وسط احتفالات نجوم ليفربول باستعادة ذاكرة الانتصارات، على حساب إينتراخت فرانكفورت، بخماسية مقابل هدف، في دوري أبطال أوروبا، اتجهت الأنظار نحو لاعب واحد فقط، هو محمد صلاح، الذي لا يزال يبحث عن استعادة لحظاته السعيدة مع الريدز.
صفق النجم المصري لجماهير ليفربول داخل ملعب دويتشه بنك بارك بعد صافرة النهاية، قبل أن يستدير ويتجه مباشرةً إلى النفق المؤدي إلى غرفة الملابس، حيث ظهر حزينًا رغم الفوز، بعدما شارك لمدة ربع ساعة فقط، وتصدى الحارس لفرصة محققة منه.
فوجئ صلاح بالجلوس على مقاعد البدلاء للمرة الثانية هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا، ليشاهد فريقه يقدم أداءً مميزًا، ويحقق فوزًا عريضًا، بعد سلسلة من النتائج السلبية.
وشارك صلاح من على مقاعد البدلاء، قبل 16 دقيقة من النهاية، عندما حل بديلًا للمهاجم الفرنسي هوجو إيكيتيكي، رغم إصابة ألكسندر إيزاك بين الشوطين، لكن المدرب أرني سلوت فضل الدفع بفيديريكو كييزا بدلًا منه، مع بداية الشوط الثاني.
ووصل صلاح لسلسلة 6 مباريات بدون تسجيل، وهي أصعب فترة لمحمد صلاح في مسيرته الممتدة لثماني سنوات مع ليفربول، فسجله الحالي، بثلاثة أهداف في جميع المسابقات (أحدها من ركلة جزاء ضد بيرنلي)، هو أقل حصيلة له في هذه المرحلة من الموسم.
وأوضحت شبكة ذا أثلتيك، ، أنه لا يمكن استبعاد تقدم صلاح في العمر حيث بلغ 33 عامًا، ووصفت ذلك بأنه "لا يمكنه الضحك في وجه الزمن إلى الأبد"، وأشارت في الوقت ذاته إلى أن الموسم لا يزال في بدايته بشهر أكتور، وبعد صيفٍ حافلٍ بالتغييرات الجذرية في قائمة ليفربول، سيحتاج صلاح للتأقلم معها.
وأضافت أن صلاح فقد اثنين من اللاعبين الثلاثة الذين صنعوا له أكبر عدد من الفرص الموسم الماضي، وهما لويس دياز (الذي انضم إلى بايرن ميونيخ) وترينت ألكسندر-أرنولد (الذي يلعب الآن في ريال مدريد).

ووفقًا للشبكة ذاتها، فإن الفرص المصنوعة لصلاح أصبحت أقل بكثير، ويعد كودي جاكبو هو أكثر اللاعبين الذين صنعوا فرصًا للنجم المصري هذا الموسم.

وقدم صلاح أداءً تاريخيًا مع ليفربول في الموسم الماضي، حصد على إثره العديد من الجوائز الفردية، وقاد الفريق للفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما ساهم بـ 57 هدفًا (34 هدفًا و23 تمريرة حاسمة) في جميع المسابقات، ليستحق تمديد عقده مع الريدز.
كما أنه من الخطأ عدم الأخذ في الاعتبار تأثير وفاة ديوجو جوتا في يوليو حسبما وصفت الشبكة، على مستوى صلاح، الذي ظهر متأثرًا بعد لقاء بورنموث في أغسطس الماضي، وكتب الصحفي جيمس بيرس: "إنه يستحق التعاطف والاحترام بدلًا من النقد".
وأصبح النقاش المثار في الصحف الإنجليزية، حول أحقية صلاح في المشاركة بالتشكيل الأساسي لكتيبة الريدز، لأول مرة منذ انضمامه في صيف عام 2017.
وبعد تألقه أمام فرانكفورت، أصبح من الصعب جلوس فلوريان فيرتز على مقاعد البدلاء مجددًا، بعدما صنع هدفين لزملائه، ويبحث عن هدفه الأول مع ليفربول، بينما سيصبح السؤال بشأن من سيجاور إيكيتيكي في الهجوم.
وسيغيب ألكسندر إيزاك بنسبة كبيرة عن لقاء برينتفورد المقبل، بداعي الإصابة، ليصبح على سلوت الاختيار بين إعادة الثقة لصلاح، أو منح الفرصة لكييزا الذي قدم مستويات جيدة هذا الموسم.
وكان صلاح قد تعرض لانتقادات كبيرة من بعض نجوم الكرة الإنجليزية السابقين، مثل جيمي كاراجر مدافع ليفربول وبول سكولز لاعب وسط مانشستر يونايتد، وفي المقابل أكد سلوت أن قرار وضعه على مقاعد البدلاء كان أمرًا صعبًا.