الجمعة 18 سبتمبر 2020
06:43 م
وسط الإعلان الرسمي عن رحيل المهاجم الأرجنتيني المخضرم جونزالو هيجوايين عن صفوف نادي يوفنتوس أمس الجمعة، ذكر بيان حامل لقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي أن التخلي عن مهاجمه كلف ميزانية النادي قيمة سلبية بلغت 18.3 مليون يورو.
وخرج هيجوايين من حسابات المدير الفني الإيطالي أندريا بيرلو، الذي تولى تدريب الفريق خلفًا لمواطنه ماوريتسيو ساري، وحاول يوفنتوس بيع اللاعب خلال الأسابيع الماضية، لكنه لم ينجح في ذلك، ليستسلم لحل فسخ تعاقده.
وأعلن نادي إنتر ميامي الأمريكي، الذي يشارك في ملكيته النجم الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام التعاقد مع هيجوايين اليوم الجمعة، في صفقة انتقال حر، لينضم إلى الفرنسي بليس ماتويدي زميله السابق في يوفنتوس، ونجم باريس سان جيرمان الأسبق.
يواجه يوفنتوس أزمة اقتصادية واضحة، ازدادت عقب جائحة كورونا، التي أثرت بقوة على عالم كرة القدم في الشهور الأخيرة، ورفعت خسائر العملاق الإيطالي إلى أكثر من 70 مليون يورو.
وأعلن يوفنتوس في بيان رسمي قبل أيام أن خسائره في نهاية موسم 2019/2020 بلغت 71.4 مليون يورو، مقارنة بـ 39.9 مليون يورو خسرها في نهاية موسم 2018/2019.
واضطر النادي الإيطالي لتعديل حساباته عقب التخلي عن هيجوايين، حيث أصدر بيانًا جديدًا اليوم الجمعة، ذكر خلاله أن خسائر موسم 2019/2020 ارتفعت إلى 89.6 مليون يورو، عقب إضافة القيمة السلبية لخسارة النجم الأرجنتيني.
وانخفضت عائدات يوفنتوس بشدة في الموسم الأخير، لتبلغ 48%، مقارنة بـ 8% في موسم 2018/2019، وقال النادي الإيطالي إن السبب الرئيسي لذلك يعود لأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، رغم نجاحه في الاتفاق مع نجوم الفريق على تخفيض رواتبهم خلال الأزمة، وهو ما وفر للنادي 90 مليون يورو.
لكن كيف تسبب رحيل هيجوايين في خسائر اقتصادية لناديه الإيطالي السابق؟ هذا الأمر تفسره بعض الحسابات الاقتصادية، حيث تعد قيمة لاعبي الفريق جزءًا هامًا في رأس مال شركة كرة القدم.

وتبعًا لشبكة "سويس رامبل" المتخصصة في الجوانب الاقتصادية بعالم كرة القدم، فإن تعاقد النادي مع أحد اللاعبين بقيمة معينة، لا يجعل تلك القيمة كاملة تدخل إلى حساباته بشكل مباشر، بل يتم تقسيمها على السنوات التي يمتد إليها تعاقد اللاعب مع ناديه.
على سبيل المثال، في حالة هيجوايين، تعاقد يوفنتوس مع النجم الأرجنتيني في صيف 2016، في صفقة تاريخية بلغت قيمتها 90 مليون يورو، بعقد يربط اللاعب مع النادي الإيطالي لخمس سنوات، وهو ما يعني أن قيمة الصفقة أصبحت ممتدة لخمس سنوات، بمعدل 18 مليون يورو سنويًا.
وفي الحسابات الاقتصادية، فإن قيمة اللاعب تتراجع بالمعدل السنوي لقيمة الصفقة المقسمة على مدة تعاقده، وهو ما يشبه ما يسمى بـ "الإهلاك" في الشركات والمصانع، التي تتراجع قيمة ممتلكاتها سنويًا، حتى تبلغ "صفر".
الأمر ذاته ينطبق على لاعبي كرة القدم في حسابات شركات أنديتهم، حيث تتراجع قيمة اللاعب بمعدل ثابت "على الورق" سنويًا، حتى تبلغ "صفر" في نهاية تعاقده، وهي اللحظة التي يتمكن خلالها من الرحيل عن ناديه مجانًا.
هذا الأمر يعني أن القيمة الاقتصادية لهيجوايين في حسابات يوفنتوس كانت 90 مليون يورو عند التعاقد، ثم بعد مرور عام أصبحت 72 مليون يورو، وتراجعت إلى 54 مليون يورو في السنة الثالثة، وهكذا حتى نهاية التعاقد.
لكن ذلك الأمر لا يعني أن قيمة اللاعب الفعلية تبقى مرتبطة بتلك القيمة المسجلة في حسابات ناديه الاقتصادية، حيث يرحل لاعبون في بعض الأحيان بقيمة أعلى كثيرًا، كما كان الحال في صفقة انتقال البلجيكي إيدين هازار من صفوف تشيلسي إلى ريال مدريد، الذي دفع 100 مليون يورو مقابل الفوز بخدماته في صيف 2019، رغم تبقي موسم وحيد على نهاية تعاقده مع النادي الإنجليزي، بينما يرحل لاعبون بقيمة أقل في أحيان أخرى، وهو ما يتسبب في خشار اقتصادية لأنديتهم.
لذلك السبب جاهد يوفنتوس من أجل بيع النجم الأرجنتيني مقابل 18 مليون يورو على الأقل، حتى لا تتضرر حساباته بقيمة سلبية جديدة، لكنه لم ينجح في ذلك الأمر، لتزداد أزمته الاقتصادية، بقيمة سلبية جديدة.
وتعود تلك التفاصيل الاقتصادية بالضرر على الأندية في حسابات قواعد اللعب المالي النظيف، التي أقرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والتي تحرم الأندية التي تتخطى مصروفاتها حدود عوائدها.