الأحد 2 أبريل 2017
12:57 م
الساعة التاسعة من مساء السبت الأول من أبريل لعام 2017 كانت نقطة فاصلة فى تاريخ أحد أغرب الصفقات فى تاريخ الأهلي ، الإيفوارى سليماني كوليبالي بطل مباراة الأحمر والداخلية ونجمها الأول .
قبل السبت كان صاحب قرار التعاقد مع كوليبالي مجهول الكل داخل الأهلي رمي الكرة فى ملعب الأخر ، لجنة الكرة ، حسام البدرى ، اللجنة الفنية ، لا أحد يعلم حتى هذه اللحظة صاحب القرار ومن قيم كوليبالي ومن شاهد له مباريات.
اللاعب تعرض لإنتقادات اعلامية لاذعة قبل أن يمنح ولو فرصة حقيقية عززها الجهاز الفنى للأهلي بقيادة حسام البدرى الذى سبح مع التيار مؤكداً أنه لم يشاهد سوى مقاطع لمهاجم فريقه الجديد ، يصرح فى أكثر من مناسبة أنه كان الخيار الأخير ، بعد دوللي واسيفوه ، يعلن عن قراره بعدم الإعتماد على مقاطع الفيديوهات فى تقييم اللاعبين مرة أخرى ليبعث برسالة مضمونها أن الأهلى تورط فى صفقة كوليبالي .
طه اسماعيل عضو لجنة الكرة بالأهلى يؤكد أن البدرى هو صاحب القرار فى التعاقد مع كوليبالي ، البدرى يرد أنه لم يساهد له سوى مقاطع وأن اللجنة الفنية هى من قيمت اللاعب واللجنة الفنية ترد أن دورها استشارى ووسط كل هذا يطرح اسم أجانب لتدعيم الأهلى فى مركز كوليبالي منهم تحديداً بيليات وكأن كوليبالي يلعب فى فريق منافس أو حصل عليه الأهلي على سبيل الإعارة.
سيل التصريحات واللقاءات والنيل والتخاذل فى الدفاع عن لاعب سقطة إدارية فى حق الجهاز الفنى للأهلى الذى ترك لاعبه يدافع عن نفسه فى قناة ناديه ضد تلميحات المدير الفنى بأنه لاعب فيديوهات ، سقطة ضد قواعد مهنة المدير الفنى الذى يجب أن يعي كيفية قيادة فريقه والتعامل نفسياً مع لاعبيه ، ضد قواعد الإحتراف فى استغلال لاعبيك حتى نهاية عقدهم ، ضد المنطق للاعب هداف فريقه فى اسكتلندا لم يحصل على فرصة ويتم النيل منه بهذه الطريقة ، المدرب يجب أن يدافع عن لاعبيه لا يتضامن مع المهاجمين ، حتى لو أعلن أنه لن يعتمد على اسلوب مقاطع الفيديوهات عليه أن يحتفظ بقراره لنفسه وفى الغرف المغلقة وليس الخروج لوسائل الإعلام للتنصل والدفاع عن نفسه ضد توقع ثبت خطأه.
كوليبالي من المؤكد أنه من المبكر جداً الحكم عليه والقطع أنه نجم جديد ، ولكن ما قدمه يؤكد أن ما روج عن امكانته افتراء أو فشل فنى فى التقييم ، لمساته تؤكد أن مهاجم جيد يملك امكانات لاعب كرة ، اى مدرب مبتدأ يعرف القليل عن علم الإختبارات والمقاييس يعرف أن الموضوعية أول عناصر الإختبار ومن بعدها الصدق ومن عناصره الصدق السطحي ، بمعني أن المدرب الذى لم يمنح فرصة للاعبه للحكم عليه بموضوعية ولا يملك القدرة على الصدق السطحي أو الظاهري بمعني اكتشاف أن هذا اللاعب يملك مقومات لا يستحق التدريب من الأساس لأنه فى هذه الحالة لديه خلل فى الإختيار والتقييم والإختبار وسيكبد النادي الذى يدربه خسائر بقراراته الخاطئة .
ويبقى السؤال الأهم هل الدفع بكوليبالي كان مدروساً ؟
بكل تأكيد ، كوليبالي كان يُمنح الفرصة للحكم عليه وليس للثقة فى امكاناته ، قالها محمد بركات نجم الأهلى السابق امس أن كوليبالي فاجأ الجهاز الفنى وقالها علاء ميهوب ايضاً أمس أن البدرى لم يكن مقتنعاً بامكانات كوليبالي وانه ابلغه من يومين فقط أن المهاجم بدأ يدخل فى الأجواء ، القريب من تدريبات الأهلي والجهاز الفنى يعلم ويثق أن ما فعله كوليبالي كان مفاجأة بكل المقاييس وشكل حرجاً للجهاز الفني وللجنة الكرة وأن التوقيت لم يكن مدروساً بل جاء بالصدفة عكس ما روج له سيد عبد الحفيظ مدير الكرة.
كوليبالي كان يستطيع المشاركة بمباراة السوبر فى ظل اصابة مروان محسن ولكنه لم يشارك ، كان يستطيع المشاركة بمواجهتي بيدفسيت التى كان من الوارد أن يخرج الأهلى أمامه مبكراً من دورى أبطال افريقيا ولم يشارك ، فهل تعاقد الأهلى مع مهاجم اجنبي للمشاركة فى كاس مصر ومباريات الدورى ويهدر جهازه الفنى فى الاستفادة منه فى بطولتين مهمتين خسر واحدة وكان يمكن ان يودع الأخري ومهاجم مثل هذا حبيس فى المدرجات خارج الـ 18؟.
الجهاز الفنى والمدير الفنى للأهلى عليهم التخلي عن كبريائهم والإعتذار للاعب عن هذا التسرع فى إصدار الأحكام ، سواء فى طريقة اختيار الأجانب والإعلان عنها عبر وسائل الإعلام أو عن التخلي عن دعم لاعبهم وتصنيفه بالخيار الثالث لإخلاء مسئولياتهم، وعلى لجنة الكرة مرة أخرى أن تراجع المدير الفنى فى بعض قراراته خاصة فى الإختيار والتقييم ولا تكتفي بنظرته الفنية وفى النهاية تعمل ما فى صالح الفريق حتى لو كان مخالفاً لنظرته الفنية .
كوليبالي اثبت أن الجهاز الفنى للأهلى يخطأ فى تقييمه ونظرته للأمور وأن من يبلغون 16 أو 17 عاماً قد يكون رأيهم صحيحاً فى بعض القضايا لأنهم يتحلون بالموضوعية بعيداً عن هوس الإنسجام .
للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك اضغط هنا