أصبح صنداونز المتوج ببطولة الدوري الأفريقي، يشكل خطرًا حقيقيًا على فرق الشمال، والتي يأتي على رأسها النادي الأهلي.
صنداونز أعاد اكتشاف نفسه في بطولة الدوري الأفريقي، وعرف من أين تؤكل فرق الشمال، ليقدم إنذارًا مبكرًا قبل انطلاق دور المجموعات بدوري الأبطال.
سيطرة الشمال في خطر
فرق الشمال أحكمت سيطرتها تمامًا على بطولة دوري أبطال أفريقيا آخر 7 سنوات من جانب، وشكلت عقدة لصنداونز من جانب آخر.
ويعود آخر تتويج لفريق من خارج الشمال بدوري الأبطال، إلى عام 2016، عندما توج صنداونز باللقب على حساب الزمالك، ومنذ هذه النسخة وآخذ الفريق الجنوبي يتطور شيئًا فشيء حتى وصل لما عليه الآن.
صنداونز عانى كثيرًا أمام فرق الشمال منذ نسخة 2017، ويمكن رصد ذلك فيما يلي:
- دوري الأبطال 2017: خسر أمام الترجي بالمجموعات، وحل وصيفًا خلفه، ثم ودع ضد الوداد من ربع النهائي.
- دوري الأبطال 2018: خسر وتعادل أمام الوداد، ليودع من دور المجموعات.
- دوري الأبطال 2019: خسر أمام الوداد بالمجموعات، ثم ودع أمامه من نصف النهائي.
- دوري الأبطال 2020: تعادل مع الوداد بالمجموعات، وودع أمام الأهلي من ربع النهائي.
- دوري الأبطال 2021: خسر أمام شباب بلوزداد بالمجموعات، وودع أمام الأهلي من ربع النهائي.
- دوري الأبطال 2023: ودع من نصف النهائي أمام الوداد.
مسيرة صنداونز تُظهر عرقلته ومعاناته أمام فرق الشمال في 6 من آخر 7 نسخ في منافسات دوري الأبطال، بينما جاءت بطولة الدوري الأفريقي لتفك العقدة.
الدوري الأفريقي يخدم صنداونز
لم يبدأ صنداونز مشواره أمام فريق من الشمال، حيث استهل رحلة التتويج بمواجهة بترو أتلتيكو الأنجولي، وعبره بسهولة ليضرب موعدًا مع الأهلي في مواجهة أصبحت معتادة.
وتمكن صنداونز من الإطاحة بالأهلي، مكتفيًا بهدف واحد ذهابًا وإيابًا لبى الغرض، وقاد البرازيليون للمباراة النهائية.
صنداونز طبق استراتيجية جديدة أمام الأهلي، وعلى غير عادته لم يستنفذ طاقات لاعبيه سواء ذهابًا أو إيابًا.
بداية في لقاء الذهاب ضغط صنداونز بشدة حتى سجل الهدف الأول، وبعدها اكتفى بالاستحواذ على الكرة وتدويرها في الملعب مع اختزال المجهود البدني للاعبيه.
بينما في الشوط الثاني أو بمعنى أدق بلقاء الإياب، لم يكن صنداونز مبادرًا ولم يشن هجماته المتتالية مثلما اعتاد، بل ترك الكرة للأهلي دون أن يسمح له بتشكيل خطورة على المرمى، إلا من فرص قليلة للغاية نتجت عن أخطاء فردية لبعض اللاعبين.
بينما اعتمد موكوينا على هذه الاستراتيجية لأول مرة أمام الأهلي، فهو اختزل مفاجأة أخرى ولعبها على طريقة فرق شمال أفريقيا في المباراة النهائي أمام الوداد.
صنداونز لعب جميع مباريات الدوري الأفريقي حتى قبل لقاء ذهاب النهائي، دون الثنائي الأهم لوكاس ريبيرو وبيتر شالوليلي، بينما لعب موكوينا كارت عودتهما قبل انطلاق مواجهة الإياب بدقائق قليلة، كما أنه دفع بالثنائي العائد من إصابة طويلة في التشكيل الأساسي.
حقيقة، فإن هذه اللعبة برعت فرق شمال أفريقيا فيها، بتسريب معلومات تفيد بإصابة بعض اللاعبين الأساسيين قبل المباريات الهامة، ثم يتم إشراكهم بالتشكيل الأساسي، وهذه المرة أتقنها صنداونز وأجاد فيها، ذلك فضلًا عن التفنن في تضييع الوقت.
شالوليلي العائد من الإصابة سجل الهدف الأول لصنداونز في مرمى الوداد، بينما شكل ريبيرو عنصر خطورة أثناء مجريات المباراة، حيث لعب الثنائي دورًا رئيسيًا في الفوز وحصد اللقب.
استراتيجية الصفقات
صنداونز أصبح بالفعل يشكل خطر حقيقي على هيمنة الأهلي الأفريقية، وكذلك فرق شمال أفريقيا.
الفريق الجنوب أفريقي أصبح يملك "سكواد" متكاملًا، كما أن عينه في اختيار الصفقات مميزة للغاية ويعرف كيف ينتقي اختياراته.
البداية مع المركز الذي يعاني معه الأهلي على مدار سنوات عديدة، وبالطبع أقصد الناميبي بيتر شالوليلي.
المهاجم القناص انضم لصفوف صنداونز، صيف 2020، وكان قيمته التسويقية تبلغ 600 ألف يورو، قادمًا من صفوف فريق جنوب أفريقي مغمور، يدعى هايلاندز بارك.
شالوليلي بعيدًا عن كونه أحد هدافي صنداونز بالموسم الحالي، برصيد 11 هدفًا، فهو ساهم بـ 103 أهداف في 128 مباراة منذ انضمامه للبرازيلين، بواقع تسجيل 81 وصناعة 22.
ومن شالوليلي إلى لوكاس ريبيرو، المنضم حديثًا هذا الموسم من فريق بلجيكي، وبقيمة تسويقية تبلغ حوالي 600 ألف يورو أيضًا.
الوافد الجديد لم ينتظر كثيرًا وانسجم مع المنظومة، وأصبح من هدافي الفريق بالموسم الحالي، حيث أسهم بـ 10 أهداف في 13 مباراة فقط.
عرش الأهلي الأفريقي
الأهلي بدأ الموسم بسيناريو لم يتوقعه أكثر المتشائمين، عقب خسارة كأس السوبر الأفريقي، ثم توديع البطولة الوليدة من المربع الذهبي.
بالموسم الماضي، استطاع الأهلي مع مارسيل كولر في التتويج بدوري أبطال أفريقيا بعد مشوار شاق ومن قلب كازابلانكا، كما أنه توج بجميع البطولات المحلية.
بينما هذا الموسم، هناك بعض الأمور التي يفتقدها الأهلي ما بين بعض الاحتياجات الفنية أو الصفقات الجديدة أو عدم تكيف المجموعة.
ويتطلع المارد الأحمر لمصالحة جماهيره من خلال منافسات دوري الأبطال، حيث يقع بمجموعة تضم شباب وبلوزداد ويانج أفريكانز وميدياما، والتي تبدو سهلة نسبيًا ولكن لا تأمن مفاجآت القارة السمراء.
الأهلي حال تأهله من دور المجموعات سواء في الصدارة أو الوصافة لن يضرب موعدًا مع صنداونز بربع النهائي، إلا أن هذه المواجهة قد تتأجل لما هو أبعد في المربع الذهبي أو النهائي حال تخطى الفريقان هذه المراحل الإقصائية، وإذا تكررت المواجهة فالمارد الأحمر سيكون مطالبًا بإقصاء صنداونز والتفوق عليه نتيجة وأداء.
بينما يحمل بيراميدز على عاتقه مهمة تمثيل فرق الشمال أمام صنداونز في دور المجموعات، حيث يلتقي الفريقين في بريتوريا 10 ديسمبر ثم 19 من الشهر نفسه بالقاهرة.