القري.
الحقيقة خلف جفاف المغرب.. ودور برنامج "الغيث"
وبالعودة بالزمن قليلًا للخلف، سنجد إقليم آسفي في المغرب يواجه أمطارًا غزيرة، وصلت لمرحلة السيول أو الفيضانات، والتي تسببت في عدد من حالات الوفاة بلغ 37 تقريبًا.
وتتفاوت كمية الأمطار المسجلة في عدة مناطق بالمغرب، وفقًا للهيئة العامة للأرصاد الجوية، حيث كانت أكادير إحدى المدن المتأثرة بالحالات الماطرة لكن ليس بنفس قوة بعض المدن والقرى الآن.
ولا تعد هذه المسألة وليدة الصدفة في المغرب، لأنه ليس بلدًا "جافا" عبر تاريخه، وكان يتميز عادة بغزارة الأمطار، ولكن منذ عام 2018 مر بفترة جفاف، أو بمعنى أوضح انخفاض في معدلات تساقط الأمطار.
وكان عام 2023 أحد أسوأ السنوات على صعيد الجفاف في التاريخ الحدث للمغرب، في ظل تسجيل أعلى درجات الحرارة، كما أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة وثيقة في عام 2024، استعرضت فيها أزمة ندرة التساقطات المطرية في القارة السمراء بشكل عام.
وكان الهطول السنوي تحت معدلاته الطبيعية في معظم بلدان شمال إفريقيا، وسجل سد المسيرة، ثاني أكبر سد في المغرب، أدنى مستوى تعبئة له منذ إنشائه عام 1976، بنسبة أقل من 6% من سعته التخزينية، مقارنة بنسبة 99% في مايو من عام 2013.
وأشار التقرير ذاته إلى أن نسبة الأمطار في المغرب في موسم 2022-2023، جاءت أقل بنسبة 28% من المتوسط الخاص بالهطول، وكانت هي السنة الرابعة التي يسجل فيها المغرب هطول أمطار أقبل بنسبة 20% من المتوسط المعتاد.
وبدأ المشهد يختلف تدريجياًا بداية من العام الماضي ثم الحالي، حيث شهد شهري فبراير ومارس سقوط أمطار غزيرة على عدة مناطق في المغرب.
ويعد المغرب من الدول العربية القليلة التي اتجهت للاعتماد على تقنية الاستمطار الصناعي مثل الإمارات وتونس، عن طريق مشروع برنامج "الغيث" والذي أطلقه الملك الراحل الحسن الثاني عام 1984
وكان هذا المشروع أحد أبرز حلول المغرب للرفع من معدل هطول الأمطار، ويتم تنفيذه بداية من شهر نوفمبر وحتى يناير وأحيانًا إلى أبريل، بالاعتماد على تقنية حقن أو تلقيح السحب بمادة يوديد الفضة أو بعض المواد الكيميائية الآخرى، باستعمال طائرات أو مولدات خاصة.
عاصفة ثلجية متوقعة على المغرب
وتشير نماذج الطقس سواء "الجيفس" الأمريكي أو النموذج الأوروبي إلى احتمالية تشكل عاصفة ثلجية في بلاد المغرب العربي، مثل المغرب، وتحديدًا في مطلع شهر يناير المقبل، وقبلها ستواجه المغرب كميات كبيرة من الأمطار، في نهاية شهر ديسمبر.

توقعات الثلوج من النموذج الأمريكي لمطلع يناير في المغرب
وستؤدي تلك العاصفة لانخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ في المغرب، مع احتمالية عالية لتساقط الأمطار بصورة ضخمة، بالإضافة لتساقط الثلوج بمعدل كبير في عدة مناطق، لكن لم تحسم نماذج الطقس هذا الأمر بسبب طول مدة التوقع.

توقعات لكمية ضخمة الأمطار في المغرب لمطلع يناير من النموذج الأمريكي للطقس
ونشرت هيئة الأرصاد الجوية المغربية بيانًا رسميًا، بشأن بداية تأثر البلاد بحالة جوية تحمل زخات رعدية قوية من الأمطار، قد تكون محوبة بتساقط البرد وهبات رياح قوية.

توقعات الثلوج لنهاية ديسمبر في المغرب من النموذج الأوروبي
وتبدأ تلك الحالة الجوية يوم السبت، وتتراوح كمية الأمطار المتوقع هطولها على مدينة أكادير التي يقيم بها منتخب مصر لحوالي من 55 إلى 75 ملم.
الأمطار تظهر في أمم أفريقيا
ورغم هذه الظروف الجوية الصعبة، لكن نجح المغرب حتى الآن في عملية تنظيم البطولة، خاصة على صعيد الملاعب المستضيفة لمباريات "الكان 2025"، والتي لم تشهد أي أزمات رغم غزارة الأمطار.
وظهرت الأمطار الغزيرة منذ مباراة الافتتاح بين المغرب وجزر القمر، يوم 21 ديسمبر الجاري، لكنها لم تعرقل سير أحداث أي مباراة، حيث ظهرت الاستادات في أرض أسود الأطلس بأفضل صورة.
وكانت بعض التقارير قد وجهت انتقادات لاذعة لملعبي البريد (المدينة) ومولاي الحسن، بسبب تسرب المياه خلال مواجهات الملحق الأفريقي في تصفيات كأس العالم قبل انطلاق أمم أفريقيا، وذلك بسبب عدم اكتمال بعض الأشغال التقنية.
وأوضحت الصحف المغربية خلال تلك الفترة، أنه تم استكمال بعض عمليات تطوير أسقف الملاعب، من خلال استمرار عملية تلحيم المادة العازلة للمطر حسبما وصفت.
سر صمود ملاعب المغرب في كأس الأمم
وكشفت تقارير صحفية عن سر نجاح الملاعب المغربية في استضافة الحدث القاري، حيث صحيفة لو باريزيان الفرنسية، إن أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط على سبيل المثال، قد شهدت أعمال مكثفة لتجهيزه، من خلال تركيب نظام "SubAir"، الذي يتولى مهمة امتصاص الماء بسرعة.
واعتمد المغرب على منظومة تصريف متطورة، تضم واحدة من أضخم المضخات في القارة السمراء، جرى تثبيتها بعدد من الملاعب، وتتكفل بسحب كميات كبيرة من الأمطار في وقت وجيز، دون المساس بإيقاع اللعب.
واستعان المغرب بخبراء شركة شهيرة عالميًا، وهي المكلفة أيضًا بالإشراف على ملاعب المملكة المرشحة لاحتضان كأس العالم 2030، والتي تسمح بالتدخل السريع من خلال نظام ذكي، لمواجهة الحالات الجوية الصعبة.
ومنع نظام التصريف من تشكل البرك المائية، ليحافظ على جودة أرضية الملعب من أجل سلامة اللاعبين وضمان استمرار المباريات، كما يساعد أيضًا على تهوية التربة، لحماية العشب من التلف.
ويثبت هذا النظام تحت عشب الملاعب، من خلال توربينات مخصصة، وأنابيب تحت الأرض المصممة وفقًا لمعايير الفيفا، مع الاعتماد على أرضيات مكونة من العشب الهجين، الذي يمنح للملاعب صلابة وقدرة على تحمل الضغط في المباريات المتتالية.
كأس الأمم الأفريقية
جدول مباريات كأس الأمم الأفريقية
جدول مجموعات كأس الأمم الأفريقية