جميع المباريات

إعلان

يوليوس قيصر وتناقض جمهور الكرة

كريم ضيف الله

"حتى أنت يا بروتوس" قال يوليوس قيصر هذه الكلمات وخنجر بروتوس - صديقه الحميم - يغرز بصدره ،بعدها وقع قيصر على الأرض بعدما مات مصدوما من غدر الاصدقاء والأعداء معا.

خرج بعدها بروتوس إلى جموع الشعب الغفيرة التي كانت منتظرة خطاب من قيصرهم العظيم وألقى خطبة عصماء معترفا بارتكابه جريمة قتل القيصر مبررا لهم قتله بأنه كان يهدف إلى صالح روما.

أقنع بروتوس الشعب بعد هذه الخطبة وأصبحوا يتغنون "المجد لروما والموت لقيصر" وكأنهم لم يكونوا منذ لحظات مشتاقين لخروج قيصر عليهم كي يحتفل معهم بصفته الرجل الأقوى لروما.

وفي خضم هتافاتهم ضد القيصر خرج عليهم مارك أنطونيو - الخادم المطيع ليوليوس قيصر- بخطبة أخرى مبرزا انجازات القيصر وكيف كان يسعى لمجد روما وكيف أنه مات غدرا على يد أناس حاقدين ،كل ما كانوا يسعوا إليه هو مجدهم الشخصي.

هنا تغير موقف جمهور روما 180 درجة وهاجوا وماجوا مرددين إسم القيصر ومنادين بالموت لقتلته ومن عاونهم بعدما كانوا منذ لحظات على النقيض تماما.

لا أعلم لماذا أتذكر هذا المشهد بالذات من مسرحية "يوليوس قيصر" لوليم شكسبير وأنا أشاهد حال جمهور الكرة المصرية ولا أبالغ اذا قلت أن بعض من يدعون نفسهم بالإعلاميين الرياضيين كذلك.

فجمهور الكرة المصرية عاطفي يغير مواقفه بين موقف وأخر حتى أنه في نفس القضية قد تجده بين ليلة وضحاها على النقيض تماما:

* ليلة تراه يلعن فرانسيس وتارة تراه يشيد به لمجرد أن اللاعب لعب مبارتين دون ارتكاب عدد كبير من الأخطاء.

*يضحكون ويستمتعون بأسلوب عمرو أديب الإعلامي وابراهيم عيسى الصحفي وينتقدوهم لزملكاويتهم.

*الوقوف مع الأمن ومساندته في أحداث مباراة كفر الشيخ الودية مع الأهلي ومباراة الأهلي والزمالك لكرة اليد وبعدها بأيام إنتقاده في أحداث مباراة الترجي التونسي.

*هذا الإعلامي ينتقد مرتضي منصور ويسبه بأبشع الإيحائات ثم يخرج علينا مشيدا به وبإنجازاته وبفكره المستنير.

*وذلك الإعلامي يكون أحد الأسباب الرئيسية في إثارة الفتنة بين مصر والجزائر ثم تتغير مواقفه ويدعو للوحدة والتأخي بين الشعبين الشقيقين دون توجيه ولو حتى إعتذار عن حماقاته السابقة.

*المعلم حسن شحاته بطل مصر القومي لهزيمته "المشرفة" أمام المنتخب البرازيلي .. وتعلق له المشانق لهزيمته "المذلة" من المنتخب الأمريكي مع أن الأمر في النهاية هزيمة مع اختلاف مقاييسها.

التناقض والتحامل الغير مبرر مرض كبير وخطير يهاجم العقول نعاني منه بشكل خاص في الوسط الكروي على المستوى الإعلامي والشعبي ويجعل الأمم الاوروبية تتهمنا بالعاطفة الغير مبررة التي قد تصل مداها الى النفاق من أجل تحسين صورة من نحبه حتى وان كان ذلك على حساب كشف الحقائق.

فالزيف زيف والحق حق مهما اختلفت الأسماء واختلفت الادعائات ولا يوجد شيء اسمه التغطية على المشاكل من أجل المرور من الأزمة مثلما حدث مع المنتخب المصري ابان فترة مباراة الجزائر أو مثلما يحدث الان مع النادي الأهلي.

لذلك دعوة لوقفة مع النفس للتخلص من التناقض الذي يسيطر على العقول .. فالله وهبنا العقل للتفكير وليس لإشعال الفتنة لمجرد كسب الصيت وحب الجماهير مستغلا نظرية  "مات الملك عاش الملك".  

فيديو قد يعجبك:

الإحصائيات

جميع الإحصائيات

إعلان

أخبار تهمك

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن