حكايات الكرة في المونديال.. الأرجنتين وفاجعة نصف دستة أهداف وأمر الرب

حكايات الكرة في المونديال، هي سلسلة جديدة تتناول أبرز حكايات وأسرار بطولات كأس العالم  عبر تاريخه، المونديال الذي يترقبه العالم كل 4 سنوات ليس مجرد بطل ونتائج ومنتخبات مشاركة، هناك أيضاً الكثير من الطرائف والدراما والغرائب.

الحلقة الثامنة عشر عن حكاية منتخب التانجو في مونديال 1958 بالسويد بعد صدمة كل عشاق التانجو أمس الخميس، بالخسارة بثلاثة أهداف نظيفة من كرواتيا وأصبح منتخب بلاد الفضة قاب قوسين أو أدنى من توديع مونديال روسيا 2018.

وصول للقمة ثم انهيار 

المنتخب الأرجنتيني قبل مونديال 1958 بعام كان قد توج ببطولة كوبا أمريكا عن جدارة واستحقاق عندما تفوقوا في كل المباريات ولم يخسروا إلا المباراة الأخيرة أمام البلد المضيف بيرو 1-2 وكانت مباراة تحصيل حاصل وسجلوا 25 هدفا، وتلقت شباكهم 6 أهداف فقط في ست مباريات، وكانوا يمتلكون خط هجومي أسطوري بقيادة عمر سيفوري وهومبرتو ماسكيو وأنطونيو فالنتين أنخيليلو وعمر كورباتا ولكن ماذا بعد.

الثلاثي الرهيب.. عمر سيفوري وهومبرتو ماسكيو وأنطونيو فالنتين أنخيليلو 

الكل رشح الأرجنتين لنيل اللقب في مونديال 1958 ولكن ما حدث كان كارثيا بكل ما تحمله الكلمة، فالثلاثي الرهيب عمر سيفوري، وهومبرتو ماسكيو، وأنطونيو فالنتين أنخيليلو، الذين أطلق عليهم لقب (الملائكة ذات الوجوه القذرة) بعد عام 1957 هاجروا إلى الملاعب الإيطالية بحثا عن المال والشهرة بل أيضا لم يلعبوا للمنتخب الأرجنتيني مجددا ولعبوا لصالح منتخب الأتزوري مما أضعف صفوف المنتخب الأرجنتيني ودخل الشك قلوب الجماهير الأرجنتينية فيما سيحدث في المونديال لاحقا.

أمر الرب

وقعت الأرجنتين في مجموعة تضم فرق ألمانيا الغربية وتشيكوسلوفيكيا وأيرلندا الشمالية، التي تشارك لأول مرة في تاريخها.

المنتخب الأرجنتيني افتتح المونديال بخسارة من حامل اللقب ألمانيا الغربية بنتيجة 3-1، سجلهم "هيلموت ران" هدفين، و"اوفا زيلر" هدف، بينما سجل للتانجو "عمر كورباتا".

وعندما حان وقت المباراة الثانية مع أيرلندا الشمالة عدّل منتخب التانجو من أوضاعه بالفوز بنفس نتيجة الخسارة من الألمان 3-1 والعودة للمباراة بعد التأخر بهدف في الدقيقة الرابعة، ولك أن تعلم عزيزي القارئ أن منتخب إيرلندا الشمالية كان منقوصا ستة لاعبين من أبرز نجومهم  لم يسافرون من الأساس إلى السويد وهم: "بيل سيمبسون، وسامي ماك جروري، وبوبي ري، وسامي تشابمان، وتومي هاميل، وبوبي ترينور"، حيث أنهم كانوا مسيحيين متشددين للغاية ويرفضون اللعب أيام العطلات الإنجيلية يوم الأحد، وكانت مباراتي ألمانيا الغربية وتشيكوسلوفاكيا توافقان يوم الأحد، وطلب الإتحاد الإيرلندي تعديل الأيام ولكن الاتحاد الدولي رفض ولم يسافر اللاعبون رفقة منتخب بلادهم، وسافرت إيرلندا الشمالية بستة عشر لاعبا فقط والستة الأخرين لم يغادروا بلفاست من أجل الصلاة في الكنيسة. 

الصدمة الكبرى والضحية حارس مرمى 

وهنا حانت مباراة النتيجة الأكثر صدمة في تاريخ الأرجنتين بالمونديال، وهي مباراة تشيكوسلوفيكيا، مرمى الأرجنتين كان يحرسه أحد أهم حراس الأرجنتين عبر تاريخها وهو "أماديو كاريزو" حارس مرمى الريفر بليت، الذي كان يطلق عليه أسم (مطور حراسة المرمى)، فكان من أوائل الحراس الذين يلعبون وكأنهم ليبرو لتغطية المدافعين، وكان من ابتدع الهجمة المرتدة بالكرات الطولية للمهاجمين، وكان حارس عملاق.

ولكن كل هذا لم يشفع له فعند مواجهات منتخب تشيكوسلوفيكيا الذي يقودهم لاعب الوسط الأسطوري "جوزيف ماسوبوسيت" أفضل لاعب في بلادة بالقرن العشرين وأفضل لاعب في أوروبا 1962، وهو نفس العام الذي خسرت فيه تشيكوسلوفاكيا نهائي كأس العالم في تشيلي من السيليساو 1-3 وكان "ماسوبوسيت" هو من أحرز هدف بلاده الوحيد.

أماديو كاريزو كبش فداء الخسارة بالستة

ففي يوم 15 يونيو 1958 على ملعب هالسينبورج تلاعب رفاق ماسوبوسيت بالتانجو وفازوا بستة أهداف لهدف وحيد كان محرزه هو عمر كورباتا من ركلة جزاء، وخرجت الأرجنتين من الدور الأول واشتعل الموقف في الشارع الأرجنتيني والكل رمى شماعة الهزيمة على الحارس أماديو كاريزو، وجعلوه كبش الفداء رغم أنه لا يتحمل الهزيمة بمفرده، وتمت إقالة المدير الفني "جيرميو ستابيلي" الذي كان هداف التانجو  في أول نسخة مونديال 1930 برصيد 8 أهداف، فحمل ذكرى سيئة عند الجمهور رغم ما فعلة لبلاده سابقا وحتى عمر كورباتا النجم الذي لم يغادر ساءت حياته وأدمن الكحوليات وتلاعبت به النساء ومات فقيرا.

الأرجنتين أيضا في مونديال 2002 كانت تمتلك تشكيل عظيم من جيل كبير وخرجت من الدور الأول ولكن الكل شاهد ما حدث وقتها، أما جيل مونديال 1958 لا يعرفه السواد الأعظم وخاصة حكاية الخسارة بالستة.

منتخب الأرجنتين الفائز بكوبا أمريكا 1957

للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك إضغط هنا

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر إضغط هنا