ملوك خط الوسط في بريميرليج.. بوجبا "المزاجي".. ونسخة جديدة من كانتي

رغم تصدر لاعبي الهجوم المشهد في معظم الأوقات في منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز إلا أن دور لاعبي خط الوسط يبقى الأهم في أي فريق، سواء أصحاب المهام الدفاعية الذين يصنفون كحائط الصد الأبرز أمام خط الدفاع، أو أصحاب مهام توزيع اللعب وكذلك صناعة اللعب في الخطوط الهجومية.

كانتي.. نسخة جديدة والمجهود لم يتغير

بعدما كان الإسم الأبرز في مركز خط الوسط الدفاعي في المواسم الماضية، سواء مع فريقه السابق ليستر سيتي أو فريقه الحالي تشيلسي، تحول الفرنسي نجولو كانتي إلى لاعب جديد بمهام مختلفة تحت قيادة المدير الفني الإيطالي ماوريتسيو ساري.

ويفضل ساري الاعتماد على أحد اللاعبين المميزين في التمرير وامتلاك الكرة بشكل مميز في مركز خط الوسط الدفاعي، نظرًا لانتهاجه سياسة تميل للاستحواذ على الكرة في معظم أوقات اللقاء، وهو ما دفعه لمنح ذلك المكان إلى مواطنه جورجينيو الذي لعب تحت قيادته سابقًا في فريق نابولي الإيطالي.

تحول كانتي إلى مركز غير معتاد، حيث تقدم قليلًا في نصف الملعب المنافسين، إلا أن مجهوده الوفير لم يتغير، بل أضاف له قيمة جديدة، حيث حافظ على مهامه في قطع الكرة وإفساد هجمات المنافسين، بينما تطور هجوميًا بشكل ملفت، وظهر ذلك التطور جليًا في أرقامه، بعدما سجل ثلاثة أهداف وصنع مثلها.

بوجبا.. إمكانيات عظيمة تتحكم فيها "المزاجية"

في أفضل حالاته يكون النجم الأبرز لمانشستر يونايتد بدون منازع، لكن في بعض الأحيان يتحول إلى نقطة ضعف واضحة في تشكيل الفريق، هو الفرنسي بول بوجبا الذي حرمته مزاجيته من ان يكون أحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز في السنوات الأخيرة.

بدأ بوجبا الموسم بشكل متواضع، حيث أثرت خلافاته مع مدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو على المستويات التي قدمها في أرض الملعب، إلا أن ارتفاع معنوياته بتعيين النرويجي سولشاير كخليفة لمورينيو أتى بنتائج مذهلة على لاعب خط الوسط الفرنسي، الذي سجل أربعة أهداف وصنع ثلاثة في ثلاث مواجهات فقط.

إيركسن.. مايسترو مرغوب في كل مكان

بمستويات ثابتة، وإنتاج مبهر، يواصل الدنماركي كريستيان إيركسن تألقه بقميص فريق توتنهام هوتسبر في الموسم الحالي، مما جعله إسمًا مرغوبًا في العديد من الأندية الكبرى أوروبيًا، وأبرزها ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين.

ساهم إيركسن في عشرة أهداف خلال النصف الأول من عمر منافسات بريميرليج، حيث سجل ثلاثة وصنع سبعة، ليصبح أحد أبرز المساهمين في الموسم المميز لفريق العاصمة الإنجليزية، والذي وضعه كالعادة في دائرة التأهل لدوري أبطال أوروبا.

دوكوريه.. يايا توريه الجديد

هل من الممكن مشاهدة نسخة جديدة من الإيفواري يايا توريه الذي صالح وجال في بريميرليج بقميص مانشستر سيتي، وكان الإسم الأبرز في الفريق السماوي لفترة لم تكن بالقصيرة؟ نعم، يمكن ببساطة مشاهدة الفرنسي عبد الله دوكوريه لاعب فريق واتفورد.

مجهود مذهل، وإمكانيات هجومية رائعة بجانب الأدوار الدفاعية، منحت أرقامًا غير معتادة للاعب خط وسط دفاعي، حيث سجل ثلاثة أهداف وصنع خمسة، مما أجبر مديره الفني خافي جارسيا على الاستعانة به في أماكن متقدمة بخط الوسط في بعض المباريات، للاستفادة من تميزه الهجومي.

توريرا.. مفاجأة سارة في آرسنال

عانى فريق آرسنال كثيرًا في مركز خط الوسط المدافع بالسنوات الماضية، إلا أن التعاقد مع الأوروجواياني لوكاس توريرا أنهى قدرًا كبيرًا من تلك المعاناة، حيث نجح اللاعب ذو الجسد الضئيل والمجهود الوفير في سد الفراغ الذي تسبب في مشكلات عديدة لفريق آرسنال.

تدريجيًا فرض توريرا نفسه على تشكيل آرسنال، حتى أصبح الوجه الأبرز في فريق العاصمة الإنجليزية بالمباريات الماضية، ورغم تراجع نتائج الفريق مجددًا مع نهاية الدور الأول، إلا أن مركز توريرا لم يعد ذلك المركز الذي يسعى آرسنال إلى تدعيمه في وقت قريب.

سيلفا.. الذهب لا يصدأ

تجاوز الإسباني ديفيد سيلفا اثنين وثلاثين عامًا، ولم تتغير قيمته في صفوف فريق مانشستر سيتي حامل لقب بريميرليج، ولايزال يلعب الدور الأهم في تحكم مانشستر سيتي في مجريات اللعب أمام خصومه بمختلف إمكانياتهم.

كما حافظ سيلفا على قيمته الهجومية المميزة، حيث سجل ستة أهداف وصنع هدفين، مما خفف من وقع غياب البلجيكي كيفن دي بروينا نجم خط الوسط الأبرز في مانشستر سيتي لفترات طويلة بسبب الإصابة، وطمأن مديره الفني بيب جوارديولا.

جورجينيو.. حجر أساس فلسفة تشيلسي الجديدة

لم يخذل جورجينيو مدربه ماوريتسيو ساري، والذي أصر على لاتعاقد معه في أول قرار بعد تعاقده مع تشيلسي، رغم أنه تعاقد أثار الجدل، لعدم قبول الكثيرين من محبي تشيلسي فكرة أن يقترب لاعب آخر لمكان كانتي النجم الأبرز في صفوف الفريق.

لكن جورجينيو أكد أنه لاعب من طراز فريد، لا غنى عنه في فلسفة ساري التي تفضل الاستحواذ على الكرة لأكبر وقت ممكن، ويمنح تميز جورجينيو في التمرير نجاحًا كبيرًا لتلك الفلسفة، حيث يتصدر أصحاب التمريرات الناجحة في بريميرليج بـ 1794 تمريرة بعد 20 جولة.