يظن من يتابع لامين يامال لاعب برشلونة المراهق، وما ينشر عنه من خلال وسائل التواصل الإجتماعي أن الإسباني الدولي ذو الأصول المغربية يذهب بالاستمتاع في الحياة الشخصية إلى حدود تتعارض مع متطلبات كرة القدم.
حياة يامين يامال الذي بلغ عامه الـ18 قبل أيام قليلة كتاب مفتوح أمام الجميع بسبب وسائل التواصل الاجتماعي وما ينشر من خلالها على مدار عامين خاصة خلال فترة الإجازة السنوية لنجوم كرة القدم.
لكن هل ما يقوم به يامال خارج الملعب له تأثير سلبي على ضروريات كرة القدم داخل البساط الأخضر؟
تقول صحيفة "سبورت" الكتالونية إن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، لأن لامين الذي بدأ هذا الموسم لاعب أكثر انسجاما، ويقدم أداءً أفضل، وكما تشهد الأرقام، يشارك أكثر في الأعمال الدفاعية، سواء في برشلونة أو مع المنتخب الإسباني.
ووصحفة الصحيفة اللاعب أنه باختصار، "سوبر لامين"، بعدما أصبح أكثر نضجًا في لعبه رغم صغر سنه، وأكثر وعيًا بدوره على أعتاب الفوز بالكرة الذهبية.
التوهج مع إسبانيا
في آخر مباراة للمنتخب الإسباني، والتي انتهت بفوز ساحق لصالح لاروخا في تركيا، استعاد لامين يامال ست كرات (الثالث بين جميع لاعبي الفريق) وساهم في أربع عمليات دفاعية.
لفتت يامال الأنظار دفاعيًا في إحدى الألعاب بعدد الأمتار التي ركضها بانضباط لاستعادة الكرة المفقودة، صورة وهو ما يعيد إلى الأذهان أيضًا بمباراة برشلونة الأخيرة في دوري أبطال أوروبا ضد إنتر ميلان، وهذا ما يؤكد إنه قادر بالفعل على حمل الفريق على عاتقه في مناسبات عديدة.
أرقام لا تكذب
إذا حللنا إحصائيات موسم الدوري الإسباني الماضي مع برشلونة، وما تحقق منذ بداية الموسم، وكذلك في ملاعب صعبة مثل مايوركا وليفانتي ورايو فاليكانو، نرى كيف أصبح لامين يامال أكثر انظباطًا من أي وقت مضى، وأصبح لاعبًا أكثر تكاملاً، هجوميًا ودفاعيًا.
في الهجوم، يُسدد لامين يامال أكثر هذا العام (متوسط 6.7) مما كان عليه الموسم الماضي (4.1)، وهو فرق قد لا يبدو للوهلة الأولى ذا دلالة كبيرة، لكن مع مقارنته مباراةً بأخرى، يزداد وضوحًا.
كما هو الحال مع المراوغة، التي تُعدّ بلا شك إحدى أبرز مهارات اللاعب، وقد أصبحت هذه المهارات حاسمة بشكل متزايد، وليس للاستعراض دون فائدة.
فقد ارتفع معدل المراوغات الصحيح من 4.6 كرة في المباراة الواحدة الموسم الماضي إلى 6 كرات حاليًا.
إذا نظرنا إلى تأثيره على اللعب الجماعي للفريق، نلاحظ أيضًا زيادة ملحوظة في حركات مثل لمس الكرة (من متوسط 67.5 إلى 77.3 حاليًا) والتمريرات الحاسمة (من 1.9 إلى 2.3)، وأصبح لامين أكثر مشاركة، ويعتمد عليه زملاؤه بشكل متزايد لأنهم يعرفون أنه حاسم.
مثال آخر على ذلك هو عدد المنافسات الفردية التي يدخل لامين ويفوز بها ضد خصمه، والتي ارتفعت إلى 10.7 في المباراة الواحدة، مقارنةً بـ 7.5 في الموسم الماضي، وهذه زيادة ملحوظة للاعبٍ يُفضل الاحتكاك دون المخاطرة.
ويمكن ملاحظة التحسن في الأداء الهجومي والإبداعي مع ازدياد دوره كلاعب رئيسي، لكن الجانب الأكثر إثارةً للإعجاب هو تحسن لامين يامال في المفاهيم الدفاعية.
وهكذا، فقد نما من حيث عدد التدخلات الدفاعية في المباراة الواحدة (حتى 2.3، مقارنةً بـ 1.2 سابقًا) أو في تفاصيل مهمة مثل الأخطاء المرتكبة (من 0.9 إلى 1.3)، وهذا ليس عاملًا سلبيًا، بل دليل على بذل أقصى جهد ممكن لمصلحة الفريق.
عمل فليك ودي لا فوينتي
يُحوّل كل من هانسي فليك في برشلونة ولويس دي لا فوينتي مع المنتخب الوطني لامين يامال إلى لاعب كرة قدم أكثر تكاملاً والتزاماً بفضل نصائحهما وتكتيكاتهما.
وقد صرّح المدرب الألماني مراراً في المؤتمرات الصحفية بأن اللاعب الصاعد "عبقريٌّ حقيقي، لكن يجب أن يبقى كذلك دائماً"، ولا شك أن هانسي يعمل ليصبح نجمه لاعب كرة قدم متكامل، مع وجود مجال واسع للتطور
من جانبه، يُدافع المدرب الإسباني بشدة عن عمل اللاعب، الذي قارنه حتى بكارلوس ألكاراز، الفائز مؤخراً ببطولة أمريكا المفتوحة للتنس، بتصريحٍ لاذع: "إنهم لا يفوزون بالمباريات لمجرد ذهابهم إلى إيبيزا، دعونا نُقدّر ما يفعلونه".
يُسجل أو يُمرر أو كليهما معًا
بدأ لامين يامال الموسم بتألقٍ باهر، والدليل على ذلك أنه في جميع مبارياته الرسمية الخمس هذا الموسم (ثلاث مباريات مع برشلونة في الدوري الإسباني ومباراتان مع إسبانيا في تصفيات كأس العالم)، سجّل هدفًا واحدًا على الأقل. أي أنه إما سجل، أو مرر، أو كليهما في الوقت نفسه.
وهكذا، ظهر يامال لأول مرة في الجولة الأولى من الدوري الإسباني، على ملعب سون مويكس، بهدفٍ حسم الفوز بنتيجة 3-0، ومرر تمريرة حاسمة لزميله رافينيا ليفتتح التسجيل.
في مباراة ليفانتي مرر لامين التمريرة الحاسمة إلى بيدري ليبدأ العودة، وجاء هدف الفوز بعد أن أرسل أوناي إلجيزابال كرةً بالخطأ في مرماه، لا يُحتسب تمريرةً حاسمةً، لكن تأثيره على اللعب واضح.
في مواجهة رايو فاييكانو واصل لامين سلسلة أهدافه بتسجيله هدف برشلونة الوحيد من ركلة جزاء.
انضم لامين إلى المنتخب الوطني وكان عنصرًا أساسيًا مرة أخرى، لم يسجل، لكنه أضاف ثلاث تمريرات حاسمة في مباراتين (اثنتان لميكيل ميرينو وواحدة لفيران توريس).