الإثنين 31 مارس 2014
06:16 م
"انسف حمامك القديم".. هي مقولة متعارف عليها لدي المصريين عندما يتم
الحديث عن التجديد والتغيير الكامل، وليس مجرد الترميم أو التغيير الجزئي،
وبالنظر حاليا للوضع داخل بيت النادي الأهلي هو المعني الحقيقي للتغيير
الكامل.
الجمعية العمومية للنادي الأهلي قالت كلمتها في الانتخابات الأخيرة، وتعاملت بمبدأ "انسف حمامك القديم" ورفضت اختيار جميع الاشخاص التي كانت مدعومة من جانب رجال المجلس السابق، واختارت قائمة كاملة شعارها "مستقبل الأهلي"، وهدفها التغيير والتطوير وعدم اقصاء أبناء النادي.
إذا كنت متواجدا في الانتخابات الأخيرة للنادي الأهلي، وتسير على قدميك تتفقد اللجان الانتخابية وعملية التصويت والفرز بالانتخابات ستجد أن قطاع كبير من الجمعية العمومية وهم يحتفلون بفوز قائمة المهندس محمود طاهر وفقا للمؤشرات وقتها وقبل اعلان عن النتيجة بشكل رسمي في كلماتهم "عودة النادي لأبنائه المخلصين".. "حسن حمدي قسم النادي".. "عايزين تغيير".. وكلمات أخري تحمل المعني ذاته.
وبما أن النادي الأهلي ليس مجرد نادي اجتماعي يحمل اهتمام اعضاءه فقط، فهو النادي صاحب الشعبية الأكبر في مصر وافريقيا والوطن العربي فالجماهير هي الأخرى يكون لها رؤية في رئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي، وقد ظهر في تلك الانتخابات أنه كان هناك اختلاف كبير بين الجماهير واعضاء الجمعية العمومية في الاختيار.
من خلال متابعة الاحاديث والنقاشات الجماهيرية المختلفة ستجد أن قطاع كبير من الجماهير كان يميل لدعم القائمة الأخرى بقيادة ابراهيم المعلم، خوفا من أن مبدأ "انسف حمامك القديم" أن يؤثر بالسلب علي النادي خاصة في الظروف الصعبة التي يعيشها مؤخرا، وتدهور نتائج فريق كرة القدم على وجه الخصوص، بجانب الخوف من أسماء وشخصيات لا تتقبلها الجماهير كانت تدعم بقوة قائمة الرئيس الحالي للنادي الأهلي.
في الوقت الحالي وبعد إعلان النتيجة بشكل رسمي وتولي المجلس الجديد مهام ومسؤولية النادي الأهلي أصبح الجميع وكما هو المعتاد داعما ومساعدا لهذا المجلس من أجل قيادة القلعة الحمراء في أصعب الفترات التي تمر على النادي خاصة في الناحية الاقتصادية، والهبوط الكبير في مستوي فريق الكرة، وإعطاء المجلس الفرصة كاملة للعمل على النهوض بالنادي.
لكن تظل مخاوف الجماهير من مبدأ "انسف حمامك القديم" في أن لا يكون البناء من جديد على اسس صلبة وسليمة تعيد للأهلي مبادئه التي تسبب المجلس القديم في تلاشيها بسبب التفكير في المادة، وأن يكون الأمر مقتصرا على عودة بعض المطرودين والمهمشين للعمل مرة أخري في النادي.
هناك ملفات عديدة ساخنة في النادي الأهلي تحتاج قرارات حاسمة وسليمة أمام مجلس الأهلي الجديد يأتي أبرزها ملف قطاع الكرة على الصعيد الفني والمادي، وتنتظر الجماهير ماذا سيفعل المجلس في هذا الملف وما هي الحلول قصيرة المدي وأخري طويلة المدي من أجل أن لا تستمر الكبوة وتطول.
أسماء كثيرة كانت تتواجد وتسير على قدميها داخل النادي الأهلي وقت العملية الانتخابية تخشي الجماهير أن يكون لها دورا مستقبليا داخل القلعة الحمراء بسبب مواقف سابقة لها جعلت قطاع كبير من الجماهير ينبذها ولا يقبل تواجدها في المنظومة الحمراء، هل يفطن لها المجلس الحالي!؟
ما يبشر بالخير وابعث الطمأنينة لدي الجماهير هو المشهد الذي شهده مقر النادي بتواجد أعضاء مجلس إدارة النادي الحالي بصحبة رئيسه وبعض الاعضاء السابقين، وتصريحات الحاج محمد عبدالوهاب الخاصة بقطاع الكرة، كل هذا ينذر بأن الأمور ستسير على ما يرام دون حدوث اي شيء يعكر حلم التغيير لدي الجمعية العمومية وأمال الجماهير في أن يظل الأهلي فوق الجميع.
لمناقشة الكاتب عبر تويتر.. اضغط هنا