EFE
السبت 13 يناير 2018
06:11 م
تمكنت النساء السعوديات لأول مرة من الهتاف من مدرجات ملعب كرة قدم، خلال المباراة التي جمعت بين الفريقين السعوديين الأهلي والباطن، في حدث تاريخي غير مسبوق في وقت يشهد تحسنات في حقوق المرأة بالبلد العربي، رغم تقييد المملكة السعودية المحافظة لحرياتهن.
وفي حديثها لـ(إفي)، عن المباراة التي أقيمت الليلة الماضية بمدينة جدة وانتهت بفوز الأهلي بخمسة أهداف نظيفة، تعبّر أفنان الشريف (28 سنة) عن حماسة غير عادية وترقب وشغف للمباراة، فهي تنتمي إلى أسرة أهلاوية عريقة: "منذ سنوات، أشعر بغصة حين يحين موعد المباراة فيذهب أبي مع إخوتي لحضورها وأكتفي بمشاهدة اللعبة من التلفزيون".
وأضافت أفنان: "حقق النادي الأهلي بطولة الدوري في العام 2016 ، ولم أكن قادرة على الاحتفال والتشجيع كما هي حال إخوتي وأقربائي الذكور".
وقالت أفنان إن والدها كان يواسيها بعبارات متفائلة: "سيأتي ذلك اليوم الذي تهتفين فيه من المدرجات" مضيفة "وها قد أتى هذا اليوم، وتحققت نبوءة أبي".
وتمكنت أفنان من الجلوس بجانب والدها في المدرجات في حين لم تتمكن أخريات من الاستمتاع بالمباراة بجانب أقاربهن الذكور، حيث يجبر هذا الاجراء الجديد النساء على الجلوس في مقاعد مخصصة مفصولة بأسياج عن مدرجات الذكور.
وتمكنت أفنان ونحو 1200 امرأة من ارتداء الألوان، متغاضيات عن التقييدات السعودية التي تحتم على النساء في المجتمع السعودي ارتداء اللون الأسود بشكل إلزامي، حيث أصبحت الألوان الغامقة متاحة، ثم بدأت النساء يرتدين ألوان أخرى أقل تحفظاً، دون أن يكون هناك إعلان رسمي بذلك.
ويأتي قرار حضور النساء للمباراة ضمن سلسلة من القرارات التي اتخذتها السلطات خلال الآونة الأخيرة، عقب تنصيب محمد بن سلمان (32 عاما) وليا للعهد السعودي، لترفع قيوداً كبّلت المجتمع عقوداً طويلة، وحرمت سكان المملكة من متعٍ ترفيهية تراها شعوب أخرى ضمن المسلّمات المفروغ منها، مثل السينما وقيادة المرأة والحفلات الغنائية.
وكانت الحكومة قررت أواخر شهر أكتوبر السماح للنساء بحضور المباريات في ثلاثة ملاعب (جدة والرياض والدمام) على أن يتم تهيئة بقية الملاعب تباعاً.
وأشار محمد البركات، أحد موظفي العلاقات العامة في ملعب "الجوهرة المشعة" الذي استضاف المباراة: "خصصت إدارة الملعب بوابتين تفضيان إلى ممر منفصل يقود إلى المدرج المخصص لدخول العائلات والنساء".
وأوضح البركات في حديثه لـ(إفي) أن "رب الأسرة الذي يحضر مع أطفاله ذكوراً وإناثاً سيسمح له بالدخول إلى المدرجات العائلية التي تتسع لـ10 آلاف شخص من أصل أكثر من 62 ألف مقعد".
وأشار إلى أن الملعب هيأ مكاناً لصلاة السيدات ودورات مياه خاصة، وهناك سياج عالٍ أمام المدرج لمنع الأطفال من التسلق والسقوط، إلى جانب مطاعم مخصصة وأماكن استراحة".
وفي حسابها الرسمي على (تويتر)، قالت الأميرة ريما بنت بندر، وكيلة الهيئة العامة للرياضة، مخاطبة رئيس الهيئة وزملائها: " أشكركم جميعًا على جهودكم ودعمكم الدائم. الْيَوْمَ أدخلتم السعادة في قلب كل عائلة وامرأة سعودية بحضور المباراة الأولى.. تُعتبر لحظة تاريخية في المملكة...".
فيما أكدت المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، فاطمة سالم باعشان، عبر حسابها على الشبكة الاجتماعية، أن هذا الأمر لا يتعلق فقط بحقوق النساء بل أيضا هو "فرصة للعائلات للحضور سويا والاستمتاع بمباراة وطنية في السعودية".
وفي 23 سبتمبر الماضي، تمكنت النساء من حضور لأول مرة احتفالا باليوم الوطني على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، في منطقة مخصصة للعائلات، في اختبار لرؤية ردة فعل المجتمع السعودي.
وفي عامي 2015 و2016 أجرت الحكومة اختبارا أخر في لندن، عندما أقامت مباراة السوبر بين بطلي الدوري والكأس في العاصمة البريطانية، حيث حضرت مئات السعوديات أول مباراة بين فريقين سعوديين على أرض غير سعودية، ونقلت شاشات التلفزيون هذه المباراة بتركيز انصب على المدرج أكثر من المساحة الخضراء.