جميع المباريات

إعلان

من السعودية إلى أوروبا وأمريكا.. هل كأس العالم للأندية يؤكد قوة أو ضعف أي دوري؟ (دراسة)

الهلال فلومينينسي

من مباراة الهلال ضد فلومينينسي في كأس العالم للأندية

مع قرب انتهاء مباريات كأس العالم للأندية، ظهرت عدد من الدراسات حول المستوى الذي ظهرت به الأندية المشاركة في البطولة، خاصة أنها الأولى من نوعها التي تجمع هذا العدد من الأندية من جميع قارات العالم في آن واحد.

الأداء المبهر الذي قدمته أندية البرازيل في المونديال، وتأهل بالميراس وفلومينينسي إلى دور الثمانية، إلى جانب الهلال السعودي، تسببت في وجود دراسات عدة ناقشت قوة وتطور الأندية حول العالم، بل ومقارنتها بفرق أوروبا.

الهلال تفوق على مانشستر سيتي الإنجليزي في ربع النهائي، لكنه ودع بعد ذلك على يد فلومينينسي، فهل الدوري السعودي أقوى من نظيره الإنجليزي؟ هل ممثل البرازيل أكثر تطورًا من كلا الفريقين؟ وهل قوة الدوري البرازيلي كانت السبب في تأهل أربعة فرق ممثلة له في المونديال إلى دور الـ16 منهم ثنائي كمتصدر للمجموعات؟

وفقًا دراسة أجرتها مؤسسة توينتي فيرست، وهي شركة ذكاء اصطناعي رياضية تُقدم استشارات للأندية والدوريات والمستثمرين، ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإنه توجد حالة تفاوت في الجودة بين عدد من الدوريات المُمثلة في كأس العالم، بل يمتد هذا التفاوت إلى الأندية المكونة لكل دوري واحد.

حالة التفاوت التي وُصفت بعدم المساواة -وفقًا لنتيجة الدراسة- في كرة القدم بين أندية الدولة الواحدة، لها دورًا في التأكيد على أن قوة أفضل الفرق التي تمتلك ميزة التنافس على البطولات، ليس بالضرورة أن تؤكد جودة الدوري بأكمله.

الدراسة اعتمدت على خوارزمية ذكاء اصطناعي آلية لتوليد تصنيف واحد لكل فريقٍ في كرة القدم العالمية، تمكنها بعد ذلك من حساب قوة الدوري من متوسط ​​تصنيف كل فريق، وقامت بتطبيقها على 9 دوريات شاركت منها أندية في كأس العالم.

الدوريات التي ظهرت في الدراسة هي، الإنجليزي، الإسباني، الإيطالي، الألماني، الفرنسي، البرازيلي، البرتغالي، الأمريكي والسعودي، والتي تتكون بياناتها من:

1- النقطة باللون الأحمر: الفريق المشارك في كأس العالم للأندية
2- النقاط باللون الأصفر: باقي الأندية المشاركة في الدوري المحلي
3- الخط العرضي الأسود: الخط الموازي لعدد نقاط قوة لدوري المحلي
4- النقاط الملونة أعلى الخط الأسود: الأندية التي تمتلك نقاط قوة تنافسية
5- الأندية اللونة أدنى الخط الأسود: الأندية الأقل في نقاط القوة التنافسية

وكما يظهر، هناك فاوت كبير في نقاط القوة بين كل دوري (الأرقام من 200 إلى 1000 بالشكل الطولي)، ولكن بعض الأندية تتميز عن غيرها، فقوة الدوري لا تقتصر على قوة الأندية، بل أيضًا على التوزيع المتماسك والقريب للفرق داخل الدوري الواحد.

على سبيل المثال الدوري البرازيلي الممتاز الذي يمكن تصنيفه بأقوى سادس دوري وفقًا لنقاطه (600 نقطة)، يُبرز تنافسية القسم من الأعلى إلى الأسفل، ربما يُظهر 3 فرق مشاركة في المونديال بعيدة نوعًا ما، لكن تراكم باقي النقاط الملونة في مسافات قليلة للغاية، يؤكد قوة وحجم التنافسية به.

يتضح هذا عند مقارنة الانحراف المعياري لتصنيفات الفرق في كل دوري، وينظر هذا المصطلح الإحصائي إلى تباين مجموعة من الأرقام، فكلما زاد الانحراف المعياري، زاد تباين التصنيفات داخل الدوري المعني.

لكن عند النظر إلى الدوري الأمريكي، فإنه يأتي بأقل انحراف معياري وأعلى تنافسية إحصائيًا، وتتراكم به الأندية في مسافات ضئيلة، وربما يكون السبب نظرًا لنظام سقف الرواتب في الولايات المتحدة، ومن ثم يأتي الدوري البرازيلي في المرتبة الثانية بفارق ضئيل.

وعلى النقيض، الدوري السعودي يظهر بأعلى انحراف معياري في جميع الأقسام، ووفقًا للدراسة فإن ذلك يرجع لحجم الإنفاق الذي تقوم به أندية الهلال تحديدًا، ومن بعده الاتحاد، النصر والأهلي، مقارنة بإنفاق باقي الأندية في المسابقة.

"نصنف حاليًا الدوري البرازيلي الدرجة الأولى كسادس أفضل دوري عالميًا، لذلك توقعنا أن تكون الفرق البرازيلية الأربعة قادرة على المنافسة قبل البطولة"، هكذا صرح أوريل ناظميو، كبير علماء البيانات في مجموعة توينتي فيرست، صاحبة الدراسة.

ووفقًا لتصريحات ناظميو، فإن مؤسسته تصنف الدوري السعودي بين أفضل 50 دوريًا حول العالم، لكنه يًصنف أيضًا في المرتبة الخامسة من حيث عدم المساواة من ناحية الجودة، في ظل وجود الهلال (الأول سعوديًا) بالتصنيف رقم 132 عالميًا، محصورًا بين يونيون برلين الألماني ولاس بالماس الإسباني.

معيار عدم المساواة في السعودية يأتي لعدة أسباب، من بينها تواجد فريق العروبة في المركز 2405 عالميًا رغم إنهاءه الموسم الماضي في المركز 17، أي أن الفارق بين ثاني ترتيب الدوري السعودي والمركز 17 أكثر من 2150 مركزًا عالميًا، وعليه فإن نجاح الهلال في المونديال لا يثبت ارتفاع جودة الدوري السعودي بأكمله.

كرة القدم الأوروبية ليست بمنأى عن هذا التفاوت، حيث يهيمن باريس سان جيرمان في فرنسا، ويهيمن الثلاثي البرتغالي بنفيكا وبورتو وسبورتنج لشبونة على دوري الدرجة الأولى، وكذلك بايرن ميونخ في ألمانيا.

ويبدو من الرسم البياني السابق للدراسة، الفارق الكبير بين باريس سان جيرمان في المقدمة باللون الاحمر، ومن خلفه باقي أندية الدوري الفرنسي، لكن مراعاة تفوق نقاط قوة الدوري بشكل عام على الدوري الإيطالي مثلًا، وتقاربها من ألمانيا وإسبانيا.

فيديو قد يعجبك:

التعليقات