الإثنين 1 مارس 2010
04:55 م
السعودية – (محمد جابر):
فرضت النتائج المخيبة للآمال لكل الفرق السعودية المشاركة في أبطال آسيا باستثناء الهلال ليكون هناك سؤال يفرض نفسه آلا وهو هل كرة القدم السعودية في طريقها لفقد سيطرتها القارية ؟ وهل جاءت النتائج المخيبة للآمال لـ 3 فرق في الجولة الأولى بدوري المحترفين الآسيوي لتؤكد أنها لا تسير إلى ما هو مخطط لها من أجل استعادة وهجها القاري؟.
بخلاف ذلك، بقيت الكرة السعودية بعيدة عن تحقيق بطولتها المفضلة وهي كأس آسيا، حيث لم تنلها منذ عام 1996، كما أنها فقدت مقعدها شبه الدائم في نهائيات كأس العالم بغيابها عن المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا الصيف المقبل لحساب منتخبات أقل منها، إضافة إلى أن علاقتها بكأس الخليج بدت فاترة في الفترة الأخيرة بذهاب آخر 3 ألقاب لصالح قطر والإمارات وعمان.
وفي المراحل السنية أخفقت الكرة السعودية في تحقيق الكأس الآسيوية للشباب منذ عام 1992، كما أن هذه الفئة لم تذق طعم المشاركة في كأس العالم منذ 2003، وفي درجة الناشئين كانت البطولة الوحيدة قبل 22 عاماً.
ما يقود لطرح التساؤلات عن أسباب هذا التراجع هو الدهشة والاستغراب باعتبار أن منظومة كرة القدم السعودية في الوقت الحالي تشهد ازدهاراً مالياً وتنظيمياً وفكرياً يفوق ما كان عليه الوضع إبان إنجازات الكرة السعودية التي أعطتها السمعة القارية.
ويرجع مراقبون أسباب ابتعاد الكرة السعودية عن القمة والانخفاض المخيف لعدد الممارسين من النشء للعبة في المملكة وعلى مستوى الأحياء والحواري، إلى قلة المساحات المتاحة لممارسة اللعبة الشعبية الأولى وخاصة في المدن الكبرى كالعاصمة الرياض وجدة فهما المدينتان اللتان من المفترض أن يزيد فيهما عدد مزاولي كرة القدم وما يؤكد صحة هذا القول أن أندية الاتحاد والأهلي والهلال والشباب والنصر تعتمد وبنسبة كبيرة على لاعبين يأتون لها من مدن أخرى.
كما أن طغيان العمران ساهم في تقليل الممارسين للعبة كرة القدم، فأصبح وجود ملعب في الأحياء من الصعوبة، فكثير من اللاعبين الشباب اتجهوا للعب الكرة في الكثير من الأحياء بمواقف مسفلتة للسيارات لا تتعدى مساحتها مساحة ملعب كرة يد.
وهناك من يُرجع أحد مشاكل الكرة السعودية على مستوى الممارسة، إلى رداءة معظم ملاعب أندية الدرجة الأولى والثانية وكذلك الثالثة رغم أنها تمثل الشريحة الكبرى من بين عدد الأندية السعودية البالغ 153 نادياً، مما أدى إلى لجوء هواة كرة القدم للعب في الملاعب الخاصة بدلاً من التسجيل في الأندية رغم التكلفة المادية المرتفعة لهذه الملاعب والتي تتراوح بين 200 و500 ريال لساعة ونصف الساعة هي زمن المباراة.
البعض يٌضمن حلوله ضرورة ترك مساحات لملاعب كرة القدم في المخططات الجديدة وأن يكون عددها كافياً خصوصاً في المدارس.
وفي هذا الاتجاه تأتي الخطوتان المتزامنتان من أهم جهتين رسميتين مسؤولتين عن الشباب في المملكة هما وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب بدعم مالي حكومي لعمل وزارة التربية والتعليم على التوسع في إنشاء الصالات الرياضية في مدارسها وزراعة ملاعب كرة القدم في المدارس التي تحت الإنشاء أو المنشأة مهمتين ومفيدتين.
أما الرئاسة العامة لرعاية الشباب فقد استطاعت إقناع وزارة المالية بأهمية المنشآت الرياضية للأندية وبأنها السبيل الوحيد للنهوض بالرياضة السعودية وخاصة في مجال كرة القدم، ونتيجة لذلك تم اعتماد مقرات لعدد من الأندية في الميزانية الحالية منها هجر والتهامي والتعاون والترجي والأنوار وضمك وعكاظ بالإضافة لمدينة رياضية في سكاكا.