الإثنين 17 نوفمبر 2014
03:27 م
كتب- كريم سعيد:
"ظل الجميع يتصارعون حول من الاجدر بإسعاف المريض ... حتي مات المريض نفسه"... تعبير قد يوصف لنا ما حدث للمنتخب الوطني خلال الـ3 سنوات الاخيرة.
ما يحدث حاليا للمنتخب المصري الذي اصبح قاب قوسين او ادني من الخروج من تصفيات التأهل للأمم الافريقية للمرة الثالثة على التوالي، امر طبيعي للغاية ومنطقي لكمية الصراعات والمؤامرات التي صنعت وحدثت حوله.
فلاش باك
ولكي نري الصورة كاملة، سيكون علينا العودة قليلا للماضي وبالأخص لشهر سبتمبر من عام 2011 والذي اعلن فيه اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر التعاقد مع المدرب الامريكي بوب برادلي لقيادة الفريق خلفا للأسطورة حسن شحاتة والذي قاده لـ3 بطولات افريقية متتالية.
بدون ادني شك، قرار زاهر بالتعاقد مع برادلي كان جيدا خصوصا في ظل المستوي الفني الرائع الذي قدمه المدرب مع منتخب بلاده في الفترة ما بين 2006 وحتي 2011 والذي تمكن خلالها من تحقيق كأس الكونكاكاف في 2007 والحصول على الوصيف في 2009 و2011 اضافة الى فضية كأس القارات في عام 2009.
بداية خناقة "برادلي – غريب"
نقطة البداية في خناقة "برادلي – غريب" كانت في شهر فبراير من عام 2012 وبالتحديد عقب "مأساة مباراة المصري والاهلي في بورسعيد" والذي نتج عنها قرار حكومي بإقالة اتحاد الكرة تبعه قرار استقالة من رئيس الاتحاد سمير زاهر وبقية الاعضاء حتي لا تتعرض الكرة المصرية لعقوبات من الاتحاد الدولي فيما يخص التدخل الحكومي في شؤون كرة القدم.
عقب هذه الواقعة تولت لجنة مؤقتة ادارة الاتحاد برئاسة انور صالح بعد موافقة الفيفا لحين اجراء انتخابات جديدة في شهر نوفمبر من عام 2012، وهي الانتخابات التي قدمت بمجلس الادارة الحالي برئاسة جمال علام ومن بين عضويته حسن فريد الذي قاتل للحصول علي منصب المشرف العام على المنتخب الاول وهو ما تحقق له رغم رفض بعض من اعضاء المجلس وقتها.
هل جربت ان تذهب الى طبيب لأخذ استشارته حول علاج نصحك به طبيب اخر؟ بنسبة لن تقل عن 90% سيقوم الدكتور الجديد بكتابة دواء جديد لك مخالف عنما كتبه لك الطبيب القديم حتي يثبت لك انه افضل منه.
وهذا بالضبط ما حدث مع برادلي وجهازه المعاون من بعض اعضاء مجلس الادارة وعلي رأسهم المشرف على المنتخب شخصيا والذي لم يكن علي وفاق معهم على الاطلاق لسبب "تافه للغاية" وهو انهم عينوا من قبل مجلس الادارة القديم ومن قبل شخص اخر غيره.
هذا الامر تم اثباته في العديد من المواقف سواء المعلنة او غير المعلنة، فيكفي حتي ذكر الموقف الذي تعرض له جهاز برادلي بالكامل في احد الفنادق خلال احد المعسكرات عندما امر مسؤولو اتحاد الكرة ان تكون "مشاريب" الجهاز واللاعبين في الفندق علي حسابهم الشخصي وليس على حساب الاتحاد بداعي "توفير النفقات" وهو امر "كوميدي للغاية" اذا ما نظرنا لمصاريف اعضاء الاتحاد انفسهم في السفريات مثلا.
*** افريقيا الوسطي ذروة خناقة "برادلي – غريب"
الفرصة الاولى للإطاحة ببرادلي جاءت عقب خروج المنتخب من تصفيات افريقيا امام افريقيا الوسطي ولكن شفع لبرادلي انه حقق فوزين هامين في بداية مشوار تصفيات المونديال والاهم كان خارج ارضه امام غينيا.
واصل برادلي مشواره وجاءت الطامة الكبرى عقب الخروج من تصفيات المونديال وكان الرحيل واجبا ضروريا خصوصا بعد الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها الفريق في غانا.
*** مصحح لتصحيح توقيت مباراة افريقيا الوسطي مع اتحاد الكرة المعين برئاسة انور صالح.
مجيئ شوقي غريب
كان مجيئ شوقي غريب للإدارة الفنية للمنتخب امر حتمي حتي في ظل بعض الاصوات التي رأت اعطاء الفرصة لحسام البدري، ولكن شوقي غريب كان قد اخذ الوعد وبات امر توليه المنتخب مسألة وقت فقط.
وهنا يأتي اهم سؤال في الامر، هل كان قرار تولي شوقي غريب تدريب المنتخب قرارا فنيا بالدرجة الاولى ام اثبات لوجهة نظر اشخاص؟
الاجابة ببساطة تتلخص في مكالمة هاتفية حدثت بين حسن فريد والكابتن مدحت شلبي مقدم البرامج في قناة "ام بي سي مصر 2" قال فيها بالعامية " ما زلت عند رائي، شوقي لازم يأخذ فرصته زي اللي قبله "يقصد برادلي"، اللي قبله كان بياخد 30 الف دولار ووصلوا لـ45 الف يورو وطلع من افريقيا الوسطي وكمل تصفيات كاس العالم، هو كويس للخواجة ووحش لابن البلد".
واضاف " هذا رائي الشخصي وما زلت مصر عليه، لابد ان يأخذ شوقي غريب فرصته حتي النهاية، محدش يحجر علي رائي."
رد حسن فريد يؤكد بما لا يدعو للشك ان الامر كله اثبات وجهة نظر ولا دخل فيها للتقييم الفني او الاداري حتي، وهو الامر الذي جعله دائم البحث عن مبررات مثل "الحظ" و"الظروف السيئة" "والاصابات" لتكون "شماعات" تبرير هزائم المنتخب مع شوقي غريب.
فالفريق الذي خسر 3 مباريات من مجمل 4 امام منافسيه المباشرين في المجموعة سواء علي ارضه او خارج ارضه، لا يمكن ان يكون "الحظ" و"الظروف السيئة" عامل دائم فيها، ولكن المشرف علي المنتخب لن يرى ذلك بكل تأكيد لان نظرته كلها منصبة ومتمركزة حول نقطة واحدة فقط هي "اثبات وجهة نظره".
واخيرا، ليست ازمة المنتخب المصري في ان بريقه انتهى في الفترة الماضية، بل المشكلة تكمن انه سيظل عاجز عن استعادة هذا البريق طالما استمر الصراع بين اعضاء اتحاد الكرة في اثبات وجهة نظر كل فرد فيهم، ونظل ندور في نفس الدائرة.
للنقاش مع الكاتب عبر الفيسبوك .. برجاء الضغط هنا
للنقاش مع الكاتب عبر تويتر .. برجاء الضغط هنا