السبت 15 أبريل 2017
04:55 م
خدعوك فقالوا أن ما تراه في مصر ينتمي لعالم كرة القدم، اذا كنت من المؤمنين بذلك فحديثي هذا لن يغير من الأمر شيء لكن إن كان لديك مساحة من عدم الاقتناع اجعلني في البداية ألقي عليك بعض الأسئلة ربما تغير بعدها وجهة نظرك عما تراه في ملاعبنا، في البداية متى كانت أخر مرة ذهبت للملعب لمشاهدة فريقك المفضل دون قيود؟ بل اترك هذا السؤال وحدثني أكثر عن رأيك في مدرجات خاوية على عروشها منذ اكثر من 4 مواسم، سأكمل عليك.. ما رأيك في طريقة نقل المباريات هنا في مصر؟ دعك من كل هذا اليك سؤالي الأخير أين نحن من كرة القدم؟ أنا لدي لدي إجابة فماذا عنك؟
بالطبع اجابتك معروفة، فطالما سألنا أنفسنا هل ما نراه عبر الشاشات من مباريات للدوري المصري هي كرة قدم بالطبع لا، نحن وإن كنا نعشق كرة القدم فليس هذا معناه أننا نملك الأدوات الحقيقة في مصر للاستمتاع بها، نعيش هنا كجمهور متذوق لا يجد نفسه سوى أمام خيارات أفضلها مشاهدة مباراة بنكهة حصة تدريبية، خالية من مفاهيم اللعبة الأساسية.
دائما كرة القدم عنوانها الرئيسي هو الجمهور، عامل النجاح الأول في المنظومة ترمومتر لقياس مكانك من الجميع، فتخيل معي أننا حتى الآن لا نستطيع إقامة مسابقة دوري بجمهور رغم كل الوعود من السادة الموقر جمعهم مسؤولي الأمن في بلدنا.
الجميع داخل دوائر صنع القرار يتعلل بإن الوضع الأمني في مصر لا يسمح بإقامة دوري في حضور جماهيري، رغم أن لديهم القدرة على ذلك لو أرادوا لفعلوا، لكنهم اختاروا أسهل الطرق وهي تريح الدماغ"، دون بذل الجهد لإيجاد حل تلك الأزمة.
دعنا نلقي نظره على الدول المحيطة بنا والتي تشاركنا نفس الظروف المعيشية والأمنية، سيزداد اندهاشك بمجرد معرفتك أن دول كالعراق وسوريا وفلسطين وليبيا يقام هناك المباريات في حضوري جماهيري كبير، ألا تزال عند رأيك أن لدي كرة قدم حقيقة في مصر؟
يحبذ الجميع النظر للغرب في محاولة للاقتاد بهم وعدم التطرق للمقارنة بالدول المحيطة، ففي الوقت الذي نمكث نحن نتحدث عن مخرج لحل أزمة الجمهور وعودته للملاعب، ووضع جدول منتظم للدوري، هناك في عالم موازي كانت رواية تكتب في أرض الألمان.
فريق بروسيا دورتموند الذي كان يتأهب لمواجهة نظيره موناكو الفرنسي في ذهاب دور الـ 8 لدوري أبطال أوروبا، تفاجأ على فاجعه أصابته بالرعب في عقر داره، فعلى بعد أمتار من حلفة الفريق وقعت 3 انفجارات بالتزامن مع الاستعداد لإقامة اللقاء المرتقب، الأمر الذي أدى لإصابة مما أد اللاعب الإسباني بالفريق مارك بارترا بجروح في ذراعه.
مدينة دورتموند قامت ببعض الإجراءات عقب التفجيرات الثلاث تلخص ما نحن فيه.
في البداية لم قررت الشرطة إهناك نشر تفاصيل الحادث بكل وضوع عقب وقوعه على الفور، كما تم إبلاغ الجماهير الحاضرة في ملعب المباراة بأن الأمور تسير على ما يرام ولا يوجد أي شيء يدعو للقلق، أعقبها بث بعد الرسائل عبر شاشات ملعب" سيجنال أيدونا بارك"، لكي يتابع الحضور ما يحدث في الخارج، للإجابة على كل الأسئلة التي تدور في أذهانهم.
كل ذلك لم يتعدى الدقائق حتى تم الإعلان عبر الشاشات بأن هناك اجتماع قبل انطلاق المباراة لتحديد الموقف النهائي من إقامتها، أعقبها قرار تأجيل اللقاء لمدة 24 ساعة، على ان تقام في اليوم التالي قبل موعدها بساعتين، كما وجهت إدارة النادي الألماني الشكر للجماهير على الهدوء والصبر وان التذاكر صالحة لليوم التالي.
وتجلى المشهد روعة حين قامت جماهير بروسيا دورتموند الألماني بمبادرة، عقب إعلان تأجيل المواجهة التي كانت ستجمع فريقهم بموناكو الفرنسي في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث وجه العديد من مشجعي دورتموند الدعوة لمحبي موناكو للمبيت في منازلهم، بعد تأجيل المباراة بين الفريقين إلى يوم الأربعاء.
ونشر الحساب الرسمي لموناكو بعض الصور لجماهير الفريق وهم في منازل أنصار دورتموند، وعلق عليها قائلا "هذه هي كرة القدم".
ودشن مشجعو دورتموند هاشتاغ "سرير للمجشعين الضيوف" أو "bedforawayfans"، لكي تتوسع الحملة، ويجد مشجعو موناكو مكانا للمبيت فيه.
درس استغرق دقائق لكنه لخص ما نحن فيه، فمازال أمامنا سنين ضوئية للوصول لطريقة التعامل مع الأزمة كما حدث في دورتموند.
لمناقشة الكاتب عبر..
فيسبوك.. اضغط هنا
تويتر.. اضغط هنا